تدرس الولايات المتحدة برنامجا لإنعاش اقتصاد فنزويلا في إطار خططها لمرحلة ما بعد نظام الرئيس الحالي نيكولاس مادورو، وسعيا لتثبيت أركان حكم زعيم المعارضة والرئيس المنتظر خوان جوايدو، لكن الخطة الأمريكية تعتمد بشكل كبير على صندوق النقد الدولي ومؤسسات تمويل دولية أخرى.
وتتوقع الولايات المتحدة أن تدخل فنزويلا في حالة من الفوضى حال سقوط مادورو، وتسعى لضخ تمويلات عاجلة لمحاصرة الأزمات ومنع تفاقمها، ومساندة جوايدو في الأشهر الأولى من حكمه.
وبحسب صحيفة فاينانشيال تايمز، فإن تدخل صندوق النقد الدولي ببرنامج تمويل في فنزويلا التي تعاني وضعا معقدا، يختبر مدى تمسك الصندوق بقواعده الصارمة التي يفرضها قبل تقديم المساعدة.
علامة استفهام حال التدخل في فنزويلا
وقال روبرت رينهاك ، المسؤول السابق في صندوق النقد الدولي ومسؤول ملف فنزويلا في شركة “إنترناشونال كابيتال ستراتيجيسيز” الاستشارية الأمريكية: “سيتعين على المساهمين في الصندوق اتخاذ قرارا حول ما إذا كانوا سيقدمون قدراً كبيراً من التمويل في وضع فوضوي للغاية يحيط به الكثير من عدم اليقين”.
وتابع: “قد يتطلب ذلك الكثير من المرونة لدى تطبيق القواعد الحالية.. إذا كانوا مستعدين للقيام بذلك ، فهو أمر رائع ، ولكنه أيضا سيمثل علامة استفهام”.
ولا يملك صندوق النقد الدولي معلومات دقيقة عن اقتصاد فنزويلا تتيح له تقديم قروض عاجلة، إذ أن آخر دراسة أجراها عن البلاد مر عليها 15 عاما، ولا يوجد لدى الصندوق أي موظفين يعملون في كاراكاس حاليا لدراسة احتياجاته التمويلية المحتملة.
الوضع المعقد وغير الواضح في فنزويلا، أكده ديفيد ليبتون، النائب الأول للمدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي، قائلا إن فنزويلا في حالة “بالغة التعقيد” وتابع :”هي واحدة من أعقد الحالات التي شهدناها على الإطلاق”، موضحا أن كاركاس تعاني أزمة الغذاء وتضخم رهيب وسعر الصرف غير مستقر وضعف في رأس المال البشري والقدرة الإنتاجية، فضلا عن ديون شديدة التعقيد.
وستحتاج إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى دعم الصندوق في فنزويلا نظرا لأن أي مبالغ ضخمة تخصصها الحكومة الأمريكية لفنزويلا ستتطلب أولا موافقة الكونجرس.
وتقدر احتياجات كاراكاس حاليا بنحو 100 مليار دولار يجب ضخها في حدود 3 سنوات فقط، وفقا لتقديرات ريكاردو هاوزمان الاقتصادي الفنزويلي الذي يتقلد منصب رئيس مركز هارفارد للتنمية الدولية.
يشار إلى أن اقتصاد فنزويلا انكمش إلى النصف في غضون 5 سنوات، ومؤخرا خسرت نحو نصف إيراداتها من النفط بسبب العقوبات الأمريكية التي تحاصرها.
وتعترف عدة دول في أوروبا وأمريكا الجنوبية والشمالية بجوايدو رئيسا مؤقتا لفنزويلا.