خيبة أمل كبيرة يعيشها عشاق كرة القدم المصرية، منذ خروج منتخب مصر مساء أمس السبت من دور الـ16 لكأس الأمم الأفريقية في مصر 2019، إثر خسارته باستاد القاهرة الدولي، بهدف نظيف أمام جنوب أفريقيا.
في الواقع كان المصريون يمنون أنفسهم بالفوز باللقب على أرضهم في ظل وجود نجم عالمي بحجم محمد صلاح، المتوج حديثا مع ليفربول الإنجليزي بلقب أبطال أوروبا، إضافة إلى لاعبين آخرين مثل محمود حسن تريزيجيه المحترف بالدوري التركي وأحمد المحمدي وأحمد حجازي لاعبا البريمييرليج.
غير أن المشاكل التي واجهها منتخب مصر، خصوصا ما يتعلق باتهام عمرو وردة، المحترف في اليونان، بـ”التحرش لفظيا” بعارضة أزياء مصرية ثم الدخول في حوار إباحي عبر الهاتف مع فتاة مكسيكية، أدت إلى استبعاد قطاع من المصريين، نجاح الفريق في تحقيق إنجاز في النهائيات.
هل دعم صلاح زميله وردة حقاً؟
وبعد أن كان منتخب مصر في ظل قيادة المدرب حسن شحاتة يسمى “منتخب الساجدين” أطلق مغردون في الأيام الماضية على تويتر “هاشتاج” اسمه “منتخب المتحرشين”، كان من أعلى “الهاشتاجات” المتداولة على موقع تويتر في مصر.
ووجه كثير منهم سهام الانتقاد إلى النجم محمد صلاح، بسبب ما قيل عن دعمه لعمرو وردة في العودة للفريق بعدما استبعد بقرار من اتحاد الكرة.
واعترف وردة نفسه في مقطع فيديو بارتكاب خطأ، وقدم اعتذارا عنه، ليعود إلى صفوف الفريق ويشارك لأول مرة في الشوط الثاني من لقاء جنوب أفريقيا.
بعد الهزيمة “الكارثية” لمصر على أرضها، عاد هذا الهاشتاج إلى الصعود من جديد في الساعات التي تلت المباراة.
الحديث عن دعم صلاح لعمرو وردة اعتمد على بعض المقدمات أهمها تدوينة كتبها صلاح خلال مرحلة المجموعات قال فيها “نحتاج أن نؤمن بفرصة ثانية.. نحتاج إلى الإرشاد والتعليم أما التَجَنّب فليس هو الرد” .
ورغم أن صلاح سبق ذلك بتدوينة أكد فيها على “وجوب معاملة المرأة بأقصى درجات الاحترام” ونفي رامي عباس، وكيل صلاح، أن يكون نجم ليفربول تدخل لدعم وردة لدى المسؤولين، إلا أن توجيه اللوم له لم يتوقف خصوصا بعد الخسارة أمام جنوب أفريقيا.
وكان من الطبيعي أن يربط البعض بين الهزيمة على العشب الأخضر وبين خسارة القيم الأخلاقية التي يرونها شرطا أساسيا في الرياضة، خاصة إذا ما تعلق الأمر بالمنتخب.
صلاح أصبح مثل ميسي
وكان صلاح، في لقاء إعلامى قديم قبل سنوات، قد أعرب عن حبه لميسي نجم برشلونة والمنتخب الأرجنتيني.. وطرح أحد المغردين سؤالا قال فيه: فهل هذا يشمل أيضا الجانب المتعلق بالمنتخب؟
فميسي بقميص برشلونة يقدم أداء و يحقق نتائج مختلفة تماما عن مسيرته مع المنتخب الأرجنتيني حيث لم يحقق معه أي لقب، وعلى خطى ميسي الذي فشل في الفوز بكوبا أمريكا، سار صلاح الذي خسر أمم أفريقيا.
وهذه ليست الخسارة الأولى بالنسبة لصلاح مع مصر، فالأولى تعود إلى عام 2013 حيث انهزم في معركة الصعود لمونديال البرازيل أمام غانا، ثم حين خسر “الفراعنة” عام 2017 نهائي أمم أفريقيا أمام الكاميرون.
وأخيرا حين أخفقت مصر رغم تواجد صلاح في كسب أي نقطة في مونديال روسيا 2018، وبالتالي كانت النتيجة أن سخر المغردون من صلاح السائر على درب ميسي مع منتخب بلاده.
جماهير ليفربول سعيدة
وغداة خسارة مصر أمام جنوب أفريقيا أعلن ليفربول أن مدرب الفريق يورجن كلوب، منح صلاح عطلة لمدة 3 أسابيع على أن يعود إلى الفريق قبل نهاية الشهر الجاري للدخول في معسكر الإعداد للموسم المقبل.
وتندر بعضهم على حال صلاح في مصر مقارنة مع وضعه في ليفربول، وحيا آخرون منتخب “الأولاد”، الذي جعل النجم المصري يذهب إلى العطلة.
وكان صلاح قد خاض مع ليفربول موسما طويلا خسر فيه الدوري الإنجليزي بفارق نقطة لصالح مانشستر سيتي ثم توج مع الريدز بدوري أبطال أوروبا على حساب توتنهام، وعليه أن يرتاح جيدا استعدادا للموسم الجديد.
وكتب بعضهم “شكرا جنوب أفريقيا على الفوز، الآن بإمكان مو أن يذهب إلى العطلة”.