أقال إتش.إس.بي.سي رئيسه التنفيذي جون فلينت بعد 18 شهرا فقط من توليه منصب في إجراء صادم قال رئيس مجلس إدارة البنك الأكبر في أوروبا إنه ضروري للإسراع في إحراز تقدم في مجالات ذات أولوية مثل إقالة أنشطة البنك الأمريكية من عثرتها.
وأضاف البنك أنه لا يزال على المسار الصحيح لنقل 1000 من موظفيه البالغ عددهم 43،000 في المملكة المتحدة إلى باريس بمجرد مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي، في حين سيتم الإستغناء عن 2% من القوة العاملة، وهو ما يعادل 4000 آلاف موظف.
وقال مصدر مطلع إن رحيل الرئيس التنفيذي جاء نتيجة لخلاف في الرأي مع رئيس مجلس الإدارة مارك تاكر حول نهج فلينت المتردد على نحو متزايد إزاء تقليص النفقات ووضع أهداف للإيرادات لكبار المديرين بهدف تعزيز نمو الأرباح.
وأفصح إتش.إس.بي.سي عن رحيل فيلنت (51 عاما) اليوم الاثنين مع إعلانه عن نتائج أعماله عن النصف الأول من العام، في الوقت الذي يتوقع فيه آفاقا أكثر قتامة بشأن أنشطته مع تصاعد الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، ودورة تيسير السياسة النقدية وعدم الاستقرار في سوق عمله الرئيسي في هونج كونج فضلا عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقال إتش.إس.بي.سي، الذي يجني أكثر من 80% من أرباحه في آسيا، إن رئيس وحدة الخدمات المصرفية التجارية العالمية نويل كوين سيتولى منصب الرئيس التنفيذي مؤقتا.
وتراجعت أسهم إتش.إس.بي.سي، التي هوت بنحو 14% أثناء فترة عمل فلينت، 2% في لندن رغم أن البنك أعلن ارتفاع أرباحه بنسبة 16% وكشف عن إعادة شراء أسهم بقيمة تصل إلى أكثر من مليار دولار.
واُختير فلينت، الذي كان يترأس أنشطة الخدمات المصرفية للأفراد وإدارة الثروات في مقر إتش.إس.بي.سي في لندن، رئيسا تنفيذيا للبنك في فبراير 2018 فيما مثل أول قرار مهم لتاكر.
الوقت المناسب للتغيير
وقال تاكر لرويترز ”هذا هو الوقت المناسب للتغيير. والقيام بذلك بوضوح وحسم ومن موقع قوة يعد مهما للغاية“.
وأوضح المصدر المطلع أن الخلاف الرئيسي مع تاكر كان حول مساعي فلينت بشأن إقالة أنشطة البنك في الولايات المتحدة، التي تعاني من أداء متراجع، من عثرتها. وامتنع إتش.إس.بي.سي عن التعليق.
وصعدت أرباح إتش.إس.بي.سي قبل الضرائب خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2019 إلى 12.41 مليار دولار مقارنة مع 10.71 مليار دولار خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، مدعومة بارتفاع إيرادات أنشطة الخدمات المصرفية للأفراد وفي آسيا.
وقال إتش.إس.بي.سي ”من المتوقع الآن انخفاض أسعار الفائدة في الكتلة التي تتعامل بالدولار الأمريكي بدلا من ارتفاعها، وربما تؤثر المسائل الجيوسياسية على عدد كبير من أسواقنا الرئيسية“.
وكان للحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين تأثيرا ضارا على البنوك التي تركز أعمالها على التجارة مثل إتش.إس.بي.سي ومنافسه ستاندرد تشارترد الذي حذر الأسبوع الماضي من تأثر عملائه جراء التوترات المتصاعدة.