اكتشفت منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية «OECD» من خلال مسحٍ أجرته فى 21 دولة غنية، أن غالبية السكان فيها يريدون فرض ضرائب أكثر على الأثرياء لتوفير الدعم اللازم للفقراء وتعزيز الرفاهية لجميع أفراد الشعب.
وجاء فى تقرير «OECD»، الذى نشرته منتصف هذا الأسبوع، أن أكثر من %50 من الذين أجرى المسح عليهم بهذه الدول، يفضلون فرض المزيد من الضرائب على الأغنياء عندما أجابوا على سؤال: هل يجب على الحكومات فرض ضرائب على الأغنياء أعلى من الموجودة حاليًّا من أجل مساندة الفقراء؟
وذكرت وكالة رويترز أن منظمة OECD لم تحدد فى تقريرها أى تعريف للأغنياء رغم أن فكرة فرض ضرائب أعلى على الأثرياء ظهرت كحافز سياسى فى العديد من الدول المتقدمة الغنية، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية التى طالب فيها الديمقراطيون برفع هذه الضرائب، وأيضًا احتجاجات السترات الصفراء فى فرنسا تنادى بأن يتحمل الأثرياء أعباء ضريبية أكثر.
وتعالت أصوات المطالبات بفرض ضرائب أعلى على الأغنياء فى دول أخرى مثل البرتغال واليونان، والتى تعانى منذ سنوات أزمة اقتصادية، لدرجة أن %80 من عينة المسح بهاتين الدولتين تطالب بهذه الزيادة.
كما أعرب حوالى %60 من الـ22 ألف شخص الذين أجابوا على المسح الذى أجرته منظمة OECD التى تتخذ من باريس مقرًّا لها، عن سخطهم الشديد على سياسات الحكومات بخصوص الضمان الاجتماعى، وأكدوا تفاقم المخاطر الاقتصادية والاجتماعية على الطبقات المهمَّشة التى لا تكفيها ما تحصل عليه من هذه السياسات.
وأوضح تقرير المنظمة أن %20 من الممسوحين قالوا إنهم يحصلون بسهولة على إعانات الضمان الاجتماعى عندما يحتاجون إليها، بينما أكد %56 منهم أنه من العسير الحصول على هذه الإعانات، غير أن معظم مَن شملهم المسح أعربوا عن مخاوفهم لعدم إمكانية الحصول على رعاية صحية وسكنية رخيصة ذات جودة مرتفعة على الأجل الطويل، ولا سيما كبار السن.
وأكد معظم الممسوحين كذلك أنهم لا يحصلون على حصة عادلة من الحكومات مقابل الضرائب التى دفعوها، وقال أغلبهم أيضا فى الدول التى أجرى فيها المسح ما عدا كندا والدنمارك والنرويج وهولندا أنهم يعتقدون أن حكومات بلادهم لا تعبأ بتلك المطالب ولا تعطى آذانًا صاغية لما يريدونه.
وتنتشر هذه المشاعر بين معظم الطبقات الاجتماعية ولا تقتصر على الطبقات شديدة الفقر، كما جاء فى تحليل منظمة OECD لنتائج المسح الذى قامت به، الذى توصلت منه أيضًا إلى انتشار الإحساس القوى بالظلم الواضح بين خريجى الجامعات وحتى أصحاب الدخول المرتفعة.
ويريد غالبية الممسوحين من حكوماتهم- مع تزايد الشعور بالسخط والظلم- أن تبذل المزيد من الجهود، ومنها رفع قيمة المعاشات، وتوفير الأمان الاقتصادى لهم، باستثناء فرنسا والدنمارك اللتين تتمتعان بأكثر نظم الضمان الاجتماعى كرمًا وسخاء فى العالم.
واحتلّت الرعاية الصحية المركز الثانى بنسبة %48 بعد المعاشات فى مطالبات الممسوحين لحكومات بلادهم، بينما طالب %37 منهم بالحصول على إعانات مالية كافية لاحتياجاتهم الأساسية، لكن يتبقى أن يتم تنفيذ هذه المطالب على المستوى القومى لكل دولة على حدة.