جمدت كبرى شركات التكنولوجيا الأمريكية توريد مكوناتها من السوفت وير والرقائق وغيرها إلى شركة هواوى الصينية، بعد أن أصدرت الحكومة الأمريكية نهاية الأسبوع الماضى حظرا على تصدير المنتجات التكنولوجية لهواوى.
ذكرت وكالة بلومبرج أن توقف عمالقة التكنولوجيا الأمريكية عن توريد برامج ومكونات مهمة لشركة هواوى أدى إلى هبوط عوائد السندات الدولارية – التى أصدرتها الشركة الصينية منذ حوالى عامين على أربع شرائح قيمتها الإجمالية 4.5 مليار دولار- إلى أدنى مستوى منذ أكثر من شهرين ومن المتوقع أن تواصل الانخفاض هذا الأسبوع.
قال أنتونى ليونج، رئيس أبحاث الائتمان لمنطقة آسيا الباسيفيك بشركة ويلز فارجو سيكيوريتيز، إن ثقة المستثمرين الدوليين فى سندات هواوى الدولارية تراجعت كثيرا خلال الجلستين الماضيتين رغم دعم حكومة بكين لها.
السهم سجل أسوأ أداء على مؤشر «هانج سينج» بهبوط %6.3
ورغم أن شركة هواوى قضت السنوات القليلة الماضية تجهز لخطة طارئة من خلال تطوير التكنولوجيا الخاصة بها فى حالة تم منعها من استخدام أندرويد، وأن بعض هذه التكنولوجيا مستخدمة بالفعل فى منتجات بيعت فى الصين، إلا أن القيود الأمريكية عليها جعلت أسعار أسهمها تهوى فى بداية أول يوم عمل هذا الأسبوع، لتسجل أسوأ أداء على مؤشر هانج سينج الهونج كونجى الذى هبط بحوالى %6.3.
وأعلنت شركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة، ومنها «جوجل» و«إنتل» و«كوالكوم» و«برودكوم» و«إيكسيلينكس» عن عدم توريد أى منتجات لشركة هواوى اعتبارا من هذا الأسبوع وحتى إشعار آخر بعد أن وضع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الشركة فى القائمة السوداء التى تحظر على جميع الشركات الأمريكية التعامل معها.
لكن الشركات الأوروبية، ومنها «إنفنيون» الألمانية لصناعة الرقائق، نفت تقريرا نشرته صحيفة نيكى اليابانية أمس عن تعليق شحناتها إلى هواوى بعد أن فرضت واشنطن قيودا على التصدير إلى شركة معدات الاتصالات الصينية.
وأكدت إنفنيون التى تنتج رقائق التحكم فى الطاقة المستخدمة بالهواتف الذكية والسيارات، أن قيود التصدير الأمريكية التى أعلنتها إدارة الرئيس دونالد ترامب الأسبوع الماضى لا تشمل معظم منتجاتها، وأن الأغلبية العظمى من المنتجات التى يتم توريدها لهواوى لا تخضع لقانون قيود التصدير الأمريكى ولذلك فإن الشحنات ستستمر إلى الشركة الصينية.
وعلقت شركة جوجل الأمريكية بعض المعاملات مع شركة هواوى الصينية والتى تتطلب نقل أجهزة وبرامج وخدمات فنية مما يمثل ضربة لشركة التكنولوجيا الصينية التى سعت الحكومة الأمريكية لحظر التعامل معها فى جميع أنحاء العالم.
وقال متحدث باسم جوجل إنه سيكون باستطاعة أصحاب هواتف هواوى الحاليين استخدام وتنزيل تحديثات للتطبيقات التى تقدمها جوجل، وأن الشركة تلتزم بالأمر وتراجع التداعيات، ولكن بالنسبة لمستخدمى خدمات جوجل سيظلون يستخدمون جوجل بلاى والحماية الأمنية التى يوفرها جوجل بلاى بروتكت على أجهزة هواوى الحالية.
وأضافت إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يوم الخميس هواوى تكنولوجيز إلى قائمة الشركات المحظور التعامل معها وفرضت قيودا على الفور تجعل من الصعب جدا بالنسبة للشركة القيام بأعمال تجارية مع نظيراتها الأمريكية بعد أن اتهمت المخابرات الأمريكية CIA شركة هواوى بأنها تتلقى تمويلات من شبكة المخابرات الصينية للتجسس على أوروبا وأمريكا.
وتدرس وزارة التجارة الأمريكية تقليص العقوبات على هواوى لمنع تعطيل عمليات الشبكة الحالية ومعداتها، غير أن هواوى ستتمكن من الوصول إلى نسخة نظام تشغيل أندرويد المتاحة مجانا، وذلك من خلال ترخيص مفتوح المصدر لأى شخص يرغب فى استخدامها، لاسيما أنه يوجد حوالى 2.5 مليار مستخدم نشط لأجهزة أندرويد فى أنحاء العالم.
وأخضعت الحكومة الأمريكية منذ بداية هذا العام شركة هواوى لتدقيق شديد واتهمتها بالتجسس على الغرب وأبلغت واشنطن حلفاءها من الدول الغربية بألا يستخدموا تكنولوجيا هواوى بسبب مخاوف من اتخاذها وسيلة لأنشطة تجسس صينية لأن مكونات الجيل الخامس التى تفوقت فيها هواوى تثير المخاوف وتحول هذه التكنولوجيا الإنترنت إلى نظام بسرعة فائقة ويمكنه الربط بين كل شيء مما يتعذر معه التمييز بين الأساسى وغير الأساسى.
وتشعر الولايات المتحدة بالقلق من أن هيمنة الجيل الخامس ستعطى منافسا عالميا لها مثل الصين أفضلية، لاسيما أن خبراء غربيون يرونها بمثابة تكنولوجيا ثورية ستتيح سرعات إنترنت فائقة وستصبح حجر الأساس للصناعات والشبكات، مما جعل الحرب الجارية بين واشنطن وبكين تشبه الأجواء التى سادت أثناء سباق التسلح أيام الحرب الباردة بين روسيا وأمريكا.
وأطلقت شركة هواوى شهر أبريل الماضى خلال معرض شنغهاى الدولى للسيارات أول هارد وير لاتصالات الجيل الخامس لشركات السيارات الكهربائية وذاتية القيادة وتعتزم البدء فى بيع تكنولوجيا شبكات الجيل الخامسG5 لقطاع السيارات وقطاع الاتصالات خلال النصف الثانى من العام الحالى وستتمكن الصين من تحقيق طموحها لتصبح من أهم الموردين لتكنولوجيا الاتصالات والسيارات المبتكرة.