■ شركات سياحة تطالب بإنشاء خط طيران بين مرسى علم وجدة
علاء مدبولى – دعاء محمود
أكد عدد من ممثلى القطاع السياحى، أن القوافل التى تطلقها وزارة السياحة فى عدة دول عربية بهدف تنشيط الحركة السياحية، لن يكون لها أثر كبير نظراً لضعف التسويق السياحى، وعدم وجود خطوط طيران منخفضة التكاليف بين تلك الدول وبعض المقاصد السياحية.
ولفت ممثلوا القطاع إلى أن السياحة العربية «موسمية»، اذ يقبل العرب على زيارة مصر فى فصل الصيف، بسبب بدء الدراسة فى الشتاء، على عكس الدول الأوربية، التى ينتهى بها الموسم الدراسى منتصف ديسمبر.
وشدد خبراء على أن التعقيدات الأمنية التى يواجهها العرب، من أبرز الأسباب التى تعيق استقطابهم، فضلاً عن عدم وجود خطوط طيران مباشرة بين دولهم والمقاصد السياحية.
يشار إلى أن وزارة السياحة، تقوم بتنظيم قوافل سياحية للبلدان العربية بهدف تنشيط الحركة السياحية، خاصة بعد تلقى القطاع السياحى ضربة قوية عقب سقوط الطائرة الروسية إيرباص 321 أواخر أكتوبر الماضى، مما أسفر عنه وفاة نحو 224 سائحاً، وطاقم الطائرة.
ظهرت تداعيات الحادث بعد وقوعه مباشرة، اذ قامت كلاً من بريطانيا وروسيا بإرسال طائرات لإجلاء رعاياهم من شرم الشيخ والغردقة، بالإضافة إلى تعليق رحلاتهم لتلك المدن، ليصدر بعد ذلك قراراً بمنع رحلات مصر للطيران إلى موسكو.
طارق شلبى، رئيس اللجنة الاقتصادية بجمعية مستثمرى مرسى علم، قال إن أبرز الصعوبات التى تواجه السائح العربى عند قدومه لمصر، هى عدم وجود تسهيلات لتأشيرات الدخول لبعض الدول العربية، وبدأت وزارة السياحة مؤخراً الالتفات لتلك المشكلة، ووافقت وزارة الخارجية بالفعل على تسهيل الإجراءات لدول المغرب العربى.
وأضاف شلبى أن الشركات المصرية بالتعاون مع بعض الشركات العربية، يقومون بدراسة آلية تطبيق القرار.
ولفت إلى أن بعض رجال الأعمال قاموا مؤخراً بتنظيم قافلة سياحية إلى السعودية، وتحديداً الى مدينة جدة للتعرف على المشكلات التى تواجه السائح السعودى، وظهر أن أبرزها عدم وجود خط طيران مباشر يربط جدة والرياض، مع مرسى علم والأقصر وأسوان، مشيراً إلى أن القافلة فوجئت بعدم معرفة بعض السعوديين مكان مدينة شرم الشيخ !!
وتابع: عدم معرفة بعض السعوديين بشرم الشيخ، دليل على ضعف العملية التسويقية لمصر فى الدول العربية، منتقداً عدم تغيير فكرة المسئوليين عن السائح العربى الذى يأتى مع عائلته، ويحتاج إلى شقق فندقية، أو يأتى فى موسم الإجازات.
وأكد أن السائح العربى لا يشترط القدوم بعائلته، أو فى إجازات منتصف العام الدراسى، ولو تم وضع خطة قوية لجذبه فسيأتى فى إجازات «الويك إند».
وأضاف أن هناك إقبال كبير من الشباب العرب على زيارة مصر، والإقامة فى المنتجعات والفنادق.
ولفت إلى أن شركات السياحة فى جدة، طالبت القافلة بضرورة تدشين خط طيران يربط جدة والرياض، مع مرسى علم والأقصر وأسوان.
وأضاف أن هناك شركات طيران خاصة أعربت عن استعدادها للدخول فى هذا الخط، لكنها بحاجة إلى دعم الدولة، وطالب بوقف دعم الطيران الشارتر للأجانب، وتخصيص جزء منه للسياحة العربية لمدة 6 أشهر فقط.
وأكد أن السائح العربى من أكثر السائحين إنفاقاً، وبالتالى يمكنه انعاش السياحة المصرية، مشيراً إلى أن وزارتى السياحة والطيران، لا يرغبان فى المجازفة.
ولفت إلى أن أى قافلة سياحية، أو محاولة من وزارتى السياحة والطيران لجلب السائحين العرب، لن تنجح دون إستحداث أساليب تسويق جديدة، وإعادة دراسة الأسواق جيداً، فضلاً عن فتح خطوط طيران مباشرة بين الدول والمقاصد المصرية.
وقال سامى سليمان، رئيس جمعية مستثمرى نويبع طابا، إن هناك عبارة تعمل يومياً بين العقبة بالأردن وطابا ونويبع لنقل السياح الأردنيين، وطالب بوجود تسهيلات للسياح العرب.
وأضاف أن السياحة العربية، موسمية، وتعتمد على الإجازات، وبالتالى لا يمكن الإعتماد عليها بشكل كامل فى تنشيط السياحة، فضلاً عن أن السائح العربى يرغب فى حضور حفلات مشاهير العرب، وعدم تنظيمها بشكل دائم لن يجذبه الى مصر.
ولفت إلى أن عدم وجود تسهيلات دخول وخروج للوافدين للقيام برحلات سفارى يحول دون زيادة أعدادهم، فالسائح السعودى والأردنى من أكثر
الجنسيات العربية التى تدخل بسياراتها لصيد الصقور، والإستمتاع بالمقاصد المصرية.
وطالب بضرورة توفير أجهزة للكشف على السيارات بشكل سريع، بدلاً من الإنتظار لنحو ساعتين، وهو ما لا يحدث فى أى دولة بالعالم، وأكد أن السياحة العربية لن تنقذ السياحة المصرية، لكن زيادتها مع زيادة السياحة الأجنبية يساهم فى رفع أسعار الغرف وإنعاش الحركة.
وقال عماد مرقس، عضو غرفة المنشآت السياحية، ورئيس مجلس إدارة شركة ماك24 للاستثمار السياحى، إن حملات الترويج التى تسعى الوزارة لإطلاقها بالأسواق العربية، لن يكون لها فائدة كبرى، خاصة وأن السياحة العربية تواجهها العديد من العقبات.
وأضاف أن الأردنيين يواجهون صعوبات بسبب عدم وجود عبارات بين العقبة وشرم الشيخ مباشرة، بالإضافة إلى أن إجراءات التفتيش على المعابر صعبة جداً.
ولفت إلى أن قرب مدينة شرم الشيخ من الأردن، يسمح للأردنيين بالتواجد بها خلال العطلات الأسبوعية، ويمكن أن يساهم فى إنعاش الحركة السياحية بطابا وذهب وشرم الشيخ.
وأكد مرقس أن الموسم الدراسى يعوق استقطاب المزيد من السياحة العربية فى فصل الشتاء.
من جهته أكد علاء عاقل، رئيس شركة جاز للسياحة، أن السياحة العربية لن يكون لها مردود قوى كما هو متوقع خلال الموسم الشتوى، بسبب العام الدراسى، مشيراً إلى أن السائح العربى يمثل %2 فقط من إجمالى السياحة الوافدة لشرم الشيخ والغردقة.
ولفت إلى ضرورة وضع استراتيجية جديدة لدى الدولة لجذب السائحين من عدة أسواق مختلفة، وليس الإعتماد على السياحة الموسمية، أو الأسواق التقليدية، خاصة عندما يمر القطاع بأزمة.
وتوقع عدم إقبال السائحين العرب على المجئ لشرم الشيخ، نظراً لتقلص أعداد الوفود الأجنبية، فمواطنى دول الخليج لديهم طبيعة خاصة، وهى حب الإختلاط بالجنسيات المختلفة، والزحام وهو ما تفتقده شرم الشيخ حالياً.
وقال أحد مستثمرى شرم الشيخ «فضل عدم ذكر اسمه»، إن الترويج السياحى لمصر فى المنطقة العربية غير مجدى، رغم أن العرب من أكثر الجنسيات انفاقاً، مشيراً إلى أن دبى مقصد سياحى مفضل لديهم.
وشدد على ضرورة العمل على عودة السائحين الروس والبريطانيين إلى شرم الشيخ بأى طريقة، مطالباً بتكاتف جهود الدولة مع وزارة السياحة لتحقيق هذا الهدف.