يترقب المتعاملون في سوق الأوراق المالية- البورصة المصرية– موقف السيولة الناتجة من بيع مساهمي شركة جلوبال تيلكوم لأسهمهم بنهاية عرض الشراء المقدَّم من شركة فيون السويسرية، وهل سيُعاد ضخُّها مجددًا في السوق عبر شراء أسهم أخرى، أم سيكون التخارج مصيرها.
وتبقى “السندات وأذون الخزانة” عاملًا مؤثرًا في قرار المستثمرين، خاصة الأجانب منهم، إذ كانت أدوات الدين خلال الفترة الراهنة صاحبة التفضيل المميز لدى الأجانب، ومن ثم فما فرص إعادة ضخ سيولة وحصيلة بيع جلوبال تيلكوم مجددًا في البورصة المصرية؟
اتفق خبراء سوق المال على أن طرح والمدفوعات الإلكترونية، بالبورصة سيكون أحد أبرز الدوافع على إعادة ضخ حصيلة بيع أسهم جلوبال تيلكوم مجددًا في البورصة، إذ سيكون الطرح محفزًا على زيادة التحركات الإيجابية بالبورصة، ومن ثم زيادة فرص الربح عبر الارتفاع المرتقب بأسعار الأسهم.
يُذكر أن شركة فوري للمدفوعات الإلكترونية بدأت إجراءات طرح نحو 15% من أسهمها في البورصة من خلال اكتتاب خاص لـ10%، وآخر عام لنسبة 5% من الأسهم، بالإضافة إلى بيع 21% من الأسهم لمستثمرين استراتيجيين.
فيما تنتهي المدة المخصّصة للعرض المقدَّم من مجموعة فيون السويسرية لشراء 42% من أسهم جلوبال تيلكوم– تعادل 1.997 مليار سهم بسعر 5.08 جنيه- في 6 أغسطس المقبل.
إيهاب السعيد: انتهاء صفقة جلوبال ستنعش قيم التداولات عبر ضخ الأموال من جديد
من جهته قال إيهاب السعيد، عضو مجلس إدارة البورصة المصرية ورئيس قسم التحليل الفني بشركة أصول للسمسرة، إن انتهاء صفقة جلوبال تيلكوم سيسهم في انتعاش التداول بالسوق مجددًا، مشيرًا إلى أن احتجاز السيولة في أسهم جلوبال تيلكوم على مدار أشهر عدة أثّر بالسلب على تعاملات المستثمرين، ومن ثم تحركات مؤشرات البورصة.
وأضاف السعيد أن عودة السيولة الناتجة عن بيع أسهم جلوبال تيلكوم للسوق مجددًا أمر طبيعي، إذ سيسعى المستثمرون والمساهمون إلى استغلال تلك السيولة في تحقيق مكاسب عبر الاستحواذ على أسهم أخرى، في ظل حالة الانخفاض الكبير بالمستوى العام لأسعار الأسهم.
ونصح عضو مجلس إدارة البورصة المصرية ورئيس قسم التحليل الفني بشركة أصول للسمسرة، مساهمي جلوبال تيلكوم ببيع أسهمهم، وقبول عرض فيون السويسرية، وعدم الاحتفاظ بالأسهم؛ حتى لا تتكرر مأساة عدم القدرة على التخارج من الشركة، في ظل اتجاهها نحو الشطب الاختياري من السوق.
وأكد السعيد أن طرح شركة فوري بالبورصة سيكون أحد الحوافز الإيجابية على تعزيز التحركات الصاعدة للسوق خلال الفترة المقبلة، وسيكون بمثابة الورقة الجديدة القادرة على جذب سيولة جديدة للسوق.
هشام حسن: ظهور لاعب جديد مثل فوري سيسهم في إعادة ضخ كل الحصيلة
من جهته قال هشام حسن، مدير الاستثمار بشركة رويال لتداول الأوراق المالية، إن ظهور لاعب جديد في سوق الأوراق المالية، وهو شركة فو ري، سيساعد على قيام المستثمرين الأفراد المصريين والمؤسسات المصرية المالكة لأسهم في شركة جلوبال تيلكوم، بإعادة توجيه حصيلة بيعها للسوق مجددًا؛ من أجل الاستفادة من نتائج طرح فوري بالبورصة.
وأضاف أنه قبل تسريع وتيرة طرح فوري بالبورصة، كان يتوقع أن تكون نسبة عودة حصيلة بيع جلوبال للبورصة بين 40 و60%، إلا أن توقعاته اختلفت بعد الإعلان عن قيد الشركة وبدء إجراءات الطرح بنسبة 100% تقريبًا، وذلك حال عدم استمرار الأجانب في تفضيل الاستثمار بأدوات الدين خلال الفترة المقبلة.
علي الغنام: المساهمون سيعاودون ضخ الحصيلة بالسوق.. وانتعاشة قريبة
من جانبه أكد علي الغنام، رئيس مجلس إدارة شركة أسطول لتداول الأوراق المالية، أن السوق على موعد مع الانتعاشة مجددًا، وذلك مع تنفيذ عرض الشراء المقدَّم من فيون السويسرية لأسهم جلوبال تيلكوم.
وتوقَّع الغنام أن يقوم مساهمو جلوبال تيلكوم بإعادة ضخ أموالهم بنسبة كبيرة في البورصة مرة أخرى، في ظل التوقعات الإيجابية للسوق عقب تنفيذ عرض الشراء، بالإضافة إلى طرح شركة فوري، وعودة برنامج الطروحات الحكومية في نهاية الربع الثالث من العام الحالي.
وأشار إلى أن احتجاز أموال المستثمرين في أسهم شركة جلوبال تيلكوم لفترة كبيرة أثّر على حجم وقيم التداولات خلال الأسابيع الماضية، ومن ثم فإن انتهاء استحواذ فيون على كامل أسهم جلوبال سيعزز قدرات القوى الشرائية بالسوق والتي ستكون الدافع نحو موجة صاعدة على جميع المستويات.
1.6 مليار جنيه حصيلة بيع 36% من فوري.. و100 مليون جنيه استثمارات في 2019
وكشفت “المال” في عدد الاثنين الماضي، عن حصول كلٍّ من البنك الأهلي المصري، وبنك مصر، ومجموعة أكتيس البريطانية، على حصة 21% من أسهم شركة فوري، بنسبة متساوية، فيما قُدرت الحصيلة الإجمالية لبيع 36% من أسهم الشركة بنحو 1.6 مليار جنيه، بسعر يتراوح بين 6 و6.5 جنيه للسهم.
وكشف محمد عكاشة، العضو المنتدب وأحد مؤسسى فورى، فى تصريحات، لـ«المال»، أن الشركة تتبنى خطة توسعية تشمل ضخ استثمارات تفوق 100 مليون جنيه خلال العام الحالى؛ لتعزيز البنية التحتية، والتوسع فى خدمات التجارة الإلكترونية، فى خطوة تتزامن مع سعي الشركة لطرح 36% من رأسمالها بالبورصة المصرية قبل إجازة عيد الأضحى المبارك.
وأوضح أن طرح حصة من أسهم فورى بالبورصة لن يغير من الخطة الاستثمارية التى تعتمد على التوسع فى خدمات التجارة الإلكترونية، وبرامج الولاء والمكافآت، وإقراض صغار التجار عبر نشاط التمويل متناهى الصغر، والوكالة البنكية، أو ما يسمّى «مُيسِّر الدفع».
وقال عكاشة إن «فورى» تخطط لزيادة توسعها الجغرافى بالمنطقة العربية، إذ تتفاوض فى الوقت الراهن مع بنوك بدول الكويت والسعودية، لتقديم خدمات فورى بتلك الأسواق.
وتعتبر “فوري” من أبرز شركات الدفع الإلكترونى بمصر، وتعمل بمجال دفع الفواتير عن طريق قنوات متنوعة، تشمل ماكينات الصراف الآلى، ومحافظ المحمول، والمنافذ التجارية، بالإضافة للدفع عن طريق الإنترنت.
ويضم هيكل ملكية “فورى” حاليًّا عدة مؤسسات استثمارية، موزعة بين 35.2% حصة مُدارة بشكل مباشر عبر شركة هيليوس الاستثمارية، ونسبة 23.2% لصالح شركة FIM التابعة للمجموعة المالية هيرميس، وصندوق Responsibility السويسرى بحصة 10.3%، و18.4% لصندوق المشروعات المصرى الأمريكى، و4.6% لمؤسسة التمويل الدولية IFC، و8.3% لمستثمرين أقلية.