مهمة الحفاظ على الأسطورة لن تكون بالسهولة للفرنسي، زيدان يستعد لخوض تحديات كثيرة خلال الفترة المقبلة، بعد توليه زمام الأمور من جديد في ريال مدريد في ولايته الثانية.
ريال مدريد أعلن رسميًا إقالة مدربه الأرجنتيني سانتياجو سولاري، وإعادة الفرنسي زيدان بعد أقل من 10 أشهر على رحيله وتحديدًا في 31 مايو 2018 بعد ثلاثة مواسم ناجحة مع الجلاكتيكوس.
وأفاد بيان ريال مدريد أن عقد زيدان مع الملكي سيمتد حتى 2022، على أن يتم تقديمه مساء اليوم الأثنين لجماهير البرنابيو.
284 يومًا بالتمام والكمال هي المدة التي رحل فيها زيدان عن الفريق وعاد مرة أخرى؛ من أجل استعادة الأمجاد مع فريق العاصمة بإسبانيا، بعد سلسلة من التخبطات منذ رحيله في مايو الماضي رفقة البرتغالي كريستيانو رونالدو، ثم تولي لوبتيجي المسؤولية وفقدان النقاط نقطة تلو الأخرى.
حاول بيريز إصلاح الأوضاع بتعيين سولاري خلفًا للوبتيجي إلا أن الأمور ازدادت سوءًا وتعرض ريال مدريد للخسارة في الكلاسيكو خلال الثلاث مباريات التي جمعته بنظيره برشلونة، قبل الخروج الكارثي على يد أياكس في حديقة البرنابيو.
زيدان عاد من أجل ترتيب الأوراق، استعادة الهيبة، السيطرة على أوروبا وفرض حالة طوارئ عاجلة قبل نهاية الموسم؛ استعدادًا لميركاتو صيفي مرتقب ناري.
ولكن ماذا ينتظر على وجه التحديد زيدان قبل انطلاق الموسم الجديد في أغسطس المقبل؟
السيطرة على غرفة الملابس
لا شك أن غرفة ملابس ريال مدريد تمر بأيام ليست جيدة على الإطلاق على مستوى الانضباط، ولعل الأزمات التي اشتعلت مؤخرًا في غرفة الملابس على إثر خروج الفريق من الشامبيونزليج بين راموس وبيريز، ثم تكرار الأمر بين الأول ومارسيلو في التدريبات، أدى إلى تخوفات الجماهير من الأوضاع داخل النادي، الأمر الذي ينذر بخطر قريب إن لم يتداركه مدرب له القدرة على فرض سيطرته في مثل هذه الظروف.
زيدان بنفسه قادر على تهيئة الأوضاع لأن تتقدم بشكل أفضل نحو الأمام، السيطرة على راموس ليست بالمهمة المستحيلة؛ خاصًة في ظل العلاقات الجيدة التي تجمعه بالمدافع الإسباني، أيضًا بكافة اللاعبين، وهذه هي المهمة الأولى بالنسبة لزيزو.
تحديد أسماء الراحلين والمنضمين للفريق
تعويض كريستيانو رونالدو، هي الأزمة الآزلية التي تواجه ريال مدريد منذ أن أعلن يوفنتوس توقيعه مع أفضل لاعب في العالم لمدة 5 مرات سابقة، الأمر الذي أفقد ثلثي القوة الهجومية التي كان يتمتع بها الفريق الملكي هذا الموسم.
بنزيما وجاريث بيل إلى جانب البرازيلي الشاب فينيسيوس لم ينجحوا في فرض الشخصية التي تؤهلهم لتعويض لاعب بحجم البرتغالي رونالدو، ولعل عودة زيدان تكون الشرارة الأولى لميركاتو صيفي ناري للملكي؛ من أجل التوقيع مع أسماء قادرة على فرض سيطرتها على الفريق لأن تكون النجم الأول بداخله؛ في محاولة لتعويض كريستيانو رونالدو.
زيدان عليه تحديد أسماء القادمين في الصيف المقبل، لا سيما البلجيكي إدين هازارد، الذي يعد هو أول صفقات الفريق بدون شك، مع عودة الفرنسي للقيادة الفنية، ورغبة البلجيكي في ارتداء قميص الجلاكتيكوس في ولاية زيدان.
الأمر ليس فقط في التوقيع مع لاعبين بحجم هازارد، بل زيدان عليه تحديد سريعًا أسماء الراحلين عن الفريق؛ من أجل السيطرة على الأوضاع، ولعل الويلزي جاريث بيل أقرب المستبعدين عن قائمة الفريق الفترة المقبلة، الأمر الذي ينذر برحيله قريبًا عن أسوار الملكي، في ظل سوء مستواه المتكرر منذ وقبل رحيل رونالدو.
الاستعداد النفسي للموسم الجديد
مع رحيل زيدان في مايو الماضي تغيرت العديد من الأشياء، مارسيلو لم يعد اللاعب رقم 1 في الجبهة اليسرى للفريق، كروس يعاني من هبوط مستمر في مستواه، مودريتش هو الأخر يتساقط بدنيًا مباراة تلو الأخرى، ولعل زيدان قادر على تهيئة الأجواء النفسية لهؤلاء اللاعبين، الذين يمثلوا الركيزة الأساسية لكتيبة الفرنسي الثلاث أعوام الماضية، والذي ينوي بكل تأكيد الاعتماد عليهم الموسم المقبل مع إضافة بعض التعديلات على الواجبات الخاصة بكل لاعب إلى جانب الصفقات الجديدة التي ستنضم إلى الفريق مع موسم الانتقالات الصيفية.