سقطت سريلانكا فى براثن الفوضى والانهيار الاقتصادى، فى حين تقبع 5 دول نامية أخرى فى محيط أزمة مالية خطرة يُتوقع أن يتسع مداها نظراً لتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية التى داهمت تلك الدول فى ظل مستويات مديونية مرتفعة، وتسببت فى ارتفاع أسعار الفائدة وتراجع العملات.
ويرى زياد داود، الخبير الاقتصادى فى الأسواق الناشئة الرئيسية لدى وكالة بلومبرج، أن الدول الخمسة المرشحة لأن تحذو حذو سريلانكا، هى تونس والسلفادور وغانا وإثيوبيا وباكستان.
ووفق التحليل، فإن انتقال الأزمة إلى البلدان النامية سيكتسح فى طريقه مئات الملايين من السكان الذين سيواجهون مخاطر تهدد قدرتهم على الحصول على الأدوية والوقود، ومقومات الحياة الأساسية.
وتبدو هذه المخاطر أكثر فداحة مقارنة بما تمر به حاليًّا الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما من البلدان الغنية من احتمالات السقوط فى هوة الركود التضخمى.
وتواجه الجهات المقرضة لسريلانكا خطر فقدان نصف استثماراتها، بحسب داود.
كما تواجه سريلانكا أزمة مالية تهدد سكانها البالغ عددهم 23 مليون نسمة، إذ تعانى من تزايد الديون المرتبطة بالجائحة، ومن معدلات تضخم مهولة، ونقص فى الغذاء.
ويشعر المتظاهرون فى شوارع سريلانكا بالغضب، وسط ارتفاع معدلات التضخم بأكثر من %40، وامتداد ساعات انتظار الحصول على الوقود لعدة أيام، ويطالب هؤلاء المحتجين بتنحية رئيس البلاد جوتبايا راجابكسا.
وقالت واحدة من نساء سيرلانكا ممن فشلوا فى توفير الدواء لوالديها: «من الصعب جدًّا رؤية شخص يموت أمام ناظريك لمجرد العجز عن توفير الدواء، وحتى لو كنت تمتلك المال فإنك لا تجد مكانًا تشترى منه هذا الدواء».