محمد مجدى – عمر سالم
وضعت الهيئة العامة للسلع التموينية، التابعة لوزارة التموين والتجارة الداخلية، خطة لتفادى استيراد قمح روسى ملوث بإشعاعات نووية، وذلك بعد زيادة مستوى الإشعاعات، بعد رصد هيئة الأرصاد الجوية الروسية نظائر مشعة فى الجو، مما يعمل على احتمالية وجود آثار مترتبة على ذلك فى المساحات المزروعة بالقمح.
وقال مصدر حكومى رفيع المستوى – فى تصريح لـ»المال» – إن الهيئة العامة للسلع التموينية، تقوم باستيراد الأقماح من عدة دول أهمها روسيا، وفرنسا، وأمريكا، وبلغاريا، وكازاخستان، ورومانيا، وأوكرانيا، على أن يتم الكشف عن الدول التى تأثرت بالإشعاع النووى الروسى.
وأضاف أن الهيئة وضعت خطة لتفادى شراء قمح مصاب بالإشعاع النووى، بحيث يتم رصد ومتابعة تحركات الغبار النووى فى روسيا، والمدن التى أصيبت بها من حيث السحابة النووية.
وتابع أن الخطوة الثانية تتم بالتعاون مع هيئة الطاقة الذرية بحيث يتم فحص أى شحنات قمح واردة من روسيا، وإن ثبت إصابتها بالإشعاع النووى، يتم وقفها ورفض استلامها.
وأوضح أن مصر تضع عددًا من الشروط لاستيراد الأقماح، من خلال المناقصات العالمية التى تجريها الهيئة العامة للسلع التموينية التابعة لوزارة التموين والتجارة الداخلية، وتلك الشروط صارمة ومحددة لمنع دخول شحنات غير مطابقة للمواصفات القياسية المصرية.
وكانت هيئة الأرصاد الجوية الروسية، قد أعلنت عن أنها عثرت على نظائر «السترونتيوم» و«الباريوم» و«اللانثانوم» المشعة فى عينات بعد حادث غامض وقع أثناء اختبار فى موقع عسكرى فى وقت سابق من الشهر، وتسبب الحادث فى قفزة وجيزة فى مستويات الإشعاع فى مدينة سفيرودفينسك القريبة.
وذكرت هيئة الأرصاد الجوية أن سحابة من الغازات الخاملة تشكلت نتيجة لتحلل النظائر وتسببت فى قفزة وجيزة فى مستوى الإشعاع فى مدينة سفيرودفينسك، لافتة إلى أن النظائر هى «سترونتيوم-91» و«باريوم-139» و«وباريوم-140» و«لانثانوم-140».
وكشف مصدر رفيع المستوى بهيئة الطاقة الذرية لـ»المال»، أن الهيئة ستبدأ بالتنسيق مع الجهات المختلفة وأبرزها هيئة الرقابة النووية والإشعاعية للبدء فى فحص كل الوادرات القادمة من روسيا وخاصة المناطق المتأثرة بالإشعاع.
وأضاف أن الطاقة الذرية تمتلك مكاتب ثابتة فى جميع الموانئ الجوية والبحرية، وتتمثل فى وحدة الكشف الإشعاعى على الواردات، وسيتم التواصل مع الجانب الروسى والوكالة الدولية للطاقة الذرية حول نسب الإشعاع والمناطق المتضررة.
ولفت إلى أن الهيئة تلقت مخاطبات من عدد من الوزارات والجهات الحكومية، أبرزها وزارة الزراعة وهيئة السلع التموينية بضرورة الأخذ فى الاعتبار الانفجار النووى الأخير بروسيا، وضرورة التشديد على الواردات منها تحسبا لوجود أى مواد مشعة. كانت روسيا، أعلنت عن زيادة مستويات الإشعاع فى مدينة سفرودفنسك، شمال روسيا من 4 إلى 16 مرة، بعد الانفجار الذى وقع أثناء القيام بتجربة محرك صاروخ يعمل بالوقود النووى، مما أسفر عن مقتل 5 خبراء نوويين واثنين آخرين، وأثار مخاوف واسعة من كارثة تشيرنوبل جديدة.
وكان الدكتور على المصيلحى، وزير التموين والتجارة الداخلية، قال إنه طبقًا للبند 3 فى القواعد الخاصة بتنظيم استيراد والإفراج عن شحنات القمح المستوردة، يجب استطلاع رأى هيئة الطاقة الذرية فى إمكانية الفحص الأولى للشحنة إشعاعيًا على سطح المركب أثناء المعاينة الظاهرية مع تسديد رسوم الإشعاع. وأكد أنه لن يتم السماح باستيراد حبة قمح واحدة مصابة بالإشعاعات النووية. يذكر أن أحدث تقرير لوزارة الزراعة الأمريكية، أن الهيئة العامة للسلع التموينية أكبر مشترٍ للقمح فى مصر، استوردت 6.64 مليون طن من القمح خلال الموسم الماضى 2017/2018، مقارنة بنحو 5.852 مليون طن خلال الموسم 2016/2017.
وأضاف التقرير أن روسيا كانت أكبر مصدر بحجم بلغ 5.2 مليون طن، ثم رومانيا بواقع 1.6 مليون طن، ثم أوكرانيا355 ألف طن، وفرنسا 60 ألف طن.