«جلسة بدأت بذعر وانتهت بأداء باهت».. كلمات تلخصخلال جلسة تداول أمس الاثنين، والتى تزايدت فيها حدة الضغوط البيعية لغالبية الأسهم لليوم الثانى على التوالى، وسط غياب تام لمشتريات المستثمرين العرب والأجانب.
تراجع أداء الأوراق المالية ذات الأوزان النسبية
وتلقت السوق ضربة قوية مع مستهل تعاملات جلسة أمس، وتراجع أداء ذات الأوزان النسبية، وعلى رأسها البنك التجارى الدولى، كما شهدت عمليات بيع عشوائية للمستثمرين الأفراد بمختلف جنسياتهم.
وخلال النصف الثانى من الجلسة، حاولت المؤسسات المصرية اقتناص الفرص، وظهرت قوى شرائية محدودة على بعض الأسهم بشكل فردى، وفى مقدمتها سيدى كرير للبتروكيماويات، ومصر الجديدة للإسكان والتعمير مكنت السوق من التماسك نسبيا، لكنه أغلق على الإغلاق فى المنطقة الحمراء أيضًا.
قال محللون فنيون ومتعاملون إن المشهد الحالى للسوق «ضبابى» فى ظل تخوفات المستثمرين الأفراد من ضريبة الدمغة، وإمكانية تحقيق مكاسب أكبر بعيدة عن البورصة مع تثبيت أسعار الفائدة، وعدم تقديم الحكومة أى محفزات تشجع لضخ مزيد من السيولة.
وأكد المحللون أن المستثمرين الأفراد استنزفوا تماما مع تزايد الضغوط عليهم، وارتفاع تكلفة التداول أيضًا على شركات السمسرة، والتى يتحملها المتعاملون فى النهاية، لكنهم نصحوا بتخفيف المراكز المالية لحين الاستقرار أعلى مستوى 14000 نقطة على الأقل.
وأظهرت شاشات التداول هبوطًا جماعيًا لمؤشرات السوق، إذ انخفض مؤشر «EGX30»الرئيسى بنسبة %0.32 عند مستوى 13627 نقطة، ومؤشر «EGX70» للأسهم الصغيرة والمتوسطة %0.04 عند 538 نقطة، ومؤشر «EGX100» الأوسع نطاقًا بنسبة %0.05 ليغلق عند 1389 نقطة، بينما هبط مؤشر «EGX30 Capped» متساوى الأوزان بنسبة %0.02 عند 16771 نقطة.
وبلغت قيمة التداولات على الأسهم فقط 703 ملايين جنيه تقريبا، وسيطر اللونان الأخضر والأحمر على معظم الأسهم المتداولة؛ إذ صعد 66 سهما من إجمالى 162 سهما متداولا، بينما هبط 56 سهمًا وبقى 40 دون تغيير.
واتجهت تعاملات المصريين نحو الشراء بصافى قيم تداول قدرها 75.7 مليون جنيه، بينما فضل العرب والأجانب البيع بقيمة 60.7 و15 مليون جنيه على التوالى، وسيطرت المبيعات على أداء الأفراد بمختلف جنسياتهم إذ اتجهت تعاملات الأفراد المصريين والعرب والأجانب للبيع، بصافى قيمة تداولات قدرها 8.4 مليون جنيه و25.2 ألف جنيه و3.8 مليون جنيه على التوالى.
قال عادل عبدالفتاح، رئيس مجلس إدارة شركة «ثمار» لتداول الأوراق المالية، إن السوق تشهد حالة ضعف واضحة؛ نتيجة غياب الأخبار الإيجابية المحفزة؛ خاصة من الحكومة، مشيرًا إلى قيم التداول بهذا الوضع مقلقة؛ لعدم قدرتها على انتشال السوق من هذا المأزق.
وأضاف «عبدالفتاح» أن السوق لا تستقبل أى سيولة جديدة خلال الفترة الأخيرة، وتحتاج إلى ضخ اكتتابات حكومية جديدة، ولا تكون مجرد وعود متكررة متضاربة كما حدث فى أوقات كثيرة سابقة.
ولفت إلى أن المستثمر الأجنبى يتراجع فى الغالب بعد رؤيته لأحجام التداول المتدنية فى السوق، فى الوقت الذى تعانى فيه أيضًا شركات السمسرة من نفس الأزمة التى أصبحت فاتورتها مثقلة بمصاريف عديدة.
قال ريمون نبيل، عضو الجمعية المصريية للمحللين الفنيين، إن السوق ما زالت تتحرك فى اتجاه هابط على الأجل القصير والمتوسط طالما استقر أدنى مستوى 14000 نقطة، مشيرًا إلى إمكانية التحرك نحو الدعم 13370 نقطة، وهو المستوى الذى بدأ السوق الصعود منه قبل الأزمة الأخيرة.
وأشار «نبيل» إلى ضرورة تدخل الحكومة بدعم حكومى للسوق من خلال حوافز تشجيعية، سواء من خلال إعادة النظر فى خفض رسوم قيد الشركات الحديثة أو تخفيض رسوم التكلفة على شركات السمسرة المقدمة للرقابة المالية أو مصر المقاصة أو صندوق حماية المستثمر.
ونصح عضو الجمعية المصرية للمحللين الفنيين، المستثمرين بتخفيف المراكز الشرائية فى ظل الاتجاه الهابط الحالى، ومع هدوء العمليات البيعية واتضاح الرؤية يمكن أن يتبنى المستثمر سياسة تخفيف للمراكز، مع ضرورة الابتعاد كليا عن تنفيذ عمليات من خلال الشراء الهامشى.
وطالب بسرعة البت فى أزمة ضريبة الدمغة وليس الاقتصار على تثبيتها عند مستوى 1.5 فى الألف فقط، إذ أن حالة التذبذب وغير الوضوح الحالية تؤجل الكثير القرار الاستثمارية خاصة المتعاملين الأجانب.
إضاف: «الأفراد أنهكوا تمامًا خلال الفترة الأخيرة وعلى الرقابة المالية إعادة النظر فى الأسهم التى انخفضت بمعدلات أكثر من %5 خلال الفترة الأخيرة وطلب دراسة قيمة عادلة لسهم مثل حديد عز حماية لصغار المتعاملين».
وشهدت عدة أسهم تراجعات ملحوظة، أمس، إذ هبط سهم سهم مستشفى كليوباترا %3.7 إلى مستوى 5.6 جنيه، متصدرًا تداولات البورصة، على غير العادة بقيمة 168.1 مليون جنيه، كما هبط سهم البنك التجارى الدولى %1.1 إلى 71.5 جنيه، والمصرية للاتصالات 2.3 %13.6 جنيه، والمجموعة المالية هيرميس %1 إلى 16.4 جنيه.
على الجانب الآخر، صعدت أسهم القلعة القابضة %1.8 إلى 3.8 جنيه، ومصر الجديدة للإسكان والتعمير %2.5 إلى 21.7 جنيه، وسيدى كرير 2.5 جنيه، 9.2 جنيه، وأوراسكوم للتنمية %2.3 إلى 6.4 جنيه، والسادس من أكتوبر للتنمية «سوديك» %2.5 إلى 13.3 جنيه.
ويشار إلى أن البورصة المصرية اختتمت تعاملات جلسة الأحد على هبوط جماعى لمؤشراتها وسط قيم تداولات ضعيفة، واتجاه بيعى للمصريين والعرب، إذ هبط المؤشر الثلاثينى EGX30 بنسبة %1.02 عند مستوى 13672 نقطة، بينما هبط مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة EGX70 بنسبة %0.82 عند مستوى 539 نقطة.