استكمالًا لافتتاحات المشروعات الكبرى فى مجال الطرق والكبارى والمحاور المرورية، افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى، أمس- الذى يوافق ذكرى انتصار العاشر من رمضان- عددا من المشروعات وهى محور «تحيا مصر» لربط شرق القاهرة بغربها والذى يضم 12 كوبرى معلق منها كوبرى جزيرة الوراق وكوبرى النيل الغربى وكبارى منطقة شبرا وكوبرى تقاطع الدائرى والمرحلة الثانية من محور روض الفرج الذى يضم كوبرى «تحيا مصر» روض الفرج أعرض كبارى العالم، وتطوير وتوسعة محور المشير وإنشاء طريق امتداد محور المشير وكوبرى الشهيد المقدم أحمد أبو النجا، وكوبرى الشهيد النقيب أحمد حافظ شوشه، كما تم افتتاح عدد من المحاور والطرق المرورية الجديدة.
وحضر الافتتاح المهندس مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول محمد زكى، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، والفريق محمد فريد، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وعدد من الوزراء والمحافظين وعدد من كبار قادة القوات المسلحة، وعدد من الرموز والشخصيات العامة والإعلاميين وشباب الجامعات، بدأت مراسم الافتتاح بعرض فيلم تسجيلى بعنوان «شرايين الأمل» من إنتاج إدارة الشئون المعنوية استخدمت فيه أحدث تقنيات التصوير والإخراج والمونتاج لإظهار مدى الجهد والعرق الذى بذل من جميع العاملين بالشركات المشاركة فى المشروع.
الرئيس: «لم نكن نستطيع إطلاق تلك المشروعات لو انتظرنا أو تأخرنا وكل مشروع ينتهى يوفر جهدًا ونقودًا»
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى إن حجم الأموال اللى أنفقت على تلك المشروعات وبدون مبالغة لو كنا انتظرنا على إطلاقها قد لا يمكن ذلك خلال الفترة الثانية، وقد لا نستطيع أن نطلقها بسبب التكلفة المالية، وده سؤال ممكن يمتد لكل المشروعات».
وسأل الرئيس عبد الفتاح السيسى، اللواء إيهاب الفار، رئيس الهيئة الهندسية عن تكلفة المشروعات التى من المنتظر أن يتم إنشاؤها، ليرد بأن التكلفة ستزيد لتصل إلى 3 أضعاف أو 4 أضعاف، قائلا: «هنضرب فى 3 لأن فرق سعر الجنيه اختلف النهاردة عن 4 سنين مضت وممكن نوصل لـ400 مليارجنيه».
ضغطنا نفسنا عشان استفادة المواطن من المحور.. وحلينا مسألة كبيرة جدًّا فى حياة الناس واقتصادياتهم
وقال الرئيس: «أنا بسمع ليه إحنا كنا مستعجلين على المشروعات وليه إحنا عايزين نخلص الأمور دى خلال الأربع سنوات اللى فاتوا، لأننا كنا بنقول إن كل مشروع بنخلصه بيوفر وقت وجهد وفلوس، والمفروض أن المشروع ده كان يتأخر شهرين ولكن ضغطنا نفسنا عشان نحسس الناس بالاستفادة من المحور لأنه بيأثر على الحركة فى المنطقة المزدحمة».
وتابع السيسى : «حلينا مسألة كبيرة جدًا فى حياة الناس واقتصاديات الناس، النهاردة اللى كان بيتحرك عشان يخرج من مدينة نصر أو شبرا كان بياخد وقتا وتكلفة قد أيه، ودلوقتى بعد ما يمشى على المحور الجديد هياخد وقت وتكلفة قد أيه».
واستمع الرئيس السيسى، لكلمة اللواء أركان حرب إيهاب محمد الفار، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة والذى أوضح خلالها أن العمل فى المشروعات كان نابعًا من إيمان راسخ بالانتماء للوطن الذى يستحق بذل الجهد والعرق فى سبيل عزته وكرامته، ليضاف إنجازا جديدا إلى سجل الإنجازات الجارى تنفيذها فى كافة أنحاء مصر فى إطار الجهود المبذولة لتحقيق النهضة الشاملة للدولة فى جميع المجالات، مشيرًا إلى أنه تم اختيار هذا اليوم ليتزامن مع احتفال مصر والقوات المسلحة بذكرى انتصارات العاشر من رمضان.
وأكد أنه ومن منطلق الحرص على استمرار الجهود المبذولة فى كافة مجالات التنمية الشاملة للدولة ومنها مجال الطرق والكبارى والذى يحظى باهتمام بالغ فقد تم التخطيط لتنفيذ شبكة من الطرق والكبارى فى أزمنة قياسية توفر أعلى درجات الأمان لمستخدميها طبقًا للمواصفات القياسية العالمية وذلك لجذب الاستثمارات ودعم الاقتصاد القومى المصرى من خلال فتح آفاق جديدة للتنمية وخلق مجتمعات عمرانية متكاملة، وتسهيل الحركة بين مناطق الإنتاج ومناطق الاستهلاك وموانئ التصدير، بدءا من توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسى فى عام 2014 بإنشاء شبكة الطرق القومية بإجمالى أطوال 8200 كم لتغطى كافة الاتجاهات الإستراتيجية للدولة على أن يتم التنفيذ بالتعاون بين الهيئة الهندسية للقوات المسلحة والهيئة العامة للطرق والكبارى والنقل البرى والجهاز المركزى للتعمير بتكلفة مالية بلغت 164 مليار جنيه، موضحا أن تخطى الأرقام والإحصائيات القياسية أصبح منهجًا للدولة.
وواصل حديثه بأن رجال الهيئة الهندسية واصلوا الليل بالنهار عملًا واجتهادا لا يحول بينهم وبين أهدافهم عائق أو مستحيل وأنه استكمالا لما تم تنفيذه وافتتاحه من مشروعات فى مجال الطرق والكبارى والأنفاق، نحتفل وبتشريف الرئيس بافتتاح مشروعًا جديدًا ينضم لأكبر مشروعات مصر القومية فى العصر الحديث، وهو إنشاء محور تحيا مصر لاستكمال محور الزعفرانة مطروح الذى يربط بين البحر الأحمر والبحر المتوسط بدءًا من الزعفرانة مرورًا بطريق الجلالة بطول 82 كم و طريق القاهرة العين السخنة بطول 106 كم، محور الشهيد بطول 4 كم، بالإضافة إلى امتداد محور المشير بطول 8 كم ومنه إلى محور الفنجرى بطول 8 كم، فمحور تحيا مصر بطول 17 كم ثم إلى محور الضبعة بطول 340 كم والمخطط امتداده إلى مرسى مطروح كما تم إنشاء وتطوير مجموعة من الطرق والكبارى لنقل الحركة المرورية من محور الزعفرانة / مطروح إلى داخل القاهرة والعكس.
واستعرض اللواء إيهاب الفار، تطوير وتوسعة محور الشهيد حيث تم رفع كفاءة محور الشهيد بطول 4 كم ليصبح بعرض 51 م / 4 حارة بدلًا من 3 حارة لكل اتجاه، وإنشاء امتداد محور المشير بهدف إنشاء محور مرورى جديد مواز لمحور الشهيد لتخفيف الكثافات المرورية على محور الشهيد، بالإضافة إلى ربط كوبرى 6 أكتوبر بمحور المشير لخدمة القادم من وسط القاهرة ومتجه إلى القاهرة الجديدة والعين السخنة والعكس بطول 8 كم وعرض 30 مترا فى اتجاهين كل اتجاه 3 حارة ولتيسير التحرك من خلاله تم إنشاء 2 كوبرى لخلق تقاطعات حره، كوبرى الشهيد المقدم أحمد أبو النجا وهو عبارة عن تقاطع محور المشير مع محور الشهيد بطول 840 مترا وعرض 47 مترا فى اتجاهين بواقع 5 حارات لكل اتجاه، وكوبرى الشهيد النقيب أحمد حافظ شوشه نهاية امتداد محور المشير أعلى محور أبوزيد خضر بطول 850 مترا وعرض 32 مترا / 3 حارات لكل اتجاه، ومحور تحيا مصر والذى يمتد من الطريق الدائرى غربًا مرورًا بفرع النيل الغربى وأعلى جزيرة الوراق وفرع النيل الشرقى، وصولًا إلى منطقة شبرا شرقًا والمحور بطول 17 كم اتجاهين كل اتجاه ( 5-6) حارة وبعرض متغير من 48 إلى 67.36م ويتكون من (12) كوبرى علوى منها كوبرى تقاطع الطريق الدائرى وهو كوبرى خرسانى اتجاهين بطول 2000 م وعرض 58 م ويشمل 8 مطالع ومنازل لخدمة الحركة المرورية للقادم من اتجاه شبرا ومتجه إلى الطريق الدائرى والعكس، وكوبرى النيل الغربى وهو أيضًا كوبرى خرسانى أعلى نهر النيل اتجاهين بطول 370 م وعرض 48 م وفتحات ملاحية رئيسية بعرض 120 م وفرعية بعرض 70 م، وكوبرى جزيرة الوراق الخرسانى باتجاهين بطول 1900 م وعرض 48 م ويمر أعلى جزيرة الوراق، وكبارى منطقة شبرا لخدمة الحركة المرورية للقادم من كورنيش النيل / منطقة شبرا مدينة نصر ومصر الجديدة / شبرا الخيمة / السواح والأميرية / والمتجه إلى كورنيش النيل ومنطقة شبرا / ومدينة نصر ومصر الجديدة وشبرا الخيمة / السواح والأميرية.
وأوضح أنه لربط القطاع المار أعلى جزيرة الوراق بمنطقة شبرا أعلى نهر النيل، والذى شرف بقيام الرئيس بتركيب آخر قطعة خرسانية منه فى 14 أبريل 2019 وتم تسجيل الكوبرى بموسوعة جينس للأرقام القياسية كأعرض كوبرى ملجم بالعالم حيث يصل عرض الكوبرى إلى 67.36 م اتجاهين 6 حارة لكل اتجاه وطوله 540 م وعرض الفتحة الملاحية أسفل الكوبرى 300 متر وهى أكبر فتحة ملاحية على نهر النيل وتم تجهيز الكوبرى بممشى للأفراد على الجانبين كلٍ بعرض 4 أمتار منهم 3 أمتار ممشى خرسانى وواحد متر ممشى زجاجى ونظرًا للموقع المتميز للكوبرى والأسلوب المستخدم فى إنشاء من المنتظر أن يكون أحد المزارات السياحية ويشمل الكوبرى على 6 أبراج خرسانية حاملة للكابلات ارتفاع البرج 92 م ولتنفيذ كوبرى محور تحيا مصر، تم استخدام حوالى مليون متر مكعب من الخرسانة و290 ألف طن من حديد التسليح، وهو ما يعادل إنشاء ألف عمارة سكنية.
وأضاف أنه بالرغم من المصاعب والتحديات التى واجهتنا لوجود المشروع داخل منطقة سكنية ذات كثافات سكانية مرورية عالية وتتطلب تكثيف الأعمال خلال ساعات متأخرة من الليل حفاظًا على استمرار حركة المرور بالمنطقة، وتم إنجاز هذا المشروع بتحالف مجموعة من الشركات الوطنية وتحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة مع تقديم الدعم الفنى بواسطة بعض الشركات العالمية المتخصصة اشترك أكثر من 4 آلاف مهندس وفنى وعامل مصرى فى إنشاء الكوبرى مع الاستعانة ببعض الخبراء الأجانب فى بعض الأعمال الفنية المحدودة لنقل الخبرة إن كوبرى تحيا مصر ليس إنجازًا هندسيًا فقط بل هو شهادة بكفاءة وقدرة المهندس والفنى والعامل المصرى حيث تم تنفيذه بأعلى معدلات إنشاء هذا النوع من الكبارى على مستوى العالم.
كما قام الرئيس السيسى يرافقه عدد من الشباب بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية إيذانا بافتتاح محور وكوبرى «تحيا مصر» روض الفرج ليدخل المحور الخدمة ويفتح شريانًا مروريًا جديدًا يساهم فى تخفيف العبئ عن كاهل المواطنين ويدفع عجلة الاستثمار والتنمية فى كل ربوع الوطن، كما قام الرئيس السيسى بجولة تفقدية للكوبرى وجانب من الممشى الزجاجى الجديد الذى صمم ليكون أول ممشى زجاجى بالشرق الأوسط ليكون متنفسا ومزارا سياحيا جديدا يعبر عن إرادة وصلابة المصريين، كما قام الرئيس بالتقاط صورة تذكارية مع الوزراء والشباب والعاملين بالمشروع.