قال طارق الملا، وزير البترول، إن الغاز هو «كلمة السر» في مستقبل دول شرق المتوسط، وقد يكون حافزًا للسلام والاستقرار، مؤكدًا أن الكميات الضخمة من الغاز المكتشفة بالمنطقة تفرض تعاون الدول لتتمكن من تصديره.
وأضاف وزير البترول، في حوار له مع مجلة «الاقتصاد والأعمال»، : “بدون تعاون لإقامة شبكة من خطوط الأنابيب تربط حقول مختلف دول المنطقة، سيكون هناك مخاطر جدية تهدد استغلال هذه الثروة وتفويت فرصة غير مسبوقة لتحقيق النمو والازدهار”.
وأكد الملا: “نحن لا نتكلم في السياسة وإنما في الاقتصاد والتنمية ومصالح شعوبنا”.
الملا: القطاع الخاص يستطيع تجاوز إشكالية الصراعات بالشرق الأوسط
ولفت إلى إمكانية الاعتماد على القطاع الخاص لتجاوز إشكالية الصراعات والنزاعات بين دول المنطقة، مضيفًا أن الدول والحكومات يمكنها توفير الدعم والمساندة للاتفاقيات التجارية للغاز التي تتم بين شركات القطاع الخاص.
مصر تتخذ زمام مبادرة إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط
وأشار الملا إلى أن مصر أخذت زمام المبادرة لإنشاء منتدى غاز شرق المتوسط ويضم سبع دول، مؤكدًا أن الباب مفتوح لانضمام دول أخرى.
وقال إن المنتدى سيساهم في تحقيق هدف تحويل مصر إلى مركز إقليمي للغاز والطاقة، مستندة إلى ما تمتلكه من بنية تحتية وإطار تشريعي وتنظيمي وموقع جيوسياسي.
وأرجع الملا إصراره على التعاون إلى أسباب موضوعية وحقائق، أهمها: أولاً أن إنتاج كل دولة أكبر من القدرة الاستيعابية لسوقها، ولكنه ليس كبيراً إلى حد يبرر إنشاء مصنع للتسييل أو خط أنابيب خاص بها لتصدير فائض الإنتاج.
الشركات العالمية تمتلك إمكانيات اكتشاف واستخراج وتسويق الغاز
وثانياً أن الشركات العالمية الكبرى التي تمتلك الإمكانيات المالية والتقنية لاكتشاف واستخراج وتسويق الغاز، لن تقدم على الاستثمار في دول المنطقة ما لم تكن متأكدة من إمكانية تصدير جزء كبير من الإنتاج، بما يكفل استرداد التكاليف وتحقيق الأرباح العادلة لها وللدولة المنتجة.
وتابع: الاستنتاج البديهي للخروج من هذه الإشكالية، هو التعاون بهدف إقامة شبكة من خطوط الأنابيب تربط الحقول ببعضها أولاً، وثانياً دراسة الخيار الأجدى للتصدير بين محطات التسييل أو خط أنابيب”.
وأضاف أنه نظرًا لارتفاع تكلفة خط الأنابيب الذي تجري دراسته لربط شرق المتوسط بأوروبا وعدم وجود كميات ضخمة قابلة للتصدير (حتى الآن)، فإن الخيار الأجدى هو استخدام محطتي التسييل القائمتين في مصر.
ولفت إلى أن التعاون قضيته ولكن ليس كوزير للبترول في مصر وحسب بل كمواطن مصري وعربي.
وشدد على ضرورة اعتباره قضية وطنية ومصيرية في مصر كما في بقية دول المنطقة، ولذلك فإنه يحظى بدعم كامل من الدولة المصرية ومن الرئيس عبد الفتاح السيسي.
تعاون الدول يحظئ بدعم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة
وأضاف أن التعاون يحظى بدعم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وغيرها من الدول الكبرى، إضافة إلى تأييد المؤسسات الدولية المعنية التي أبدت استعدادها للمساهمة في توفير الدعم التمويلي والفني لمشاريع التعاون.
واستشهد طارق الملا على صوابية وأهمية خيار التعاون، بالإشارة إلى الإقبال الكبير على المشاركة في دورات التراخيص الجديدة من قبل شركات لم تكن مهتمة سابقاً ومن بينها “إكسون موبيل” وغيرها من الشركات الأميركية والعالمية.
وعزز ذلك إلى تأكدها من أن مشاريع التعاون بين دول المنطقة وضعت على سكة التنفيذ ولن تتوقف.