ستؤثر التغيرات المناخية بالسلب على الناتج الاقتصادي العالمي، في الوقت الذي تضر فيه درجات الحرارة المرتفعة بقطاعات عدة بدءا من الزراعة إلى التصنيع.
هذا ما خلصت إليه نتائج دراسة حديثة نشرها المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية الأمريكي والتي أظهرت أن التغيرات المناخية المتمثلة في درجات الحرارة التي وصلت لمستويات قياسية في العالم جذبت الانتباه في يوليو الماضى، وفقا لما أوردته شبكة “سي إن بي سي” الإخبارية الأمريكية.
ويقول باحثون إن الزيادة المستمرة في متوسط درجات الحرارة العالمية بواقع 0.04 درجة سلزيوس في العام، من المتوقع أن تقلص نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي العالمي للفرد بنسبة 7.22% بحلول العام 2100.
ووجد الباحثون المنتمون لصندوق النقد الدولي وجامعة كمبريدج البريطانية، ونظيرتها الأمريكية كاليفورنيا الجنوبية- أدلة قليلة على أن الترسيب كان له تأثير على الناتج المحلي الإجمالي، لكنهم لاحظوا بدلا من ذلك تأثيرات أكبر تتعلق بدرجات الحرارة.
وتوقعت الدراسة أن تشهد الولايات المتحدة الأمريكية تراجعا فى ناتجها المحلي الإجمالي للفرد بنسبة 10.5%، مقابل 4.3% في الصين، و4.6% في الاتحاد الأوروبي على مدار الـ 81 عاما المقبلة نتيجة التقلبات في درجات الحرارة.
وبعبارة أخرى فإنه إذا ما تضاعف الناتج المحلي الإجمالي العالمي أو انخفض بمعدل النصف بحلول العام 2100، تشير النتائج إلى أن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للفرد سيظل أقل من نسبته في أي وضع آخر بنسبة 7.22%.
وعلى المدى القريب، وعلى فرضية عد حصول أية تغييرات كبرى، واستمرار الانبعاثات الكربونية، من المتوقع أن تتجاوز التأثيرات المناخية على الناتج المحلي الإجمالي العالمي نسبة الـ 2.5%، وأن تتجاوز أيضا ما نسبته 3.7% على الناتج المحلي الأمريكي بحلول العام 2050.
وأوضح الباحثون: “الزيادة فوق المعدل الطبيعي في متوسط درجات الحرارة العالمية بواقع 0.04 درجة سلزيوس في العام تقود إلى خسائر كبيرة في الناتج، وخفض الناتج الحقيقي للفرد بنسبة 0.8% و 2.51% و 7.22% في أعوام 2030 و 2050 و 2100 على الترتيب.
وتابعوا “وعلاوة على ذلك فإننا نٌظهر أن نتائجنا التجريبية تنطبق على الفقراء أو الأغنياء، وأيضا على الدول الساخنة أو الباردة على حد سواء”.
ولفتت الدراسة إلى أن الدول التي تحقق نسبة كبيرة من ناتجها المحلي الإجمالي من الزراعة قد تكون الأكثر عُرضة للخطر، موضحة أن الحرارة أو الأمطار الزائدة لا تهلك فقط محاصيل مثل القمح وفول الصويا، لكنها تتسبب أيضا في إرجاء العمل في الحقول، ووقف شحنات الآلات والمعدات.
جدير بالذكر أن متوسط درجات الحرارة في يوليو المنصرم لامس 1.71 درجة فهرنهايتي، أي أعلى من متوسط درجة الحرارة في القرن العشرين ( 60.3 درجة)، ما يجعله أكثر الشهور سخونة فى 140 عاما.