■ على خلفية إقالة محافظ البنك المركزى التركى:
محمد عبد السند
هبطت العملة التركية «الليرة» بأسوأ معدلاتها فى شهور، فى تداولات أمس الإثنين، بعدما عزل الرئيس رجب طيب أردوغان محافظ البنك المركزى التركى مراد جتينقايا؛ بسبب خلافات حول أسعار الفائدة، وفقًا لما نشرته صحيفة «فاينانشيال تايمز» الإنجليزية.
وتراجعت «الليرة» التى كانت قد سجلت صعودًا ملحوظًا فى مايو ويونيو الماضيين، بأكثر من %3 أمام الدولار الأمريكى، فى أعقاب عزل «جتينقايا».
وفى التعاملات الأسيوية هوت «الليرة» بنسبة %3 قبل أن تقلص خسائرها، كما تعرضت العملة أيضًا لضغوط جديدة، مع فتح الأسواق المالية تعاملاتها صباح أمس.
وهبط مؤشر «بورصة إسطنبول 100»، البورصة الرئيسية فى تركيا، بنسبة %1.5، قبل أن تقلل خسائرها إلى %0.8.
وكان قد أُعلن إقالة محافظ البنك المركزى التركى الذى أمضى ثلاثة أعوام من ولايته الممتدة لأربعة أعوام، فى مرسوم رئاسى نُشر بالجريدة الرسمية فى الساعات الأولى من أمس الأول السبت، ليخلفه نائبه السابق فى المنصب مراد أوصال، والذى كان يعمل فى السابق أيضًا مسؤولًا تنفيذيًا فى مصرف «هالك بنك» الحكومى.
ولطالما يُنظر إلى «جتينقايا» نظرة ريبة من قبل المستثمرين الذين اتهموه طيلة السنوات الثلاث التى قضاها فى منصبه محافظا للبنك المركزى، بأنه تباطأ جدًا فى رفع أسعار الفائدة، لاسيما خلال أزمة العملة التى أصابت البلاد بالشلل التام فى الصيف الماضى.
لكن الطريقة التى عُزل بها جتينقايا من منصبه- وأسباب العزل- من شأنها أن تعمق قلق المستثمرين؛ إزاء المسار الذى تمضى فيه عملية صناعة السياسات الاقتصادية تحت قيادة أردوغان، الذى يعارض وبشدة أسعار الفائدة المرتفعة.
وتوترت الأجواء بين جتينقايا من ناحية وبين الرئيس أردوغان وصهره وزير المالية بيرات البيرق، بشأن وتيرة وعمق خفض أسعار الفائدة، بحسب مصادر مطلعة على مجريات الأمور الجارية فى هذا الخصوص.
وأكد أردوغان الذى كان قد حذر فى يونيو الماضى من أن أسعار الفائدة المرتفعة «تضر» تركيا، وقوع خلاف فى اجتماع لأعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم فى البرلمات أمس الأول السبت، بحسب ما أوردته صحيفة «حريت ديلى نيوز» التركية.
ونسبت الصحيفة لـأردوغان قوله: «فى الاجتماعات الاقتصادية أخبرناه (جتينقايا) مرارا وتكرارا بأنه يتعين خفض أسعار الفائدة».
وأضاف الرئيس التركى: «لكنه (جتينقايا) لم يفعل الشيء الضرورى، ونحن لسنا على نفس المسار».
ويشار إلى أن الاقتصاد التركى يمر بظروف صعبة؛ إذ شهد فى 2019 أول ركود له منذ عشر سنوات، كما بلغت نسبة التضخم20 فى المئة، فى حين فقدت الليرة التركية نحو ثلث قيمتها أمام الدولار فى 2018.
وكانت العملة التركية قد سجلت صعودًا فى تعاملات الرابع والعشرين من يونيو الماضى، فى أعقاب الفوز الذى حققته المعارضة فى جولة الإعادة التى شهدتها الانتخابات التى جرت على منصب عمدة مدينة إسطنبول.
وخسر مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم الذى يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان، لصالح مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو، الذى يأمل الكثيرون أن يكون شخصية ذات كاريزما سياسية تنافس أرودغان.
وقفزت «الليرا» بنسبة %1.6 تقريبًا، مسجلة 5.7300 أمام الدولار بعد فوز أوغلو بالسباق الذى يقوده إلى السيطرة على أكبر المدن التركية وأهمها.
وخسرت العملة التركية أكثر من %8، أمام العملة الخضراء «الدولار الأمريكى» منذ بداية العام الحالى.
وسبق وأن ألقت السلطات التركية باللائمة فى ضعف «الليرة» على التأثيرات الأجنبية الشديدة التى تُمارس عليها.