تعهدت مجموعة من 20 شركة سيارات عالمية، بينها جنرال موتورز الأمريكية وBMW الألمانية، بتزويد إنتاجها الجديد بتكنولوجيا التحكم فى القيادة وأجهزة تجنب الحوادث والاصطدامات ADAS، بحلول العام المقبل، ما دفع شركات تأمين عالمية إلى التحذير من أن ذلك من شأنه أن يؤدى من انخفاض أقساط التأمين على السيارات.
ومن المتوقع أن تتجاوز سوق تلك المعدات التكنولوجية 67 مليار دولار بحلول 2025، بمعدل نمو أعلى من 10% سنوياً.
وحذرت سويس ري، أكبر شركة إعادة تأمين على السيارات فى العالم، من أن تزايد استخدام تكنولوجيا ADAS سيؤدى لهبوط حوادث السيارات بحوالى 25%، ما يعنى انخفاض إجمالي قيمة أقساط التأمين على المركبات المزودة بهذه التكنولوجيا بحوالى 20 مليار دولار خلال العام القادم.
وذكرت وكالة رويترز، أن حكومات العديد من الدول الأوروبية والأمريكية طالبت شركات السيارات الكبرى بتحسين إنتاجها من المركبات المبتكرة وذاتية القيادة، من خلال تركيب أجهزة التحذير من الحوادث، ووسائل الفرملة الأوتوماتيكية عند الطوارئ بحلول 2020 لتناسب السيارات الحديثة والكهربائية وذاتية القيادة.
وأعلنت الرابطة الوطنية لشركات التأمين الأوروبية أن التأمين على السيارات والذى يتميز بهامش منخفض، يوفر أكبر قدر من السيولة لشركات التأمين، والتى بلغت حوالى 244 مليار دولار العام الماضى، لكن تلك السيولة من المتوقع أن تنخفض مع تزايد استخدام تكنولوجيا ADAS، لأن قائدى السيارات سيشعرون بمزيد من الأمن والسلامة.
وأكد كيفين كلارك، الرئيس التنفيذى لشركة أبتيف الأوروبية لمستلزمات تكنولوجيا السيارات، أن أى شخص يمتلك سيارة مزودة بتكنولوجيا حلول الأمن والسلامة لن يعود لشراء سيارة تقليدية، بل سيبحث دائما عن الابتكارات الجديدة فى تكنولوجيا ADAS التى ستنخفض أسعارها مع تطورها وتقدمها لتنخفض تكلفتها من 1000 إلى 500 دولار لكل سيارة فى غضون الخمس سنوات القادمة.
وتتوقع شركة أبتيف أن تحقق أكثر من 4 مليارات دولار من نشاط تكنولوجيا ADAS هذا العام، وارتفاع عدد الشركات التى تطلب تلك التكنولوجيا المبتكرة، من 5 عملاء منذ سنوات قليلة، إلى أكثر من 20 شركة سيارات بحلول 2022.
وتعترف شركات التأمين الأمريكية أنها ليس لديها بيانات كافية لتصدر توقعات سليمة بخصوص مزايا استخدام تكنولوجيا ADAS ونظم القيادة الذاتية، وأن شركات السيارات تعزف عن تقديم معلومات تفصيلية عن الموديلات التى باعتها، بسبب عدم وجود المعايير التى تحدد استعمالها والتكاليف المرتفعة المطلوبة عند إصلاحها، علاوة على أن هناك احتمالات مرتفعة من أن قائدى تلك السيارات قد لا يستخدمون تلك الوسائل التكنولوجية المتطورة، كما أن بيعها مازال اختياريا.
ومع ذلك يرى شانتيل توماس، أحد نواب رئيس شركة أولستيت، إحدى كبرى شركات التأمين الأمريكية، أن أسعار التأمين ستعكس مزايا وتكاليف تكنولوجيا السيارات الحديثة والمبتكرة والمزودة بوسائل التكنولوجيا المتطورة، خلال الخمس سنوات القادمة، موضحاً أنها قادرة على خفض نسبة التصادم من الخلف بنسبة تتجاوز 56%.
وأشارت شركات التأمين أيضاً إلى مخاطر ارتفاع تكاليف إصلاح أجهزة ووسائل تكنولوجيا ADAS، خاصة أن السينسورات والكاميرات اللازمة لنظم القيادة الذاتية يتم تركيبها فى مقدمة السيارة، وأقل اصطدام بها سيؤدى إلى إعطابها، فى حين يحتاج إصلاحها لمبالغ كبيرة تصل إلى 1500 دولار، بحسب ما أكد ريتشارد لافيف، نائب الرئيس التنفيذى لشركة هانوفر الألمانية للتأمين.
وقالت عدة شركات تأمين، إنها لن تمنح خصومات معينة للتأمين على السيارات المبتكرة المزودة بتكنولوجيا ADAS، وأن أسعار التأمين عليها فى المستقبل ستعتمد على عدة عوامل، منها درجة الأمن والسلامة، والقواعد التنظيمية، وحجم المسئولية، وتكاليف إصلاح أجهزة وأدوات تلك التكنولوجيا، وعدد الأقساط، كما أنها تجد صعوبة فى تعديل نظم التأمين لتواكب سرعة الإنتاج.