ذكرت وكالة رويترز أن المغنية الأفغانية زهرة إلهام فازت بمسابقة “نجوم أفغانستان” الغنائية في كابول الأسبوع الماضى فى حدث نادر.
وكانت حركة طالبان منعت النساء من عزف الموسيقى أو الظهور بدون نقاب عندما سيطرت على أفغانستان من 1996 إلى 2001.
وأصبحت زهرة إلهام (18 عاما) الشهر الماضي، أول امرأة تفوز بمسابقة ”نجوم أفغانستان“ الغنائية منذ 24 عاما.
وبدأت قناة تلفزيون تولو المحلي في عرض النسخة الأفغانية لبرنامج أمريكان أيدول الشهير لأول مرة منذ الإطاحة بطالبان.
وقالت زهرة ”أخيرا صوتوا لامرأة وفي هذا اليوم أحسست بالعدالة.. لقد سمحوا لفتاة بالمضي قدما.
ومع ذلك تقول زهرة إن البعض لم يحتفل بنجاحها برغم تبدل الأحوال واختفاء سيطرة حركة طالبان المتشددة.
وتتذكر زهرة ليلة مخيفة سارت فيها كيلومترين من الاستوديو التلفزيوني إلى منزلها في ينايرالماضى، عندما بدأت شهرتها تتزايد.
تضيف زهرة المنتمية لأقلية الهزارة التي عانت من التمييز طويلا في أفغانستان ”كان الجميع يسخرون مني في الطريق.
وكانت هناك تعليقات حول الأصل العرقي لأنه في قبيلتنا لا يحبذ أن تكون الفتاة مغنية ولذلك زاد الآن خوفي“.
غناء فى الشوارع
وقررت أيضا ثريا حسيني أن تغني في أول حفل تحييه امرأة في شوارع كابول فيما تعيه ذاكرة الأفغان الحديثة.
وكانت ثريا (20 عاما)، التي فرت عائلتها من الحرب الأهلية إلى إيران خلال التسعينيات، تخشى على سلامتها.
ولكن حوالى 50 شخصا شاهدوا الحفل الذي لم يعلن عنه والذي أحيته فرقة ثريا التي تعرف باسم (أزادي).
وأقامت ثريا الحفل الغنائى في حي كارته تشار بالعاصمة كابول في مارس الماضى، وغنى المشاهدون وصفقوا مع الموسيقى.
وكان بعض الأصدقاء يعارض هذا الحفل، ولكن ثريا لم تستسلم خوفا من التفجيرات الانتحارية والانفجارات والخطف وغير ذلك.
وكان الحفل حدث غير معتاد سواء من حيث أنه نظم في الشارع أو من حيث رد الفعل الإيجابي.
وكان هذا الحفل مفاجأة فى بلد يتعامل مع النساء وأمور الترفيه بنظرة محافظة جدا ويحظر عليهن الغناء والظهور بدون حجاب.
فيديو طالبان لجلد امرأة
وظهر تسجيل فيديو هذا الأسبوع وانتشر على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي لرجال يجلدون امرأة في تناقض صارخ.
وتردد أن جلد المرأة عقاب من أعضاء طالبان المتشددين على غناء النساء علنا.
ولكن لم يتضح متى تم تصوير الفيديو لكنه أثار انتقادات شديدة على الإنترنت لطالبان.
ولم تتمكن وكالة رويترز من التحقق من صحة التسجيل.
وقال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان، إنه لا يمكنه تأكيد أن الفيديو يصور أعضاءها وأنه يجري التحقيق في الواقعة.
وتناولت محادثات السلام المكثفة بين الولايات المتحدة وطالبان مكانة المرأة في المجتمع الأفغاني.
ويقول كثيرون إنهم يخشون أن تتلاشى الحريات التي تم اكتسابها في السنوات القليلة الماضية في ظل أي تسوية مع الإسلاميين.
حركة نسائية
وحظيت الصحفية التلفزيونية فرح ناز فوروتان (26 عاما) بدعم كبير، حينما أطلقت الشهر الماضي حركة نسائية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وظهرت الحركة النسائية بوسم ”خطي الأحمر“ لتشجيع النساء والرجال على الإعلان عن الحقوق التي لن يتنازلوا عنها.
وأطلقت فرح ناز الحركة بالإعلان عن أن قلمها الذي يرمز لمهنتها هو خطها الأحمر.
وظهرت صناعة إعلام قوية في أفغانستان تعمل فيها العديد من الصحفيات منذ الإطاحة بحكومة طالبان في 2001.
وتمتع بمشاهدة فيديو فرح ناز حوالى 12 ألف مرة تقريبا على مواقع فيسبوك.
وتعتزم فرح ناز زيارة جميع الأقاليم الأفغانية وعددها 34 لتوسيع حملتها ونشرها فى أنحاء أفغانستان .
فيديوهات على الموبايلات
وسجل أنصار الحملة فيديوهات قصيرة بالهواتف الذكية يعلنون فيها عن خطوطهم الحمراء.
وكانت من بين أنصار الحملة محامية تتحدث عن عملها في الدفاع عن حقوق النساء.
وتقول فرح ناز ”نؤكد على أننا لن نعود للوراء“ مشيرة إلى عهد طالبان.
و تعتزم ثريا، التي لا تزال تعيش في إيران، الغناء في حفلين آخرين في شوارع أفغانستان بإقليم باميان وفي كابول.
وتقول ثريا ”أتوقع مستقبلا جيدا في أفغانستان وأتمنى أن تصبح حفلات الشوارع أكثر شيوعا هنا“.