قفزت مبيعات التجزئة الألمانية بأعلى من المتوقع في يونيو الماضي، مسجلة أعلى زيادة شهرية لها منذ أكثر من 12 عامًا، ما يفتح طاقة آمل بأن يدفع الإنفاق الأسري عجلة الاقتصاد الأكبر في عموم أوروبا، وفقًا لما أظهرته أحدث البيانات الرسمية الصادرة.
وفي علامة على أن الاقتصاد الألماني أنهى الربع الثاني واقفًا على أرضية صلبة، ارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 3.5% في يونيو الماضي، بعد مراجعتها على انخفاض بنسبة 1.7% في الشهر السابق، بحسب البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاءات الفيدرالي.
وذكرت وكالة “رويترز” أن الاقتصاد الألماني يعتمد على مستويات الاستهلاك الخاص، ونشاط البناء والتشييد في النمو، وهو ما يجيء مدعومًا بقوة سوق العمل، وأسعار الفائدة المنخفضة، وارتفاع الأجور، ومع ذلك يُتوقع أن ينكمش النمو الاقتصادي الألماني في الربع الثاني من 2019.
وتلك هي الزيادة الشهرية الأعلى منذ ديسمبر من العام 2006، وتفوق بسهولة توقعات “رويترز” التي تلامس 0.5%.
وعلى أساس سنوي هبطت مبيعات التجزئة بنسبة 1.6% في يونيو بعد مراجعتها على ارتفاع بنسبة 3.8% في الشهر السابق، وفقا للبيانات. وتعتبر مبيعات التجزئة مؤشرا متذبذبا ويخضع في الغالب للمراجعة.
وفي النصف الأول من العام قفزت مبيعات التجزئة بنسبة 2.2% على أساس سنوي بقيمة حقيقية، وبنسبة 2.9% بقيمة اسمية، وفقا للبيانات، مدعومة في ذلك بالارتفاع الحاد في أنشطة التجزئة الإليكترونية.
وتجيء بيانات التجزئة تلك في أعقاب دراسة مسحية نُشرت أمس الثلاثاء، والتي أظهرت تدهور شهية المستهلك الألماني، وذلك للشهر الثالث على التوالي بفعل تباطؤ الاقتصاد العالمي، والنزاعات التجارية القائمة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم، وعدم اليقين الناتج عن الانسحاب البريطاني من الاتحاد الأوروبي المعروف اصطلاحيا بـ”بريكسيت”، وهي العوامل التي تذكي مخاوف العمل إزاء فقدان وظائفهم، ودخولهم بالتبعية.
تراجع ثقة المستثمر
وتراجعت ثقة المستثمرين في الاقتصاد الألماني خلال يوليو الجاري لأدنى مستوى منذ العام 2013، مع تدهور التوقعات بالنسبة لقطاعات الخدمات والتجارة.
وأظهرت بيانات صادرة عن مؤشر “إيفو” في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، أن مؤشر ثقة المستثمرين في الاقتصاد الألماني تراجع إلى أدنى مستوى منذ أبريل من العام 2013، مسجلاً 95.7 نقطة، مقابل مستوى 97.5 نقطة في الشهر الماضي.