■ بعد انفجار أتوبيس وتعرض إطارات للتلف
أكد عدد من وكلاء السيارات أن ارتفاع درجات الحرارة بالتزامن مع بدء موسم الصيف، وتخطيها فى بعض الأوقات حاجز 45 درجة مئوية، يفرض مراجعة المواصفات الخاصة بالسيارات لتلافى الحوادث الناجمة عن الحرارة الشديدة.
وتسببت درجات الحرارة المرتفعة فى اشتعال النيران داخل أتوبيس تابع لهيئة النقل العام، أثناء سيره بمنطقة محور المشير، اتجاه التجمع الخامس، بسبب الحر.
فى المقابل رأى آخرون أن ارتفاع الحرارة ليس له تأثير على السيارات المطروحة فى السوق المحلية، خاصة أن المواصفات المعتمدة للسيارات سواء المجمعة محليًا، أو المستوردة بالكامل تتطابق مع درجات الحرارة المرتفعة.
وأشاروا إلى أن وصول درجات الحرارة لمستويات مرتفعة عادة ما يحدث على فترات متقطعة، وبالتالى فإنه ليس من الضرورى توجه الوكلاء لتعديل المواصفات الفنية، أو مواصفات الأمان للموديلات، وأنواع المركبات المطروحة فى مصر.
فى البداية، قال خالد سعد، الأمين العام لرابطة مصنعى السيارات، والمدير العام بشركة بريليانس البافارية، إن الزيادات التى شهدتها درجات الحرارة خلال الفترة الماضية لا ترقى لدفع وكلاء ومصنعى السيارات المحليين لإعادة النظر فى مواصفات السيارات المطروحة فى مصر.
ولفت إلى أن السيارات المطروحة فى مصر، بمواصفاتها الحالية قادرة على تحمل الزيادات الطارئة فى درجات الحرارة، والتى باتت تصيب البلاد من وقت لآخر.
وعن إمكانية تأثير ذات على اقبال المستهلك على الموديلات والطرازات ذات المواصفات الخليجية، قال سعد إن إقبال المستهلك على الموديلات الخليجية مرهون فى الأساس بعدم توافر السيارة لدى الوكيل المعتمد، بالإضافة إلى رغبة العميل فى الحصول على سيارات بإمكانيات ومواصفات أعلى.
وتتمتع الموديلات الخليجية، والتى فى الغالب تأتى بإمكانيات أعلى من الموديلات والسيارات المقدمة فى مصر، بأعلى تجهيزات سواء فى معدلات الأمان، أو الرفاهية، إذ تختلف عن مثيلاتها المصرية فى عدد الوسائد الهوائية، وحجم تانك الوقود، وجودته خاصة أن جودة الألومنيوم المستخدم فى إنتاجه أعلى من الموجود بالسيارات المصرية.
كما تتميز السيارات ذات المواصفات الخليجية بتوافر تكييفات ذات درجة تبريد عالية، علاوة عن الجنوط والتى تأتى فى الغالب رياضية، وفتحة سقف، وأرضية جلد.
وتتوافر فى السوق المحلية عدد من الموديلات والطرازات ذات المنشأ الخليجى والتى من بينها هيونداى توسان، وكيا سبورتاج، بالإضافة إلى الجيل الجديد كليًا من تويوتا كورولا.
وأوضح سعد أنه فى حال ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية بصورة مستمرة سيؤدى ذلك إلى دفع الوكلاء إلى إعادة النظر فى التجهيزات الفنية للسيارات المقدمة.
وفى سياق متصل، قال نادر نبيل، مدير عام سكودا بشركة كيان إيجيبت للتجارة والاستثمار، وكلاء سيارات سكودا وسيات وكوبرا، إن سيارات العلامة التشيكية منذ استحواذ كيان على وكالة سكودا تخضع لمواصفات Supper Hot Countries أو ما يسمى البلدان شديدة الحرارة.
وأشار نبيل إلى ضرورة تبنى المستوردين والوكلاء خطوات جادة فى سبيل إعادة تقييم المواصفات المقدمة للسوق المصرية خاصة فى ظل الزيادات المستمرة التى تشهدها درجات الحرارة فى كل عام.
وأوضح أن موديلات سكودا المقدمة لمصر تتمع بأعلى درجات الأمان، والتى تجعلها قادرة على تحمل درجات الحرارة، دون الإضرار بسلامة الراكب، أو كفاءة السيارة.
من جانبها، قالت مها النجار، مدير عام مبيعات وتسويق فولكس فاجن بالمصرية التجارية وأوتوموتيف، وكلاء سيارات فولكس فاجن وأودى، إن درجات الحرارة فى مصر على مدار السنوات الثلاثة الماضية شهدت زيادات كبيرة خلال فترات الصيف، لتشابه الأجواء مع منطقة الخليج.
وتابعت: إن الزيادات المرتفعة فى درجات الحرارة باتت تفرض على وكلاء ومستوردى السيارات إعادة النظر فى المواصفات الفنية ومعدلات الأمان المقدمة للسوق المحلية، خاصة أنه خلال درجات الحرارة المرتفعة تعرضت بعض السيارات لأزمات باتت تمثل تحديًا أمام القيام دورها على أكمل وجه.
وأشارت النجار إلى أنه على مستودى ووكلاء السيارات النظر أيضًا إلى معدلات الرطوبة التى باتت خارج المعدلات الطبيعة، مؤكدة ضرورى اتخاذ خطوات جادة وحقيقية فى هذا الصدد، لمواكبة التغيرات المناخية التى تشهدها البلاد.
وأكدت أيضًا أهمية زيادة معدلات الأمان والسلامة التى تتمع بها السيارة مثل الوسائد الهوائية، ودرجة الإضاءة بما يضمن سلامة السائق.
وتطرقت إلى المواصفات التى تتمتع بها موديلات العلامة الألمانية فولكس فاجن، والمقدمة بالسوق المحلية، إذ أكدت أن مصانع فولكس فاجن ترى أن مصر من البلدان شديدة الحرارة، وبالتالى فإن المواصفات المتوافرة بالسيارة تشابه إلى حد كبير المواصفات الخليجية من حيث درجة الأمان، والرفاهية.
وفى سياق متصل، أكد طارق مصطفى، مدير عام المبيعات والتسويق بشركة عبد اللطيف جميل «أوتو جميل» وكيل فورد فى مصر، أنه لا توجد مشكلات تواجه السيارات المتوافرة فى السوق المحلية جراء الزيادات التى تشهدها درجات الحرارة خلال فترة الصيف، كما أن فترات الذروة بالنسبة للحرارة المرتفعة عادة ما تحدث مرة أو مرتين بحد أقصى فى الشهر الواحد.
وأضاف: أن ارتفاع درجات الحرارة خلال موسم الصيف فى مصر لا يمكن مقارنته بأى حال من الأحوال بمثيله فى دول الخليج، والتى تصل درجات الحرارة طوال فصل الصيف لأكثر من 50 درجة مئوية.
وأكد مصطفى صعوبة إحداث تعديل فى مواصفات السيارات المقدمة لمصر حتى إن تطلب الأمر ذلك لعدد من الأسباب والتى من بينها ضعف مبيعات سوق السيارات، وقلة السيارات الواردة إلى مصر، بالتالى فإن تعديل أى مواصفات سيكون غير مجدٍ اقتصاديًا.
وتابع: كما أن كبار مصنعى السيارات عادة ما يقومون بتقسم البلدان إلى عدد من الأقاليم تتماثل فى المواصفات المقدمة بالموديلات والطرازات بها، مثل منطقة الشرق الأوسط، والتى تتماثل فى احتياجها لسيارات مدعومة بمحركات بنزين أعلى من 2000 سى سى، بالإضافة إلى ناقل حركة أوتوماتيك.
وأضاف: فيما يتعلق بمواصفات السيارات المطروحة فى منطقة شمال أفريقيا فى أنها مدعومة محركات ديزيل، ذات ناقل حركة مانيوال.
وأكد أن السيارات المطروحة فى مصر تتماثل إلى حد كبير مع المواصفات المطروحة فى باقى دول المنطقة مكانيكيًا، إلا أن الاختلافات تشمل بعض الكمليات.
ورفض مصطفى ما يثار عن وجود اختلافات جوهرية بين مواصفات السيارات المطروحة فى مصر، وبين الموديلات المطروحة فى دول الخليج، خاصة أن مصنع السيارات لايمكن أن يحدث اختلافات فى صناعة السيارات بين دولة لأخرى حتى يتمكن من تحقيق مستهدفاته من الأرباح.
وأشار إلى أن تفضيل المستهلك للسيارات الخليجية خلال السنوات الماضية جاء نتيجة الحملات التسويقية التى دشنها المستوردين، والتى كانت تؤكد أن إمكانيات وكمليات ومواصفات السيارات المستوردة من دول الخليج أعلى فى التجهيزات من السيارات التى يقوم على توفيرها الوكيل المحلى، إلا أنه فى الغالب ما تكون الاختلافات تقتصر على فرش الجلد، وبعض الخامات الداخلية، علاوة عن الجنوط الرياضية.
وأوضح أن تأثير درجات الحرارة حاليًا على السيارات من الممكن أن يقتصر على الجنوط، خاصة أنها باتت أكثر عرضة للتلف، فى بعض العلامات التجارية فقط، وفى بعض المقاسات وليس كلها.