تعد المشروعات التجارية والمهنية الصغيرة والمتوسطة من أهم المنشآت الاقتصادية التى قامت عليها اقتصاديات الكثير من البلدان، لا سيما دول شرق آسيا والمسماة “بالنمور الآسيوية” ودول أمريكا اللاتينية، مثل الأرجنتين، والبرازيل، التى تمثل ما يقرب من 75% من إجمالى الصناعات لديها.
وعلى مستوى السوق المصرية، فلقد أولتها الدولة مؤخراً اهتمامات خاصة، وتجلى ذلك فى التأكيد على دور الجهات المانحة، والبنوك فى تمويل تلك المشروعات، لما ستعكسة من توفير فرص عمل للشباب وخفض نسب البطالة فضلاً عن قيامها بتوفير المناخ الملائم للاستثمار لهذه المشروعات والتغلب على التحديات التى تواجها من خلال إفراد تشريعات خاصة بها مثل قانون الجمارك.
وتكتمل المنظومة بالدور المكمل لها وهو التأمين على تلك المشروعات والذى يعتبر بمثابة الظهير المساند لاستمرارية تلك الأنشطة وهو يعتبر ضرورة حتمية من الناحية المعنوية والاقتصادية فضلاً عن دوره الحيوى الداعم لتلك الأنشطة والمحافظة على استمراريتها حال تعرضها لأى أخطار بما يضمن عدم تخلف تلك المشروعات عن الإنتاجية وكذا استمرارية قدرتها على السداد.
الأمر الذى يجعل من التأمين قناة رئيسية لجمع المدخرات والمحافظة عليها لتأكيد مساهمته فى تنمية الاقتصاد القومى لذا نجد اهتمامات الحكومات حالياً بالتوسع فى تلك المشروعات الصغيرة والمتوسطة إيماناً منها بدورها الفاعل فى تنمية وتنشيط الاقتصاد ما يعود بالأثر الإيجابى على زيادة الناتج القومى.
واهتمت شركات التأمين بتقديم حزمة تغطيات لتلك المشروعات تمثلت فى تأمين ( الخسائر المادية للممتلكات / المسئوليات مثل الحريق و السطو كذلك وفقد الإيراد لتغطية تكاليف الإيجار و غيرها فضلا عن التأمين الطبى على صاحب المشروع بجانب تأمين الائتمان ضد مخاطر عدم السداد لتلك القروض الصغيرة و متناهية الصغر….إلخ ) ما يوفر لأصحابها تغطية كافة المخاطر التى من المحتمل أن يتعرض لها المشروع.
ونظمت الهيئة العامة للرقابة المالية لأول مرة التأمين متناهى الصغر فى مصر فى شهر نوفمبر الماضى، وحددت الضوابط التى تتيح إمكان إصدار وتوزيع وثائقة الكترونياً، ما يعد خطوة مهمة للوصول بخدمات التأمين لشرائح جديدة من المجتمع وإضافة لجهود مصر فى مجال تحقيق الشمول المالى وعرفت التأمين متناهى الصغر أنه كل خدمة تأمينية تستهدف ذوى الدخول المنخفضة فى مجالات تأمين الممتلكات والأشخاص لحمايتهم من أخطار قد يتعرضون لها مقابل سداد أقساط تتناسب مع طبيعة الخطر المؤمن عليه.
ويعد من أهم عناصر نجاح منظومة التأمين متناهى الصغر أن يتصف محتوى وثيقة التأمين بالبساطة وعدم اللجوء إلى المصطلحات التى يصعب فهمها، كذلك من الضرورى وجود شبكة واسعة لتوزيع وثائق التأمين وتحصيل الأقساط وسداد التعويضات، تكون قريبة من العملاء وهم من البسطاء وذوى الدخل المحدود.
رئيس قطاع الإنتاج بشركة بيت التأمين المصرى السعودى