تتوقع دار نشر إنتركونتننتال الصينية ترجمة 21 كتابا عربيا إلى اللغة الصينية بحلول أغسطس المقبل.
وبدأت الدار منذ عام 2014 في تنفيذ مشروع تبادل الترجمة والنشر بين الصين والدول العربية لتواصل ترجمة أمهات الكتب العربية إلى اللغة الصينية المستمرة منذ أواخر القرن الـ19 ومنها على سبيل المثال قصيدة البردة وروائع أدبية عربية مثل كتاب ألف ليلة وليلة الذي نال شهرة واسعة بين القراء الصينيين.
و أكدت دار نشر إنتركونتننتال أن مسيرة الكتب بين الجانبين الصيني والعربي مستمرة ومن المتوقع أن تستمر بمعدل أسرع.
معرفة القراء الصينيين صارت وثيقة بالروائع الكلاسيكية العربية
وقالت يانج شيويه نائب مدير قسم الشؤون الدولية بدار نشر إنتركونتننتال الصينية والمشرفة على المشروع إن معرفة القراء الصينيين صارت وثيقة بالروائع الكلاسيكية العربية وخاصة الحائزة منها على جوائز أدبية.
وذكرت وكالة شينخوا الصينية أن دار نشر إنتركونتننتال تهتم بترجمة وتعريف الشعب الصينى بها.
وظهر في موسم التسوق الصيني الذي يحل منتصف العام روايات واحة الغروب ومختارات من شعر محمود درويش وأيام مع الأيام.
وانتشر أيضا غيرها من الكتب العربية المترجمة إلى اللغة الصينية على شبكة إنترنت التسوق الصينية.
ومن أكثر الكتب مبيعا في الصين واحة الغروب ومختارات من أشعار المعلقات العربية وأعيدت طباعتهما نظرا للإقبال الكبير على شرائهما.
التركز على كتب الأدب العربي
وأضافت يانج أن دار نشر إنتركونتننتال تركز أساسا على الكتب المتخصصة فى التى تهم السوق الصينية.
وأشارت إلى أن الكتب العربية المترجمة إلى الصينية مازالت قليلة في السوق الصينية، ولهذا يوصف هذا المشروع بأنه فاتح طريق.
وأبرزت يانج سمة السرد والوصف التفصيلي التي يمتاز بها الأدب العربي، الذى يسهم في إطلاع القراء الصينيين على الحياة العربية.
يتعرف الصينيون على الحياة العربية فى العصرين القديم والحديث
ويتعرف الصينيون على الحياة العربية في العصرين القديم والحديث مما يساعد على دفع التبادلات الإنسانية والثقافية بين الجانبين.
و تخطو الرواية العربية حاليا نحو العالمية، إذا فازت رواية سيدات القمر للروائية العمانية جوخة الحارثي بجائزة مان بوكر الدولية.
وفازت هذه الرواية هذا العام لتصبح جوخة الحارثي أول روائية عربية تتوج بهذه الجائزة العالمية المرموقة.
ويشهد الأدب العربي تطورا كبيرا منذ عصر الروائي المصري الكبير نجيب محفوظ، ويتحول من الواقعية إلى السريالية.
وترى تشانج هونج يي، نائب رئيس جمعية بحوث الأدب العربي بالصين وهي أول محكم صيني في هيئة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية في عام 2019، أن الرواية العربية تقترب من الرواية الغربية.
وتختلف الرواية العربية عن الأدب الصيني ولكن مع انفتاح الصين واتساع آفاق شعبها، بدأ الصينيون يولون اهتماما كبيرا بالرواية العربية.
وتابعت تشانج قائلة إن القارئ الصيني لم يكن يعرف الكثير عن الأدب العربي حيث اقتصرت معرفته به على الأدب الكلاسيكي.
وازدادت الجائزة العالمية للرواية العربية نضوجا وبدأت تنقل اهتمام الباحثين والقراء الصينيين من أدب العصر القديم للعصر الحديث بعدالتها ونزاهتها.
ويحمل اطلاع الصينيين على الأدب العربي الحديث الكثير من الفوائد لأنه يقرب بين قلوب الشعبين الصيني والعربي .
معرفة الصينيين بالأدب العربى نافذة لمعرفة حياة الآخر
ويفتح معرفة الصينيين على الأدب العربي الحديث نافذة لمعرفة حياة الآخر المعاصرة مقارنة بأدب العصر القديم.
ويأتى عملية اختيار كتب معينة لترجمتها مهمة تقع على عاتق لجنة من العلماء والخبراء الصينيين.
أما معظم المترجمين فهم من الباحثين المشاهير في كليات دراسات اللغة العربية بالجامعات الصينية.
ويراعي المترجمون اختلاف الخلفيات الثقافية بين الصين والدول العربية، عند ترجمة النصوص من الصينية إلى العربية والعكس.
يبذل المترجمون جهودا مكثفة لمعرفة الخلفيات الثقافية
ويبذل المترجمون جهودا مكثفة لمعرفة الخلفيات الثقافية بين الصين والدول العربية لعدم الوقوع في أخطاء أو تشويه المعنى.
ورأت تشانج ضرورة عمل مترجمين وباحثين من الجانبين معا حرصا على الحفاظ على هذا الجانب الثقافي.
ومن الروايات الرائعة التى تم ترجمتها بريد الليل لهدى بركات والنبيذة لإنعام كجه جي وصيف مع العدولشهلا العجيلي.
وهناك أيضا شمس بيضاء باردة لكفى الزعبي وغيرها من الأعمال الأدبية التي تجرى المحاولات لحصولها على حق النشر وإدخالها الصين.
وتم عرض الفيلم اللبناني كفرناحوم الذي يلقى الضوء على محنة اللاجئين السوريين فى الصين في نهاية إبريل الماضي.
وحصد هذا الفيلم 350 مليون رنمينبي (حوالي 50.5 مليون دولار أمريكي) ونال إشادة كبيرة من المشاهدين الصينيين .
واحتل الفيلم اللبناني كفرناحوم المرتبة الـ131 في قائمة الأفلام على موقع دو بان للأفلام وهو النظير الصيني لموقع قاعدة بيانات الأفلام IMDB .
وهكذا يزداد التعاون والترابط بين الصين والعالم العربي أكثر فأكثر مع دخول المزيد والمزيد من العناصر العربية إلى السوق الصينية.
هذه المادة نقلا عن وكالة الأنباء الصينية «شينخوا» وفق اتفاق لمشاركة المحتوى مع جريدة المال