مع تسريح 4 آلاف عامل هذا العام
اتفقت مجموعة بيجو ستروين الفرنسية، مع شريكتها دونج فينج جروب الصينية على توقف إنتاج مصنعين من مصانعهما الأربعة بمدينة ووهان الصينية، وتسريح 4 آلاف عامل قبل نهاية العام، وذلك بعد استمرار هبوط المبيعات طوال 13 شهراً، فى أكبر سوق للسيارات فى العالم.
كان كارلوس تافيرز، رئيس بيجو ستروين قد قرر الشهر الماضى مع زو يانفينج، رئيس مجلس إدارة دونج فينج، على تسريح نصف عدد العاملين فى مشروعهما المشترك دونج فينج بيجو ستروين أوتوموبيل DPCA بمدينة ووهان وسط الصين، لينخفض إلى 4 آلاف عامل مع إغلاق مصنع وبيع آخر.
وذكرت وكالة رويترز، أن رئيسي الشركتين الفرنسية والصينية ينفذان خطط إعادة هيكلة لتحسين الأداء العام من جميع الأبعاد لمشروع DPCA الذى مر عليه حوالى 27 سنة، وتمتلك فيه الشركة الفرنسية حصة الأغلبية التى تقدر بحوالى 88.8%، وتمتلك الشركة الصينية النسبة الباقية.
وهبط إجمالى مبيعات السيارات فى الصين خلال العام الماضى لأول مرة منذ تسعينيات القرن الماضى، ومن المتوقع أن تتراجع بحوالى 5% مع نهاية العام الحالي، بعد أن انخفضت طوال الشهور السبع الماضية مع استمرار الحرب التجارية بين واشنطن وبكين.
وتسعى الشركات الغربية خفض التكاليف الثابتة لتجنب المزيد من الخسائر قبل تفاقم التوترات التجارية الأمريكية الصينية، لاسيما أن المستهلكين الصينيين يبتعدون عن شراء السيارات الأجنبية، ويتجهون للشركات المحلية لدعم حكومة بلادهم لدرجة أن شركة بيجو ستروين هبطت مبيعاتها فى الصين بحوالى %300 لتنزل إلى 251 ألف و700 سيارة من ذروة مبيعاتها فى 2014، والتى بلغت أكثر من 731 ألف وحدة لتخسر حوالى 400 مليون يورو من مشروع DPCA الذى هوت قيمته بحوالى 50% إلى 500 مليون يورو.
وأغلق مشروع DPCA مصنع ووهان 1 الأصلى للتجميع، وتعيد تطوير الموقع فى شراكة تجارية مع الحكومة المحلية مع نقل المعدات والإنتاج إلى مصنع ووهان ثرى، وتنفيذ خطة لخفض عدد العاملين من 8 آلاف إلى 5500 مع نهاية العام الحالي، ثم إلى حوالى 4000 فى غضون الثلاث سنوات القادمة، علاوة على بيع مصنع ووهان 2 الذى توقّف عن العمل.
ويحاول زو رئيس دونج فينج منذ 18 شهرا وحتى الوقت الحالى إقناع شركات مثل هوندا أو نيسان اليابانيتين شراء أحد مصانع مشروع DPCA، لكن لم يتقدم أحد للاستحواذ عليه.
من ناحية أخرى أعلنت الرابطة الصينية لمصنعى السيارات CAAM أن مبيعات السيارات الكهربائية، والتى تعمل بالطاقة المتجددة مثل خلايا الهيدروجين هبطت بأكثر من 4.7% خلال يوليو الماضى، بالمقارنة بنفس الشهر من عام 2018 فى أول انخفاض منذ أكثر من عامين، لتنزل إلى حوالى 80 ألف وحدة فى الصين.
وقال شين شيهوا، مساعد الأمين العام لرابطة CAAM، أن السبب الرئيسى لهبوط مبيعات السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة خلال الشهر الماضى، هو تغيير سياسات الحكومة حيث قررت بكين الشهر الماضى، تقليص الدعم المقدم لهذا النوع من السيارات.
كانت رابطة CAAM قد توقعت سابقًا انخفاض مبيعات السيارات فى الصين إلى حوالى 26.68 مليون وحدة مع نهاية هذا العام، لكنها خفضت توقعاتها هذا الأسبوع بعد هبوط مبيعات السيارات الكهربائية التى من المتوقع أن تتوقف عند 15 مليون وحدة، بالمقارنة مع توقعاتها السابقة البالغة 1.6 مليون وحدة.
وأدى استمرار انخفاض مبيعات السيارات فى الصين صاحبة ثانى أكبر اقتصاد فى العالم، إلى انخفاض توقعات المبيعات والأرباح لمعظم شركات السيارات الصينية، ومنها جيلى وجريت وول، رغم محاولات حكومة بكين منذ يناير الماضى تشجيع الاستهلاك المحلى، لكن خططها فى مجال السيارات لم تحقق أى نجاح؛ لأنها لم تخفف القيود على الرخص الجديدة للسيارات التى تعمل بالوقود التقليدى فى المدن الكبرى.
وابتعد أيضًا المستهلكون عن شراء السيارات التقليدية، كما تأثرت مبيعاتها سلبًا بسبب تنفيذ الحكومة لمعايير الانبعاثات الكربونية الجديدة، والتى طبقتها مبكرا عن ميعادها المحدد بعام 2020 فى 15 مدينة وإقليم، وتبلغ حصة تلك الفئة نحو 60% من إجمالى مبيعات السيارات فى الصين.