■ مع التوسع فى إنتاج المكونات المبتكرة للتطبيقات
تسعى شركة «بورش» الألمانية للمركبات الفاخرة إلى تنفيذ مشروعات مشتركة مع عمالقة التكنولوجيا الصينية، مثل «تينسينت هولدينج» للإلكترونيات وعلى بابا للمبيعات الأونلاين ومحرك البحث «بايدو» للتوسع فى إنتاج المكونات المبتكرة لتطبيقات التعرف على الصوت والخدمات الملاحية الديجيتال والتكامل مع رسائل وى شات المنتشرة فى أنحاء الصين ولتعزيز مبيعات السيارات الكهربائية وذاتية القيادة فى أكبر سوق للسيارات فى العالم.
وأعلن أوليفر بلوم، الرئيس التنفيذى لشركة «بورش» فى مقابلة أثناء معرض شنغهاى الحالى عن أنه وقع اتفاقية مبدئية مع بعض شركات التكنولوجيا الصينية للتوسع والتعاون فى مجالات بحوث وتطوير مبتكرات الصناعات المغذية للسيارات ذاتية القيادة والكهربائية، مع جامعة «تونجى» فى الصين.
يأتى ذلك فى ظل تضاعف عدد شركات السيارات الكهربائية بحوالى %300 خلال العامين الماضين ليتجاوز 480 شركة حاليا مع اتجاه حكومة بكين إلى صناعة السيارات التى تستخدم الطاقة المتجددة لتنقية أجوائها التى انتشرت فيها العوادم الكربونية والضباب الدخانى بسبب صناعتها الكثيفة.
وتقود الصين ثورة السيارات الكهربائية على مستوى العالم مع ارتفاع طاقتها الإنتاجية إلى حوالى 3.9 مليون وحدة سنويا من شركاتها الناشئة ومنها NIO و WM موتور وإكيسبينج موتورز ويوكسيا مويورز وغيرها بينما من المتوقع أن تصل المبيعات العالمية منها حوالى 1.6 مليون وحدة مع نهاية العام الجارى.
وقالت وكالة بلومبرج إن صناعة السيارات الكهربائية على مستوى العالم بلغت قيمتها منذ عام 2011 حتى الآن أكثر من 18 مليار دولار غير أن مبيعاتها فى الصين أكبر سوق للسيارات فى العالم بلغ 900 ألف سيارة أو ما يعادل 4 % فقط من إجمالى مبيعاتها التى تجاوزت 23.7 مليون وحدة خلال العام الماضى.
فى المقابل؛ أعلنت رابطة سيارات الركوب الصينية «CPC» فى وقت سابق عن هبوط المبيعات بأكثر من %12 خلال مارس الماضى مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضى لتنزل إلى 1.78 مليون وحدة للشهر العاشر على التوالى، مع استمرار تباطؤ نمو الناتج المحلى الإجمالى فى ثانى أكبر اقتصاد فى العالم.
وذكرت وكالة رويترز أن مبيعات السيارات فى الصين ظلت حوالى ثلاثين سنة لا تعرف طريقا إلى الاتجاه لأعلى باستمرار غير أنها عندما بدأ يتباطأ مبيعاتها فجأة منذ منتصف العام الماضى، باتت لا تعرف أيضا سوى الهبوط المستمر فى مبيعاتها منذ يونيو الماضى لدرجة أن شركات تصنيع السيارات تطالب حكومة بكين بدعم إنتاجها لتعزيز المبيعات.
وتعرضت جميع أنواع السيارات ومنها موديلات «السيدان» والرياضية الفاخرة SUV و المينى فان والشاحنات الخفيفة متعددة الأغراض لانخفاض فى المبيعات خلال مارس الماضى مع استمرار تباطؤ نمو الاقتصاد الصينى واستمرار التوترات التجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وجاء فى تقرير رابطة سيارات الركوب الصينية «CPCA « إن ثقة المستهلكين فى الصين البالغ عددها 1.4 مليار نسمة يعتريها الضعف منذ العام الماضى عندما هدد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية مرتفعة تراوحت من %15 إلى %25 على الواردات الصينية ولاسيما السيارات.
وازداد ضعف ثقة المستهلكين فى الصين أيضا مع تطبيق حكومة بكين سياسات ضريبية تزيد من أعباء المنتجات التى يشتريها الناس هناك، رغم أنه لايوجد سوى 200 مليون سيارة خاصة وهذا يعنى أنه توجد سوق ضخمة لمزيد من النمو فى مبيعات السيارات كما بدأت الجمارك المرتفعة يظهر تأثيرها فى تقليص الطلب على المنتجات المستوردة والمحلية.
وأعلن العديد من المحللين فى المراكز البحثية العالمية، أن التقييم السلبى يهيمن على صناعة السيارات على مستوى العالم، بتأثير الجمارك المرتفعة مما يقلص جميع الصادارت خصوصا فى ظل التوترات التجارية التى تسبب فيها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب منذ العام الماضى لدرجة أن هناك آلاف السيارات المستوردة تنتظر الإفراج الجمركى فى ميناء نيوأرك بولاية نيوجيرسى الأمريكية، بسبب قيود التجارة التى وضعتها الحكومة على الواردات.
وقال كوى دونجشو الأمين العام لرابطة «CPCA» إن السيارات تمثل مجموعة المنتجات الاستهلاكية الوحيدة التى تراجعت مبيعاتها خلال الشهور الثلاثة الأولى من العام الحالى مع هبوطها بأكثر من %4 فى يناير و%18.5 فى فبرير و12 فى مارس.
ومع ذلك يرى كوى دونجشو إمكانية لزيادة مبيعات اتلسيارات خلال الشهر الجارى مع اتجاه حكومة بكين لتطبيق سياسة خفض الضرائب لدعم المبيعات على السيارات التى تعمل بالوقود الجديد لدرجة أنه يتوقع ارتفاع مبيعات السيارات التى تعمل بالبطاريات الكهربائية والهجين وخلايا الهيدروجين من 1.6 مليون وحدة العام الماضى إلى أكثر من 1.7 مليون وحدة مع نهاية العام الحالى.
ومن المتوقع أن تؤدى التوترات التجارية مع البيت الأبيض إلى هبوط واردات شركات السيارات العالمية، ومنها فورد موتور الأمريكية وتويوتا موتور اليابانية، وفولكس فاجن الألمانية واقتصار المستهلكين الصينيين على الشراء من شركات السيارات المحلية مثل «SAIC موتور كورب» أكبر شركة سيارات فى الصين وعدم وجود أى احتمال لنمو المبيعات فى أكبر سوق لمبيعات السيارات فى العالم.
وتشهد أيضا الأسواق الأوروبية والأمريكية تباطؤا فى المبيعات مع تزايد إقبال المستهلكين على خدمات سيارات الأجرة وسيارات المشاركة التى تعمل بتطبيقات الموبايلات، مما يجعل الناس لا يرون ضرورة لامتلاك سيارة ولا يرغبون فى شراء سيارات جديدة .
وأكد شين هونج، رئيس مجلس إدارة شركة «SAIC موتور» فى اجتماع داخلى الأسبوع الماضى أن كثافة الإقبال على خدمات سيارات الأجرة وسيارات المشاركة فى الستقبل يهدد شركات السيارات العالمية وأن العام الحالى يواجه تحديات هائلة بسبب ذلك.
ويسعى «هونج « إلى تسريع بحوث الابتكار والتطوير لإنتاج سيارات بجودة عالية لمواجهة هذه التحديات، ولاسيما أن إجمالى مبيعاتها هبطت %17 خلال أول شهرين من العام الجارى.
كما تخطط شركة فورد لطرح أكثر من 30 سيارة بتصميمات ومكونات تستهدف المستهلكين الصينيين خلال السنوات الثلاث المقبلة لدعم المبيعات بعد أن هوت مبيعات فرعها فى الصين بحوالى %54 العام الماضى.