قالت إيفا كونستنتراس، صحفية بيانات في “إنترنيوز”، والتي عملت على بناء العديد من فرق صحافة البيانات في أكثر من دولة حول العالم: إن على أعضاء فريق البيانات يجب ألا يعملوا في معزل عن بقية زملائهم، وأن يحاولوا دائمًا إيجاد حلفاء لهم داخل غرفة الأخبار، مؤكدة أن على صحفيي البيانات أن يزيلوا المفهوم الخاطئ عند بعض الزملاء أن صحافة البيانات قد تمثل خطرًا عليهم وعلى طبيعة عملهم التقليدية.
جاء ذلك خلال الجلسة الأولى لمؤتمر صحفيي البيانات العرب، والمنعقد في الجامعة البريطانية، اليوم السبت؛ حيث تناولت الجلسة كيفية بناء فريق صحافة بيانات داخل غرف الأخبار، يمتلك القدرة على مواكبة التطور التكنولوجي لهذا المجال.
فرق صحافة البيانات
واستعرضت “كونستنتراس”، تجربتها في بناء فرق صحافة بيانات في أكثر من دولة في أفريقيا وآسيا، من بينها كينيا التي ضم الفريق فيها صحفيين ومبرمجا ومصمم جرافيك، مشيرة إلى أنه في البلدان التي تعاني نقص البيانات الموثوق في صحتها، فمن المهم أن يعمل الصحفيون على بناء قواعد البيانات بأنفسهم، وهذا ما واجهته أثناء بناء فريق لصحافة البيانات في أفغانستان، والذي تكون من صحفيين اثنين ومبرمج، كان من بينها بناء قاعدة بيانات للهجمات الإرهابية التي وقعت في البلاد.
وفي نيجيريا، عرضت “كونستنتراس” تجربة بناء فريق لصحافة البيانات لشبكة بي بي سي، مكون من صحفيين ومبرمج ومصمم جرافيك، إضافة لمحررين للسوشيال ميديا، وذلك بالتزامن مع الانتخابات النيجيرية، حيث قام الفريق بعمل استبيان لحصر المشاكل التي يعاني منها المواطنون، ورؤيتهم لكل مرشح، وفي المقابل ما يعرضه كل مرشح لحل مشاكل البلاد.
ونصحت كونستنتراس بالاعتماد على قواعد البيانات الخاصة بالصحفيين، وأن يحرصوا دائمًا على أن تقدم قصصهم الصحفية معلومات تهم المواطن في المقام الأول، مؤكدة أن الاستدامة تمثل التحدي الأكبر الذي يواجه فرق صحافة البيانات.
صحافة البيانات وكشف قضايا الفساد
وقال أندرو ليرين، أحد كبار المحررين في فريق تحقيقات “إن بي سي نيوز”، إن الفريق مكون من 40 صحفيًا، منهم 10 لديهم مهارات التعامل مع البيانات، إضافة لتعاملهم في بعض القصص مع محررين من خارج المؤسسة، مؤكدًا أن مهارة البيانات أصبحت مهمة للغاية في الولايات المتحدة.
واستعرض “ليرين” بعض القصص الصحفية القائمة على البيانات التي عمل عليها فريق التحقيقات بشبكة إن بي سي نيوز، منها قضية أوراق بنما، وقضايا متعلقة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتتبع الأموال، مؤكدًا أن الفريق يهتم دائمًا بالقصة في المقام الأول.
وتحدث “ليرين” عن تحقيق قامت به شبكة إن بي سي، وكشف حصول زوجة الرئيس الأميريكي ميلانيا ترامب على حوالي مليون دولار جراء بيع صورها لإحدى وكالات الصور العالمية، حيث اشترطت على الوكالة عدم توزيع الصور إلا عند تداولها في أخبار إيجابية عن ترامب وأسرته.
صحافة البيانات في الاقتصاد
وقالت داليا عشماوي، مديرة مكتب CNBC بالقاهرة سابقًا، إن الصحافة الاقتصادية شهدت مؤخرًا إتاحة كبيرة للأرقام والبيانات بعكس الوقت السابق، ولكن دور الصحفي يجب ألا يقتصر على عرض الأرقام وحسب، وإنما تحليل وعرض هذه الأرقام بطريقة سهلة وجذابة للقارئ، وعقد المقارنات بطريقة مناسبة.
وأكدت “عشماوي” أن الصحفي يجب أن يجد بنفسه الوسائل والأدوات المتاحة لبناء قصص صحفية قائمة على البيانات، وتحويلها للشكل البصري المناسب لها، وألا يعتمد فقط على ما توفره مؤسسته الإعلامية.