قليل البخت.. وعضم «الكرشة»!

قليل البخت.. وعضم «الكرشة»!
جريدة المال

المال - خاص

11:09 ص, الأربعاء, 17 أبريل 13

محمود كامل

علمتنا الأيام والأمثال أن «قليل البخت يلاقى العضم.. فى الكرشة» التى هى ضمن «جهاز هضم الحيوانات»، والذى لا يعمل أبدًا فى ظل وجود أى عظام به، إلا أن «كرشة الإخوان» المفروضة علينا الآن كلها «عضم» بما يفسد عندنا كل أجهزة الهضم البشرية، بالمفاجأة بأن الذى تصورناه «موسى» طلع «فرعون»، مع تعديل بسيط فى العبارة بأن الذى تصورناه «مرسى» طلع «فرعون» منذ لعب دور «حامل أختام المرشد» اللابد لنا فى الدرة، والذى يتولى مهمة «الكاهن الأعظم» لـ«بابا مصر» مع أن مصر تلك ليست «الفاتيكان»، التى عينوا بها أحد كبار الأعوان «سفيرًا» لمصر فى دولة الفاتيكان الوهمية التى لا تزيد مساحتها على «شبرين» مع صرف الراتب الكبير لسفيرنا الوهمى هذا.. ومعه كل المخصصات من ميزانية دولة تقول: لله.. يا محسنين.. إنما تقول إيه عندما يكون رزق الهبل ع المجانين!

وكنا نتصور – قبل أن «يبتلينا الله» بحكم الفرعون – أن «الربيع العربى» الذى أشرق علينا بعد «تونس الخضراء» هو نعمة من الله علينا تعويضًا عن سنوات طويلة من «القحط الديكتاتورى» قبل أن يتصدى «الإخوان» لتحويل الربيع إلى «خريف» لا تطلع له شمس أبدًا، وإنما هو بداية ليل بارد طويل.. وبلا آخر، بدت ملامحه الآن فى تونس، بما يمكن انتقاله إلى المحروسة، بداية باغتيال اليسارى الشهير هناك «بلعيد» على عتبات منزله «مقدمة» لعصر من الاغتيالات نسأل الله منه السلامة فى مصر، فى ظل وجود مدرسة إخوانية تتصور الآن، بل تؤمن بأن «تصفية المعارضين» هو المنهج الوحيد الذى يضمن لهم «حكمًا .. بغير إزعاج» لما يتصورونه أبديًا، ونراه نحن قصير العمر لن يبلغ سن الرشد أبدًا وإن تصوروا – هم أنهم – «الخلفاء الراشدون»، رضوان الله عليهم – أقصد طبعًا أولئك الذين كانت بدايتهم على يد «أبى بكر الصديق» – وليس أولياء مرسى، ولا «مكتب الإرشاد»!

صحيح أنهم قد حولوا الربيع العربى، إلى «خراب مصرى»، ولكنه خراب مؤقت، قصير العمر، مثل عمر حكمهم تمامًا الذى يحصنونه بسلاح الميليشيات قديمة الإعداد وإن تحدثت أسلحتهم، إلا أن «سلاح الرفض المصرى» هو الذى أقوى، وأبقى بصراع طويل العمر مع قوم قد خرجوا بليل ليقطعوا طريق الوطن، ناسين تمامًا أن ذلك الطريق مملوء بـ«أكمنة» مصرية موزعة على كل شبر مصرى بما يؤكد أن المد الإخوانى المؤقت سوف يخرج – كما يقول المصريون «من نقرة.. ليقع فى دحديرة» إلى أن يدفع به «الزخم المصرى» ومعه كل الغضب ليقع فى بئر من أعماله بلا قاع أو قرار، ليتم الغرق الأكبر الذى تعود بعده مصر الطيبة والأصيلة إلى نضارتها وجمالها الذى عهدناه لعصور.. وعصور، ذلك أن الله يأبى إلا أن يتم نوره.. ولو كره الكافرون، الذين يدعون إسلامًا وإيمانًا لا تنطبق عليه مواصفات أن «الإيمان هو ما وقر فى القلب، وصدقه العمل»، وهو ما لا ينطبق إطلاقًا على ما فى قلوبهم، ولا على ما يفعلونه بنا من سيئات تنتمى كلها إلى مدرسة «جلب المنفعة مقدم على منع الضرر» بما لا يتواءم مع ما تعلمناه – إسلاميًا – من أن «منع الضرر مقدم على جلب المنفعة».

ويعود شبق السلطة لديهم إلى معاناة قديمة لهم من السلطة التى كانت بالقطع تدرك خطرهم، ومن ثم فإنها قد تعاملت معهم بما يستحقون، ضمن صراع بينهم وبيننا لم نكن نحن – المجنى عليهم الآن – طرفًا من الأطراف، بل كنا فى أغلب الأمر مثلهم ضحايا، لنفاجأ بأن المجنى عليهم قد خرجوا من القمقم للانتقام من بقية الشعب الذى كان هو المجنى عليه الأصلى، رغم أن «ثورة هذا الشعب» هى التى وضعت كل الجناة – بأحكام القانون – خلف الزنازين، وهى نفسها التى أخرجتهم من خلف القضبان لنعانى من حريتهم تلك ما نعانى، بما يثبت أن هؤلاء ليس لديهم ولاء لأحد، كما أن المروءة ورد الجميل ليسا بين خصائصهم، بما يؤكد أن «الندالة وقلة الأصل» تجرى فى جيناتهم مجرى الدم، مع أننا نستطيع – بالمعاشرة القصيرة لهم – أن نؤكد أن هؤلاء الناس «ليس عندهم.. دم!

جريدة المال

المال - خاص

11:09 ص, الأربعاء, 17 أبريل 13