يعكف البنك المركزي المصرى، بالتعاون مع البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية «EBRD» على دراسة المتطلبات والقواعد اللازمة لتدشين سوق للمشتقات المالية «derivatives» بين البنوك، يبدأ بمؤشر للمبادلة «overnight index swap» يعتمد على سعر الفائدة خالية المخاطر «كونيا» المقرر تفعيله مطلع أكتوبر المقبل.
وقال رامى أبو النجا، وكيل محافظ البنك المركزي المصرى، خلال مؤتمر صحفى، أمس، إن «كونيا» تمهد الطريق لتطوير سوق المشتقات المالية فى مصر، والتى أصبحت بحاجة إليها فى المرحلة الراهنة، لكن ذلك يتطلب إطارا قانونيا داعما لهذه الأدوات، بالإضافة إلى نظام ضريبى ومحاسبى يعزز تداولها.
وحسب أوراق تم استعراضها خلال المؤتمر الصحفى، فإن مؤشر المبادلة سيغطى فترات زمنية أطول من (ليلة واحدة) المقرر البدء به، وذلك عقب اعتياد الأسواق عليه، وسيتم تحديد الأجل الزمنى بناء على الجزء المتداول من الصفقات.
وأشارت الأوراق إلى عدد من الأهداف الرئيسية وراء التفكير فى تدشين سوق للمشتقات، منها السماح بعقود مبادلة طويلة الأجل مرتبطة بأسعار الفائدة، وتدشين نظام كفء لإدارة مخاطر أسعار العائد وخفض تكلفة التمويل، وتمهيد الطريق لمراقبة أفضل لفاعلية السياسة النقدية، وتمكين البنوك من أدوات لإدارة مخاطر سعر الفائدة بشكل ينفصل عن مخاطر السيولة والائتمان.
ويعتزم البنك المركزى تفعيل أول آلية لسعر الفائدة خالى المخاطر تحت اسم «كونيا»، مطلع أكتوبر المقبل، تقوم على حساب متوسط سعر الفائدة على تعاملات البنوك فيما بينها «الإنتربنك» لمدة ليلة واحدة، مع استبعاد أعلى وأقل %15 من التعاملات، ودمج الصفقات ذات معدل الفائدة المتطابق.
وقال «أبو النجا» إن الآلية الجديدة تتكامل مع سعر الفائدة الرئيسى بالبنك المركزى «الكوريدور» ولا تلغيه، إذ يعبر الأخير عن توجهات السياسة النقدية، بينما تكشف «كونيا» عن أسعار العائد الفعلية فى سوق «الإنتربنك».
وأشار إلى وجود مناقشات مع البنوك لإطلاق منتجات ترتبط بالمؤشر الجديد وذلك بعد الاعتياد عليه والتوعية به.
ولفت إلى مشاركة نحو 11 بنكا تجاريا تمثل تعاملاتها %80 من حجم السوق فى المناقشات والدراسات الخاصة بمؤشر «كونيا» والتى استمرت ما يقرب من 15 شهرا بالتعاون مع البنك الأوروبى «EBRD».