كشف تقرير لوكالة بلومبرج عن حتمية الاعتماد على عملية إعادة التدوير كوسيلة للحصول على المعادن اللازمة لصناعة البطاريات المستخدمة في بديلا عن استخراجها من الأرض.
يأتي هذا في الوقت الذي تشير توقعات بلومبرج إن إي اف إلى أن حجم البطاريات الكهربائية منتهية الصلاحية سيقفز من صفر إلى 1.6 مليون طن سنويا.
الطلب سيتجاوز المعروض
البيانات التي نشرتها شركة جلينكور العالمية لإنتاج النحاس والنيكل والكوبلت هي خير برهان على صحة هذه التقديرات.
وتقول الشركة أن تصنيع 140 مليون سيارات كهربائية بحلول عام 2030 يستلزم توفير كمية إضافية من النحاس تقدر بنحو 3 مليون طن سنويا و 1.3 مليون طن من النيكل ونحو 263,000 طن من الكوبلت.
والزيادة المطلوب توفيرها من معدن الكوبلت تتجاوز بمراحل الانتاج الحالي المتاح من المعدن المستقر حاليا عند مستوى 150 ألف طن عام 2018، وفقا لبيانات بلومبرج إن إي أف.
الصين متفوقة
تحتفظ الصين بميزة تبرر تفوقها على الولايات المتحدة وأوربا في نشاط إعادة التدوير مما يجعلها قادرة على توليد مكاسب إعتمادا على هذا النشاط.
وحسب بلومبرج إن إي اف، تخطط شركة جانزور هاي باور تكنولوجي الصينية إلى زيادة عمليات إعادة التدوير ست مرات العام القادم.
وتحصل الشركة على دعم من الحكومة الصينية التي تحتفظ بخطة طموحة لإعادة تدوير 1 مليون طن من البطاريات سنويا بحلول عام 2030 صعودا من 60 ألف طن حاليا.
تذبذب أسعار الكوبلت والليثيوم والنيكل
هناك صعوبات تواجه شركات إعادة التدوير منها تذبذب أسعار المعادن المستخدمة في صناعة البطاريات خلال السنوات القليلة مما يجعلها أكثر ترددا قبل اتخاذ قرار بإعادة التدوير.
ارتفعت أسعار سلفات الكوبلت أربع مرات خلال عامين حتى مارس 2018 بسبب تزايد مخاوف نقص المعروض منها.
وبدأت الأسعار تهبط منذ ذلك الحين بنحو الثلثين بعد أن غمرت الامدادات السوق.
ارتفاع تكلفة إعادة التدوير
التحدي الثاني الذي يواجه نشاط إعادة التدوير هو ارتفاع تكاليف استخراج المعادن من البطاريات المستعملة، حسب مارك جيرنبرج المدير التنفيذي لشركة يونيكور البلجيكية للكيماويات.
لكن جيرنبرج يتوقع ضخ المزيد من الاستثمارات في نشاط إعادة التدوير واصفا الاهتمام العالمي بإعادة التدوير بالمتواضع مقارنة بالاهتمام الصيني.
رؤوس الأموال الكثيفة
وأبدت كذلك شركة BASF SE الالمانية اهتماما متزايدا بإعادة التدوير.
لكنها حذرت من ضرورة توفير متطلبات تشمل ضخ رؤوس أموال كثيفة وإنشاء سلسلة انتاج محلية حتى يمكن تخفض متوسط التكلفة الكلية في الأجل الطويل بفضل وفورات الحجم.
وتتوقع شركة فولكس فاجن التي تعد أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم بيع 22 مليون سيارات كهربائية خلال السنوات ال 10 القادمة.
وقالت الشركة:” نحن نستهدف بلوغ النقطة التي يصبح عندها نشاط إعادة التدوير غير مكلف اقتصاديا … هناك تحديات تواجه السيارات الكهربائية”.
واستدركت: “لكنه يستحيل إيجاد حلول لها بدون التعاون مع الشركاء المناسبين على الأجل الطويل”.