تشعر عمالقة التكنولوجيا الكورية الجنوبية مثل سامسونج إلكترونيكس و هاينيكس بمخاوف شديدة من القيود التى وضعتها حكومة طوكيو على صادراتها من مكونات التكنولوجيا ومنها رقائق الذاكرة ، والتى تمثل مكونات أساسية لهذه الشركات العملاقة لدرجة أنها قررت خفض الإنتاج بسبب توتر العلاقات الدبلوماسية بينهما حول مشكلة العمالة التى استغلتها اليابان أثناء الحرب العالمية ومطالبة سيول بتعويضات منها.
وذكرت وكالة رويترز أن قيود طوكيو تلقي الضوء على هيمنة اليابان على حلقة حيوية في سلسلة بمجال التكنولوجيا.
وأكدت أأن قيود طوكيو تشكل صعوبة على شركات التكنولوجيا الكبرى فى كوريا الجنوبية لتعثر على بدائل على الأجل القصير لتوريد مستلزماتها الإنتاجية.
وتحتاج كوريا الجنوبية للمكونات اللازمة للمنتجات المتعددة التى تصنعها شركاتها مثل سامسونج و هاينيكس ومنها الموبايلات و الكمبيوترات و الموديمات.
وتمثل المكونات اليابانية أهمية حيوية لشركات كوريا الجنوبية لأنها تصدر أيضا لشركات عالمية مثل آبل وهواوي بالرقائق الدقيقة.
قيود اليابان تقلص المخزون وتخفض الإنتاج
وقالت شركة سامسونج إن حظر اليابان لتصدير مكونات اشركات كوريا الجنوبية سيؤدى إلى انخفاض فى المخزون و تقليص إنتاجها.وبالتالى تخفيض الإنتاج اعتبارا من نهاية الشهر الجارى مما سيؤدى إلى ارتفاع أسعار هذه المكونات ولاسيما رقائق الذاكرة ، ومع ذلك فإن التدابير الانتقامية التى تنفذها اليابان ضد كوريا الجنوبية ستمنح شركاتها الفرصة لبيع مخزونها الضخم من رقائق الذاكرة.
وساعد حظر اليابان على تصدير مكوناتها من التكنولوجيا المتقدمة على انتعاش أسعار أسهم شركات الاتصالات الكورية الجنوبية.
وكانت هذه المنتجات قد هبطت أسعارها بنسبة حادة خلال العام الماضى عندما نما الإنتاج بمعدل أكبر بكثير من الطلب.
كما لعبت التوترات التجارية الأمريكية الصينية دورا كبيرا فى أسواق الإلكترونيات العالمية مثل الموبايلات الذكية لتنخفض أسعارها مع تزايد المعروض منها.
و أكد بارك شى جان رئيس الجمعية الكورية لتكنولوجيا أشباه الموصلات أن شركات الرقائق تحاول تقليل تأثير الحظر اليابانى.
ولكن الشركات ترى أن توقيت هذا الحظر مناسبا لتصريف مخزونها والذى يكفى لأكثر من ثلاثة شهور قادمة.
وكانت حكومة طوكيو أعلنت أنها ستتوقف عن منح كوريا الجنوبية مميزات المعاملة التفضيلية عند تصدير ثلاثة مكونات لشركاتها التكنولوجية.
وتستخدم هذه المكونات فى إنتاج أشباه الموصلات و شاشات الموبايلات السمارت و مركبات كيميائية لتخفيف وهج الأضواء.
واضطرت شركات الاتصالات مثل سامسونج وهاينيكس للبحث عن هذه المكونات من دول أخرى مثل تايوان أو الصين.
ومن المتوقع أن تؤدى التوترات التجارية بين اليابان وكوريا الجنوبية إلى تعطيل إمدادات عالمية للموبايلات الذكية والرقائق.
وطرحت حكومة كوريا الجنوبية الإجراءات الاقتصادية اليابانية التي وصفتها بالانتقامية كقضية عاجلة أمام مجلس تجارة السلع التابع لمنظمة التجارة العالمية.
وأدت القيود الانتقامية اليابانية إلى تزايد حملات مقاطعة السلع اليابانية بشكل كبير في أرجاء كوريا الجنوبية.
وتطالب الحكومة الكورية الجنوبية طوكيو بدفع تعويض مشترك للضحايا الكوريين في العمل القسري في زمن الحرب.