أدّت الاستثمارات التى ضخّتها تويوتا موتور، أكبر شركة سيارات فى اليابان، والتى تجاوزت 3 مليارات دولار خلال السنوات القليلة الماضية، فى صفقات وتحالفات مع شركات التكنولوجيا مثل سوفتبنك، لتعزيز مجالات تطبيقات سيارات التاكسى وتطوير البطاريات الكهربائية وخلايا الهيدروجين- إلى زيادة القيمة السوقية لتويوتا بحوالى 19 مليار دولار لترتفع حاليًّا إلى أكثر من 23 تريليون ين (221 مليار دولار).
ذكرت وكالة رويترز أن كبرى شركات السيارات العالمية مثل فولكس فاجن الألمانية وتويوتا الأولى والثانية على العالم على الترتيب، تواجه مستقبلًا غامضًا مع دخول شركات التكنولوجيا والاتصالات قطاع صناعة السيارات العالمية الذى تُقدر قيمته بحوالى 2.23 تريليون دولار.
واستطاعت شركة أوبر الأمريكية، المتخصصة فى تطبيقات الاتصال بسيارات الأجرة الفاخرة، أن تجعل المستهلكين أقل رغبة فى امتلاك سيارة أو قيادتها؛ لسهولة اتصالهم بهذه التطبيقات، وانتظار التاكسيات فى الموعد الذى ينزلون فيه من بيوتهم.
كما نجحت شركة تيسلا الأمريكية للسيارات الكهربائية فى دفع الشركات المنافسة لإنتاج موديلات مماثلة، لدرجة أن شركة أكسينتورا لأبحاث أسواق السيارات تتوقع ارتفاع الإنفاق على تكنولوجيا السيارات إلى حوالى 1.34 تريليون دولار بحلول عام 2030، لكن مبيعات السيارات لن تزيد إلا بنسبة طفيفة مع اتجاه المستهلكين للاعتماد على التاكسيات التى تعمل بتكنولوجيا تطبيقات الموبايلات السمارت.
وأكدت جانيت لويس، محللة الأسواق المالية بوكالة ماكوايرى كابيتال سيكيوريتيز فى طوكيو، أن شركات السيارات تقوم حاليًّا على مستوى العالم بتطوير منتجاتها لتشمل سيارات فاخرة وتجارية كهربائية وذاتية القيادة ومزوَّدة بأحدث تكنولوجيات تطبيقات الاتصالات الذكية.
وانتعشت أسعار أسهم شركة تويوتا مثلًا هذا العام حتى الآن بأكثر من %10 لتزداد قيمتها السوقية بحوالى 19 مليار دولار، ولتتفوق على مؤشر توبكس الأوسع نطاقًا فى بورصة طوكيو؛ بفضل استثماراتها فى تكنولوجيا القيادة المتطورة التى تصل إلى تتجاوز تريليون ين (9.7 مليار دولار) سنويًّا.
ويتوقع أيضًا المحللون بوكالة بلومبرج الأمريكية ارتفاع أرباح التشغيل خلال الربع الحالى بحوالى %1.3 لتصل إلى 692 مليار ين، وصعود إيراداتها بأكثر من %1.6 لتتجاوز 7.48 تريليون ين، حيث تعتمد استراتيجية تويوتا على مشاركة أقوى شركات التكنولوجيا التى تنتج تطبيقات الاتصال بسيارات التاكسى على الموبايلات السمارت، مثل أوبر وسوفتبنك، مع إنتاج 6 موديلات كهربائية حتى عام 2025.
وقال أكيو تويودا، الرئيس التنفيذى لتويوتا، إن الشركة تحولت من مجرد مصنِّعة للسيارات إلى تقديم خدمات مريحة للمستهلكين بتاكسيات فاخرة يتكامل فيها الهاردوير مع السوفت وير ومزودة بتطبيقات أخرى تساعد الركب على طلب وجبات الطعام ومشتريات أخرى أونلاين، وذلك بعد أن باتت من كبرى الشركات التى تستثمر فى شركات تكنولوجية عالمية، منها أوبر وديدى شوكسينج الصينية وجراب هولدينج المهيمنة على دول جنوب شرق آسيا.
وأعلنت أيضًا شركة تويوتا، فى يوليو الماضى، تعاونها مع شركات أمبيريكس تكنولوجى وBYD الصينيتين لتطوير إنتاج البطاريات الكهربائية بعد أن تحالفت مع توشيبا ويواسا وتويوتا أندستريز وباناسونيك اليابانية لتطوير موديلاتها المبتكرة، علاوة على أنها تعاونت مع شركات مازدا موتور وسوزوكى وساوبارو وشركات المكونات للمشاركة فى منصة واحدة لإنتاج سيارات كهربائية لتوحيد جهود التطوير والإنتاج وتقليل التكاليف لدرجة أنها تتوقع الآن بيع 5.5 مليون سيارة كهربائية على مستوى العالم بحلول عام 2025 بدلًا من 2030 فى توقعاتها السابقة.
واتجهت شركات أخرى إلى الاسترتيجية التى تعمل بها تويوتا، ومنها جنرال موتورز، أكبر شركة سيارات أمريكية، والتى ضخّت حوالى 500 مليون دولار بشركة أوبر لدخول مجال تطبيقات سيارات الأجرة بالموبايلات، علاوة على تطوير التاكسيات التى تعمل بالروبوتات مع وحدة القيادة الذاتية، بينما دمجت شركتا مرسيدس وBMW الألمانيتان للسيارات الفاخرة أنشطتهما، هذا العام؛ لتعزيز إنتاج موديلات بالتكنولوجيا الجديدة.
وتنتج شركات السيارات حاليًّا المزيد من البيانات المشتركة فيما بينها لتحسين الأمن والسلامة ومراقبة الطرق ومساعدة الركاب والمسافرين، لدرجة أن تويوتا مثلًا تستهدف أن يكون %70 من سياراتها مرتبطة ببعضها على مستوى العالم بحلول العام المقبل، غير أن معظمها سيكون فى السوقين الأمريكية واليابانية.