■ حازم الزفزاف نائب رئيس مجلس إدارة الشركة فى حوار مع «المال»:
بدأت «أرابيا إنفستمنت هولدنج» رحلة قطف ثمار خطة إعادة هيكلة قطاعاتها المختلفة وشركاتها التابعة، بدءًا من تحقيقها لأكبر صافى ربح فى تاريخها منذ الطرح بالبورصة فى 2010، مرورًا بتخفيف حجم مديونياتها، وصولًا بالتوسعات المستقبلية.
وتسعى «أرابيا» خلال الفترة المقبلة للعمل على عدة محاور تُركز على أهداف بعينها، هى تعظيم العائد الاستثمارى على رأس المال، وتنمية وتعظيم معدلات الربحية، بجانب التخلص من الإرث القديم الذى يتضمن ديون مُحملة بفوائد كبيرة.
«المال» حاورت حازم الزفزاف، نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب بشركة أرابيا أنفسمنتس هولدنج، من أجل رسم صورة أكثر وضوحًا بشأن مستقبل الشركة، وثمار خطة الإصلاح والهيكلة التى أطلقتها الإدارة الحالية منذ فترة.
يذكر أن الأرباح التى حققتها «أرابيا» فى 2018، تُعد الأعلى فى تاريخها منذ القيد بالبورصة فى 2010، وسجلت صافى ربح قدره 72.775 مليون جنيه مقارنة بخسائر بقيمة 180.389 مليون جنيه فى 2017.
■ ضخ تمويلات بقيمة 70 مليون جنيه فى الشركات التابعة خلال العام الحالى
■ «طوبلاط» تحصل على قرض بنكى 3.6 مليون جنيه لتمويل شراء خط إنتاج مصنع الضبعة
تمويلات للتوابع بغرض الإصلاح وتعزيز فرص الربحية
كشف الزفزاف عن أن «أرابيا» قامت بضخ تمويلات بقيمة إجمالية تقدر 70 مليون جنيه، لعدد من شركاتها التابعة، خلال العام الحالى ونظيره السابق، بهدف تقليل ديون بعضها، وتعظيم أرباح البعض الآخر.
أضاف أن شركته ضخت تمويلات 51 مليون جنيه لشركة «كهروميكا» التابعة، و18.5 مليون جنيه لشركات القطاع المالى غير المصرفى، سواء التأجير التمويلى أو التوريق.
أوضح أن شركته اعتمدت على القرض المساند من المساهم الرئيسى للشركة، لافتًا إلى أن رصيد القرض يقدر 72 مليون جنيه فى 31 ديسمبر الماضى.
تابع أن الجمعية العمومية وافقت على مد أمد سداد القرض حتى 31 ديسمبر المقبل، بعدما كان من المقرر أن يُسدد فى يوليو الماضى، مؤكدًا أن القرض دون فوائد.
أكد الزفزاف أن شركته قامت باستخدام %90 من حصيلة القرض فى تنمية رؤوس أموال الشركات التابعة بشكل استثمارى، مشيرًا إلى أن عدم تفضيله صرف حصيلة القروض فى مصروفات غير استثمارية.
التخارجات
على صعيد التخارجات، كشف عن أن شركته على وشك إنهاء خطة التخارجات من الأنشطة والشركات التى لا تتوافق مع سياستها الاستثمارية، وأهداف خطة إعادة الهيكلة.
أضاف أنه عقب التخارج من شركة الدلتا المالية، فإنه يتبقى شركتين غير عاملتين، ستقوم «أرابيا أنفسمنتس هولدنج» بتصفيتهم ورقيًا، مشيرًا إلى أن الشركة لا تعتزم تنفيذ أى تخارجات من شركات عاملة فى الوقت الراهن.
يُذكر أن «كاتليست بارتنرز» للاستثمار قد أعلنت فى مارس الماضى استحواذها على شركة الدلتا المالية، دون توضيح لقيمة الصفقة.
القطاعات الاستراتيجية المستهدفة
أشار الزفزاف إلى أن تُركز على القطاعات التى تُحقق أكبر عائد على رأس المال، محددًا أنشطة القطاع المالى غير المصرفى مثل التأجير التمويلى والتقسيط، والتوريق، بجانب نشاط شركة كهروميكا التابعة، وقطاع تصنيع الطوب، عبر شركة «طوبلاط».
لفت إلى أن شركة «كهروميكا» تمتلك فرص نمو هائلة، لم تصل بعد إلى المستوى الملائم لإمكاناتها، مؤكدًا أن «كهروميكا» حال تعاظم حجم أعمالها وزيادة معدلات الربحية، ستكون لاعبًا رئيسيًا فى تعظيم ربحية «أرابيا» خلال الفترة المقبلة.
تابع: «قطاع السيارات غير متواجد فى أولوية القطاعات الاستثمارية لـ»أرابيا»، وتركز على نشاط توزيع السيارات عبر شركتها التابعة «القاهرة للسيارات»، لافتًا إلى أن قطاع السيارات يمر بحالة ضبابية، قائلًا: «السنة دى صعبة على القطاع».
شدد نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب بشركة أرابيا، على أن شركته لا تعتزم إضافة أنشطة جديدة بقطاع المالى غير المصرفى، باستثناء نشاط التخصيم الذى تدرس الشركة إضافته، مشيرًا إلى أن شركاتها بالمجال ما زالت فى حاجة إلى تمويلات لتعظيم رؤوس أموالها، وتنمية أعمالها.
■ دراسة خيارات تمويلية منها زيادة رأس المال وخطة لإضافة نشاط التخصيم
■ «السيارات» تبتعد عن القطاعات الاستراتيجية وتستمر فى نشاط توزيعها
نشاط التوريق على موعد مع النمو
كشف الزفزاف عن أن شركته تُخطط لتنمية حجم أعمال شركتها التابعة بمجال التوريق، وتسعى لتنفيذ عمليات إصدار سندات توريق لشركات أخرى بجانب شركات المجموعة، موضحًا أن الشركة بدأت النشاط فى نهاية العام الماضى عبر إصدار سندات توريق بقيمة 226.5 مليون جنيه، لصالح شركة «رواج لتقسيط السيارات» التابعة.
أضاف أن شركته تسعى بالوصول بمحفظة رواج لتقسيط السيارات، لتتخطى حاجز 300 مليون جنيه مجددًا خلال العام الجارى، على أمل تنفيذ عملية توريق فى الربع الأخير من 2019 الجارى.
التخلص من الإرث القديم
أكد أن إمكانية طرح شركة «كهروميكا» التابعة فى البورصة، مشيرًا إلى أن «كهروميكا» فى حاجة إلى عمل مكثف لتعظيم معدلات ربحيتها ومستوى العائد على رأس المال بها، حتى تصل إلى المستوى الملائم للتواجد فى البورصة.
أضاف أن تعمل خلال الفترة الراهنة على 3 محاور، لتنمية أعمال وربحية «كهروميكا»، أولها التوسع الخارجى بدول تبدأ رحلة الإعمار، مثل ليبيا والعراق، بجانب دول أخرى بحاجة إلى مشروعات إنتاج الكهرباء، بعد انتهاء دورة إنتاج الكهرباء بمصر فى ظل المشروعات الكثيرة فى الفترة الماضية.
أضاف أن المحور الثانى، يكمُن فى إضافة أنشطة جديدة لـ»كهروميكا» مثل نشاط توفير خدمات صيانة محطات توليد الكهرباء ورفع كفاءة المحطات القديمة، الذى تقدمه الشركة عبر التعاون مع شركة NTPC الهندية ووقعا بروتوكول تعاون منذ أسبوعين.
أوضح الزفزاف أن المحور الثالث فى خطة تعظيم ربحية «كهروميكا» هو التخلص من الإرث القديم عبر تقليص حجم الديون المستحقة، وإنهاء المشروعات المتوقفة، وتسعى الشركة لإعادة التفاوض مع البنوك وإغلاق خطابات الائتمان القديمة، وتسديد الديون عبر زيادة ربحية الشركة من المشروعات التى تنتهى منها.
لفت إلى أن كهروميكا التابعة قامت بسداد 134 مليون جنيه، مستحقات فى 2018، وحدوث تغير نوعى فى تفكير الشركة من خلال اختيار المشروعات التى تُنفذها عبر معيار الأكثر، والعوائد الاستثمارية بدلًا من الدخول فى مشروعات من أجل زيادة حجم الأعمال، بغض النظر عن معدل الربحية.
أشار إلى أن حجم أعمال كهروميكا مصر للمشروعات الميكانيكية والكهربائية، بلغ 700 مليون جنيه، مؤكدًا أن شركته تستهدف الوصول إلى حجم المليار جنيه خلال الفترة المقبلة، فى إطار خطة تنمية الشركة التابعة.
معدلات نمو إيجابية
كشف عن أن شركته تسعى للحصول على كامل العائد الاستثمارى المحقق بشركتها التابعة «يو آى فاينانس» التى تمتلك فيها %80 من الأسهم، مشيرًا إلى أنها تسعى إلى إنهاء صفقة استحواذها على حصة شركة إنكوليس والبالغة %20 قبل نهاية العام الجارى.
أضاف أن شركته تمول صفقة استحواذها على حصة إنكوليس، من خلال قرض مضاربة مع المساهم الرئيسى فى «أرابيا»، رئيس مجلس الادارة، جمال عثمان.
أوضح الزفزاف أن قرض المضاربة هو عقد إقراض يتماشى مع الشريعة الإسلامية، ويحصل المساهم الرئيسى على نصيب أكبر من حقوق الملكية طوال مدة القرضة، فيما يتحمل بمفرده الخسائر حال حدوثها.
لفت إلى أن يو أى فاينانس، حققت معدلات نمو إيجابية خلال العام الماضى، بنسبة %64 على مستوى الأرباح، ومعدل نمو %39 على مدار 3 أعوام، فيما ارتفع حجم محظفة الشركة بنسبة %44 لتصل الى 530 مليون جنيه، مرجعًا ذلك النمو إلى ثقافة الاستثمار وتحقيق العائد التى طبقتها الشركة والاستعانة بعناصر شابة وتوفير التمويلات المطلوبة.
ألمح إلى أن شركته تدرس خلال الفترة المقبلة، الخيارات التمويلية المتاحة أمام الشركة، ومنها زيادة رأس المال، مشيرًا إلى ان القروض التى أخذتها الشركة لها حد زمنى محدد.
«طوبلاط» وتوسعات جديدة
كشف عن أن شركة طوبلاط التابعة تحصلت على قرض من أحد البنوك المصرية، بقيمة 3.6 ملايين جنيه، لتمويل شراء خطين إنتاج جديدين.
أضاف أن شركته تُخطط لإضافة خط إنتاج بمصنع الشركة الذى تقيمه على أرضها بمنطقة الضبعة، كأول مصنع للطوب بتلك المنطقة، الذى يخدم على مدينة العلمين الجديدة، فيما سيكون الخط الثانى بمثابة خط انتاج متنقل.
تابع مفسرًا أن أرابيا تسعى الى تقليل تكاليف النقل، وإتاحة المنتج بسعر تنافسى، من خلال استغلال خط الإنتاج المتنقل، موضحًا أن الطاقة الإنتاجية للشركة ستزداد بنسبة %50 .
العلاقة بين أكبر أرباح وخسارة توكيل بيجو
أكد أن تحقيق الأرباح تُعد الأكبر فى تاريخ الشركة منذ الإدراج بالبورصة، عقب خسارة توكيل بيجو، ما هو إلا دليل على جودة الأصول الموجودة فى الشركة، مشيرًا إلى أن بيجو كانت تستحوذ على الحيز الأكبر من الاهتمام والاستثمارات، مشيرًا إلى أن شركته كانت تتحمل خسائر فى نشاط السيارات، من أجل استكمال رحلة التعاون الممتدة منذ 40 عامًا.
أضاف أن خروج بيجو ساهم فى تغيير النظرة الاستثمارية، وحسن إدارة التدفقات النقدية وتوزيع الاستثمارات بشكل علمى، مشيرًا فى ذات الوقت إلى أن استغلال الشركة لمخزون السيارات المتبقى، التى قامت بتسويقه بشكل جيد.
■ 300 أسرة تضرروا من سحب التوكيل
400 مليون جنيه خسائر فروق عملة فى «بيجو»
شدد حازم الزفزاف، نائب رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب بشركة العربية للإستثمارات والتنمية القابضة، على أن شركته تعرضت لظلم واضح من جانب شركة بيحو الفرنسية، التى قررت سحب توكيل سيارات «بيجو» منها، رغم حصول «العربية للاستثمارات» على 9 جوائز من الشركة الفرنسية كان آخرها فى 2015، كان منها جائزة أحسن موزع فى منطقة الشرق الأوسط.
أضاف أن قرار الشركة الفرنسية كان له آثار سلبية كبيرة على العاملين بالشركة وأسرهم، والبالغ عددهم نحو 300 أسرة، موضحًا أن العربية للاستثمارات اضطرت إلى تقليص عدد العمالة بعد قرار «بيجو» الفرنسية.
أوضح أن 15 ألفا من صغار المستثمرين تضرروا من قرار «بيجو» الفرنسية، وأثر القرار الأخير سلبًا على سعر السهم.
ألمح إلى أن العربية للاستثمارات والتنمية القابضة تحملت فروق العملة، عقب اهتزاز سعر الصرف ومرحلة تعويم الجنيه، وتكبدت خسائر فروق عملة بقيمة 400 مليون جنيه، من أجل استكمال رحلة التعاون مع الجانب الفرنسي.
شدد على أن التعويض المناسب الذى طالبت به شركته يُقدر 150 مليون يورو، مشيرًا إلى أن العربية للاستثمارات تعمل منذ 40 عامًا فى بناء تلك العلامة التجارية فى السوق المحلية، متحملة الكثير من الاستثمارات وبناء مراكز وحل مشاكل فنية وتقديم خدمة عملاء مميزة.