■ ارتفاع الإقبال على الخدمات يعود للجودة وتنافسية الأسعار
حصلت شركة سياف المصرية للاستشارات المالية وتأجير الطائرات والمعدات، إحدى الشركات التابعة لوزارة الطيران المدنى، على ترخيص رسمى لإنشاء شركة طيران شارتر، والبدء فى رحلات جوية تجارية.
وأكد الدكتور حسن محمد، رئيس «سياف»، فى حوار لـ«المال»، أنها تسعى منذ عامين للحصول على ترخيص إنشاء شركة الطيران العارض، باعتباره مشروعًا طموحًا للتوسع فى السوق الأفريقية الفترة المقبلة، مضيفًا أن المشروع سوف تستفيد منه شركات الطيران الناشئة والصغيرة بالقارة السمراء، لتبدأ عملياتها التشغيلية للوجهات التى ترغب فى الوصول إليها، وذلك من خلال نظام الـ wet lease والذى وفرته «سياف» بعد حصولها على الترخيص.
وأوضح أن نظام الـ wet lease يعنى أن يوفر (المؤجر) وهى سياف للمستأجر (شركة الطيران الناشئة) 4 خدمات وهى: الطائرات وطاقم كامل للعمل، بالإضافة إلى أعمال الصيانة والتأمين، على أن يقوم المستأجر فقط بجلب الركاب وتغطية مصروفات الوقود، مشيرًا إلى أن الآلية الجديدة «تمكن الشركات أن تحقق الإيرادات من أول يوم فى التشغيل».
ولفت «محمد» إلى أن طبيعة نشاط الشركة كانت فى الأساس شراء الطائرات وتأجيرها بنظام الـ dry lease بمعنى أن يتم تأجير الطائرة بدون طاقم جوى أو طاقم أرضى مقابل إيجار شهرى، بالإضافة إلى ضمان مالى للإنفاق على عمليات الصيانة الخاصة بالطائرة.
وتابع أن دولة أوغندا على سبيل المثال لا تمتلك شركة طيران محلية، فمن الممكن أن تقدم شركة سياف الدعم الكامل لها لتدشين شركة طيران أوغندية، وذلك من خلال إمدادهم بالطائرات والاستشارات بنموذج مخصص لتلك الشركات.
ولفت إلى أن مدة عقد الإيجار لهذا النظام يتراوح خلال فترة من 6 أشهر إلى عام، مشيرًا إلى أن هناك 8 طلبات من شركات فى القطاعين الحكومى والخاص من 8 دول أفريقية تقدموا للحصول على نظام الـ wet lease .
وأشار إلى أن الشركة خصصت لنظام الـ wet lease طائرات الإمبراير 170 بعدد مقاعد تصل إلى 76 مقعدا، مؤكدا أن شركته تتلقى إقبالا واسعًا من العملاء لعدة أسباب؛ إذ تقوم بتأجير الطائرة بمتوسط 2000 دولار فى الساعة، وهو أقل من أسعار السوق بنسبة %25.
وفى نفس السياق، قال «محمد» إن الشركة تعتزم إصدار أول صكوك تمويل فى السوق المصرية بقيمة 50 مليون دولار خلال 2020، مشيرًا إلى أنه من المستهدف طرحها على شريحتين إحداهما بالدولار والأخرى بالجنيه، على أن تمثل الشريحة الدولارية %75 من قيمة الإصدار.
وأكد رئيس الشركة أنه من المتوقع أن يحظى الإصدار على إقبال واسع فى ظل أدائها المالى القوى؛ إذ عوائدها ارتفعت بنسبة %13 خلال النصف الأول من العام الجارى مقارنة بالنصف الأول من عام 2018، متابعًا أن الشركة تستهدف %15 زيادة فى حجم الأرباح بنهاية العام الجاري.
وتابع أن عددًا كبيرًا من شركات الطيران فى ماليزيا وطيران الإمارات وغيرها من الشركات ممولة بالصكوك، لكن فى مصر ستصبح شركة سياف هى الأولى من نوعها كشركة تصدر صكوكا.
وأكد أن مجلس الإدارة وافق على إصدار الصكوك، وتم عقد لقاء مع الهيئة العامة للرقابة المالية، مشيرًا إلى أن شركاء عملية الطرح هم بنك أبوظبى الإسلامى كابيتال كبنك استثمارى وشركة ميرس للتصنيف الائتمانى، بالإضافة إلى إحدى كبرى الشركات القانونية المصرية.
وتوقع أن يحظى الإصدار باهتمام وطلب عالٍ من منطقة الخليج، وبعض دول شرق آسيا مثل ماليزيا، منوهًا بأن عائدات أرباح المستثمرين ستكون بالدولار، ومن المقرر وضع نسب جاذبة لمشترى الصك.
وعن خطة الشركة لتطوير حجم الأسطول، أكد «محمد» أن الشركة تمتلك حاليا 14 طائرة ما بين إيجار وشراء من طرازات إمبراير 170 و330 إيرباص.
وأشار إلى أن الشركة تستهدف ضم 7 طائرات جديدة لأسطولها بنظام الإيجار من عدة شركات أجنبية خلال العام المقبل، موزعة ما بين 3 طائرات من طراز إيرباص 330، بالإضافة إلى 4 طائرات من طراز إيرباص 320.
ولفت «محمد» إلى أنه تم شراء 3 طائرات من طراز إمبراير 170؛ إذ تم تأجير طائرتين منهم لإحدى شركات الطيران التونسية لمدة 5 أعوام، أما الطائرة الثالثة فمن المقرر تأجيرها بنظام الـ wet lease لشركة إير كايرو.
ونوه بأنه من المقرر استلام 3 طائرات طراز إيرباص 330 بعد خروجهم من كشف الصيانة خلال 3 أشهر.
وأضاف أنه من المقرر جلب طائرتين من طراز E195 بسعة مقعدية تصل إلى 114 مقعدًا من قبل إحدى الشركات الأجنبية خلال شهر أغسطس المقبل.
وفى سياق متصل، شدد حسن أن شركته تستهدف شراء كل «مسمار» يخرج من مصر للطيران بأسعار تنافسية، مشيرًا إلى أن الشركة خلال العامين الماضيين استطاعت شراء كل ما طرحته مصر للطيران بأعلى سعر، وبدون الحصول على أى امتيازات عند عملية الشراء.
وكانت شركة مصر للطيران قد أعلنت خلال العام الماضى، عن طرح 14 طائرة للبيع، وإعادة استئجار فى مزايدة عامة بالمظاريف المغلقة موزعة ما بين طائرتين من طراز A321-200 ، و3 طائرات من طراز E170 على أن يتم تسلمها فوريا، بتأمين ابتدائى قيمته 50 ألف دولار لكل طائرة.
كما تم طرح 9 طائرات من طراز E170 للبيع وإعادة الاستئجار بالمزاد، بتأمين ابتدائى 50 ألف دولار لكل طائرة، وأعلنت وقتها شركة سياف الدخول فى المزايدة.
وأعلن رئيس الشركة عن استهدافه الاستحواذ على الصفقة المقرر أن تطرحها شركة مصر للطيران قريبا لـ 3 طائرات من طراز e170.
على صعيد آخر، وافق مجلس الوزراء أوائل الشهر الجارى على التعاقد مع شركة «سياف» للاستشارات المالية المملوكة بالكامل لقطاع الطيران المدنى لتقديم الرعاية الطبية المتميزة لكل العاملين وأصحاب المعاشات بوزارة الطيران المدنى والهيئات والجهات التابعة لها.
ويأتى ذلك فى ضوء تعزيز السياسات الاجتماعية والاقتصادية التى تتبناها الدولة لتحقيق التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، وتنمية جهود تطوير منظومة الرعاية الطبية، والارتقاء بالخدمات الطبية المقدمة للمواطنين لتوفير حياة كريمة على مستوى الدولة، ورغبة من وزارة الطيران المدنى فى رفع كفاءة خدمة الرعاية الطبية لكل العاملين وأصحاب المعاشات بالوزارة والهيئات والجهات التابعة لها، حفاظا على استثمارات الوزارة فى كوادر قطاع الطيران المدنى البشرية.
وعلق «محمد» قائلاً «نملك %80 من سياف للاستشارات المالية، وحصلنا على تكليف لإدارة منظومة الرعاية الطبية فى قطاع الطيران، كما أن لدينا خطة طموحة للارتقاء بالرعاية الصحية للعاملين بمنظومة الطيران المدنى من خلال التعاقد مع شبكة طبية على أعلى مستوى.
وأضاف أن هناك حوالى 60 ألف مستفيد من هذه المنظومة، ومن المقرر إدارتها بشكل يحقق فى المقام الأول منافع وراحة للعاملين والمعاشات مع زيادة عنصر الجودة فى الخدمة المقدمة، إلى جانب ترشيد النفقات بما لا يتنافى مع الجودة.
وأشار إلى أن هناك خططا توسعية مستقبلية للشركة خلال الـ 5 أعوام المقبلة فى مجال الرعاية الصحية، مضيفا أن الشركة تعتزم التوجه للسوق الأفريقية فى هذا المجال من خلال افتتاح عدة أفرع للرعاية الصحية ليستفيد منها المواطن الأفريقى، متابعا أن هناك مباحثات مع روندا فى هذا الشأن فهى دولة واعدة وأرض خصبة للاستثمار.
وتابع أنه من المقرر أيضًا تمويل المعدات الطبية الباهظة الثمن فى السوقين المصرى والأفريقى، كما نستهدف عقد صفقات لتمويل الآلات والمعدات فى مجال النقل البرى دون أن يوضح تفاصيل.
وأضاف أن الشركة لديها رؤية استراتيجية للتوسع خارج قطاع الطيران من خلال إضافة أنشطة جديدة تتمثل فى تقديم خدمة التأجير التمويلى لقطاعى السيارات والعقارات.
ولفت رئيس الشركة إلى أن شركته تخطط لإنشاء شركة ثالثة فى دولة أيرلندا سياف 3، موضحًا أن الشركة تمتلك فى دبلن شركتين تابعتين هما، شركة سياف 1 ليميتد، وسياف 2 ليميتد.
على صعيد آخر، أكد «محمد» أن هناك طفرة فى منظومة الطيران المدنى، نظرًا لجهود الفريق يونس المصرى وزير الطيران المدنى فى الارتقاء بالقطاع، والعمل عليه بشكل اقتصادى، متابعا أن هناك لقاءات مستمرة مع الوزير لتطوير قدرات الشركة.
وتعد «سياف» شركة مساهمة مصرية تابعة لوزارة الطيران المدنى، تم إنشاؤها فى يونيو 2009، برأسمال مصدر 50 مليون دولار، والمصرح به 500 مليون، ويساهم بها كيانات تابعة للوزارة منها شركات: «القابضة المالية بوزارة الطيران»، و«ميناء القاهرة»، و«مصر للطيران للخطوط الجوية والصيانة».