أكد عدد من كبار الأخصائيين النفسيين، أن إنشاء نقابة للأخصائيين النفسيين ضرورة ملحة لتنظيم ممارسة المهنة والنهوض بمستواها وبأعضائها بمختلف المجالات، وتنشيط البحوث النفسية وتطبيقاتها، مشددين علي أن تقدم الدكتورة هبة هجرس عضو مجلس النواب بمشروع قانون انشاء نقابة للأخصائيين النفسيين جاء استجابة لطلب أكبر خمس جمعيات ممثلة لجموع الأخصائيين النفسيين في مصر وهي رابطة الأخصائيين النفسيين، والجمعية المصرية للتحليل النفسي، والجمعية المصرية للدراسات النفسية، ونقابة المهن النفسية التخصصية، وجمعية المعالجين النفسيين .
وأشاروا إلى أنه مطلب 100 ألف أخصائي نفسي، يخدمون في جميع المجالات ومنها المستشفيات العامة والخاصة والعيادات النفسية، ووزارات الثقافة والصناعة والتضامن الاجتماعي، والمدارس، ومحاكم الأسرة، ومصانع الحديد والصلب، وهيئة الرقابة الإدارية، ومعاهد أكاديمية الفنون، ومحكمة الأسرة، وجمعيات ومنظمات الأشخاص ذوى الإعاقة، والقوات المسلحة، والإذاعة والتليفزيون.
ولفت كبار الأخصائيين النفسيين الى أن انشاء نقابة للأخصائيين النفسيين من شأنه الإسهام في دراسة المشكلات النفسية في المجتمع. وترسيخ تفهمه لدور الاخصائي النفسي الذي بات متشعبا في جميع مناحي الحياة.
من جانبه ،أكد د. حسين عبد القادر رئيس اللجنة الاستشارية لمشروع نقابة المهن النفسية (ورئيس جمعية التحليل النفسي)، اننا نكن للدكتور مجدى مرشد كل التقدير والاعتزاز لتاريخه العلمى وجهوده السياسية واننا في هذا الاطار من المهم ان نوضح أن هناك قسما لعلم النفس منذ 1950، والآن يوجد قسم لهذا التخصص في كافة الجامعات المصرية.
جاء ذلك ردا على ما اثاره النائب مجدى مرشد عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، من أنه يفضل إنشاء جمعية للأخصائيين النفسيين، ويتخوف من إنشاء نقابة للأخصائيين النفسيين حتي لا يؤدي ذلك إلي التطرق لا نشاء نقابات أخري كعمل نقابة لأخصائيي العيون ثم العظام وهكذا، وهو ما يراه أمرا صعبا.
ولفت إلى أن الأخصائيين النفسيين اليوم يزيد عددهم على مئات الآلاف،حتى أن هناك عددا من الدول العربية قد سبقتنا في إنشاء نقابة للأخصائيين النفسيين” وأن الطبيب له نقابة، والممرض له نقابة والأخصائي الإجتماعي له نقابة، وهم من أعضاء الفريق الذي يشارك الطبيب في علاج حالات المرض العقلي (الذهان)، أما الأخصائي النفسي الذي لا بديل عن دوره في هذا الفريق العلاجي فليس له نقابة!!
ويرى الدكتور أيمن عامر (مقرر اللجنة الاستشارية لمشروع نقابة المهن النفسية، ورئيس مجلس إدارة رابطة الأخصائيين النفسيين) أن رفض انشاء نقابة للأخصائيين النفسيين تعبير عن الصورة النمطية السائدة لدى التخصصات العلمية الأخرى، والتى تنظر إلى علم النفس باعتباره جزءاً من تخصصات علمية أخرى كالفلسفة والاجتماع، وأحيانا الطب.
ونوه إلي أن من يرفض إنشاء نقابة للاخصائيين النفسين متناسون أن علم النفس قد نال استقلاليته علميًا ومهنيا منذ 1879، وأصبح علماً مستقلاً بذاته له أدواته ومناهجه، ونال استقلاليته أكاديميًا في مصر منذ خمسينيات القرن الماضي.
فيما ،أوضح د. سمير عبد الفتاح وكيل نقابة المهن الاجتماعية انه حان الوقت للتمييز بين تخصص علم النفس وتخصص علم الاجتماع، وبين الدور المهني للأخصائي النفسي والدور المهني للأخصائي الاجتماعي، أن التعامل مع التخصصين على انهما تخصص واحد أساء للتخصصين معا، وأربك الممارسات المهنية للفريق العلاجي في المجال الإكلينيكي، والممارسات التربوية في المجال التعليمي. وقال اننا تأخرنا كثيرا عن مواكبة التقدم العلمي في التمييز بين التخصصات، وأن انفصال الأخصائي النفسي عن الأخصائي الاجتماعي أصبح ضرورة على مستوى العمل النقابي والعلمي والمهني.
من ناحيته،أكد د. أحمد خيري حافظ عضو اللجنة الاستشارية العليا لمشروع نقابة المهن النفسية، أن المهن النفسية تخصص مستقل بذاته لا يقع ضمن أية تخصصات أخرى، وإنما يتعاون معها مستقلاً، كما هو حاصل في معظم الدول وأن وجود نقابة للمهن النفسية ضرورة يفرضها التقدم العلمي والحاجة المتزايدة للخدمات النفسية في ظل ما يواجهه الوطن من تحديات ومخاطر.