محمد عبد السند
من المتوقع أن تتأثر أرباح الشركات الأمريكية، سلبا بتداعيات الحرب التجارية التي أشعلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الصين ودول آخرى، وذلك قبيل أسبوع من إعلان تلك الشركات عن عائداتها في الربع الثاني من العام الجاري، وفقا لما أورده معهد “ويلز فارجو” للاستثمار.
وذكر “ويلز فارجو” أنه ومنذ بدأت الشركات المدرجة على مؤشر “ستاندارد أند بورز 500”-مؤشر يضم أسهم أكبر 500 شركة مالية في الولايات المتحدة- في الإعلان عن عائداتها في الربع الثاني من العام الحالي، قال أكثر من ثُلث تلك الشركات إن الرسوم الجمركية أو الحرب التجارية الدائرة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، تمثل رياحا معاكسة لأرباحها.
وتوقع سكون رين الخبير الإستراتيجي في الأسهم العالمية لدى “ويلز فارجو” في تصريحات أدلى بها لشبكة “سي إن بي سي” الإخبارية الأمريكية أن يبدأ عدد الشركات التي تعاني من تراجع في عائداتها في الارتفاع بصورة حادة في الأيام المقبلة.
وقال رين: ” الخطر قادم، وعدم اليقين التجاري قائم بالفعل”.
وأضاف رين: ” لك أن تتخيل عدد القطاعات التي ستتأثر أرباح الشركات بها بالحرب التجارية بين واشنطن وبكين”.
وأوضح رين أن الشركات الصناعية والتكنولوجية هي التي ستلقي باللائمة على الحرب التجارية في المشكلات المحتملة الناتجة عن الصراع التجاري بين أمريكا والصين، القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم”.
وأشار رين إلى أن مخاطر الحرب التجارية تمتد في الوقت ذاته لتشمل الوضع الاقتصادي العالمي بوجه عام، موضحا: ” السوق تعرف أن العائدات ستكون بطيئة، والسوق تنظر إلى ما وراء هذا، وهي تتطلع إلى تلك القضايا الكلية، وكيف ستؤثر تلك الرياح المعاكسة التي تعترض التجارة العالمية على النمو العالمي بوجه عام”.
كان تقرير صادر عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في مايو الماضي قد توقع أن تساهم التوترات التجارية الحالية في تباطؤ الاقتصاد العالمي لينمو بنسبة 3.2% خلال العام الجاري مقارنة بمعدل نمو 3.5% العام الماضي.
وقال التقرير إن الاقتصاد العالمي سيعاود النمو بمعدل نمو 3.4% في العام المقبل.
وأوضح إن استمرار العلاقات التجارية العالمية في التدهور سيقلل الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 0.7% في 2021.
وبحسب التقرير فإن تجدد التوترات بين الولايات المتحدة والصين يمكن أن يزيل أكثر من 0.6% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي خلال العامين أو الثلاثة القادمين.
ومنذ صيف العام الماضي تصاعدت حدة الحرب التجارية بين واشنطن وبكين بعد فرضت أن الأولى رسوم جمركية على البلد الآسيوي، ثم عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيادة الرسوم المفروضة على السلع الصينية، وهو ما دفع الصين لاتخاذ إجراءات مماثلة.