بمجرد رؤية بدلة الرقص الشرقي المنتشرة بشكل لافت في أرجاء حي الحسين وخان الخليلي، تعود الي الذهن صورة الفنانة تحية كاريوكا والراقصة سامية جمال اللتان تمثلان رموز الرقص الشرقي في مصر، واللتان كانتا ترتديان بدل رقص غاية في الجمال والروعة سواء كانت مكونة من قطعتين، او 3 او 4 قطع حيث كانت تعكس حالة من الانوثة الطاغية، وهو ما يبرر اقبال الكثير من السيدات والفتيات علي اقتناء بدلة مماثلة كموضة متبعة حاليا، باعتبارها إحدي اللوازم الأساسية في جهاز العروسة، أو لتقف بها امام المرآة، أو لترقص بها امام زوجها، فهي لم تعد تقتصر علي الراقصات فقط كما في السابق، بل أصبحت عنصر جذب للسائحات العرب والأجانب باعتبار أن بدل الرقص الشرقي من التراث والفلكلور المصري كالتماثيل الفرعونية وورق البردي.
 |
وتتنوع الأشكال والخامات التي غالبا ما تكون من قماش الشيفون أو الليكرا أو الكريب، فهناك البدلة المكونة من قطعتين »حمالة صدر وجيب قصيرة« وهناك3 و4 قطع التي تتكون من »طرحة، حمالة صدر، جيب وحزام منفصل عن الجيب لسهولة التحكم في المقاسات«.
وتعتبر بدلة الرقص المصنوعة من الليكرا الافضل والاكثر رواجا، نظرا لتوافرها بمقاسات مختلفة مما يجعلها تتفوق علي غيرها من الانواع الاخري من حيث ارتفاع مستوي الجودة والسعر، ويأتي قماش الكريب في المرتبة الثانية ثم الشيفون الذي يعد في المرتبة الاخيرة من حيث الجودة والاقبال.
وتتراوح أسعار بدل الرقص بين 30 جنيهاً و250 جنيها، وفي بعض الأحيان يتعدي سعرها 1400 جنيه مصري.
وأوضح »خالد احمد« صاحب احد المحال المتخصصة في بيع بدل الرقص الشرقي بمنطقة خان الخليلي، أن اختلاف اسعار البدل يتم وفقا لأختلاف الموديل ونوع القماش المستخدم وكمية الشغل والتطريزات اليدوية.
وتختلف أنواع البدل والجلاليب ومسمياتها فهناك البلدي والأسوانية والفرعونية والغجرية والتي ظهرت بها الفنانة هند رستم في فيلم باب الحديد، وهناك الجلابية الخليجي التي تتسم بأنها واسعة وفضفاضة، والصعيدي.
وهناك بدلة هيفاء وهبي، ودينا، وهند رستم، وجلابية نانسي عجرم، وفيفي عبده كلها اسماء فنانين ومشاهير تطلق علي بدل الرقص المختلفة لزيادة ترويجها، فبدلة »هيفاء وهبي« المكونة من 4 قطع ومزودة »ببندانة رأس« والتي تتوفر بألوان متعددة، بالأضافة الي جلابية نانسي عجرم، وجلابية فيفي عبده اللتين تمثلان اكبر نسبة مبيعات حيث تشكلان قطعة اساسية في جهاز العروس.
أما بدلة الراقصة دينا فهي رائجة للغاية وتتميز بكونها مكونة من قطعتين حمالة صدر وجيب قصيرة جدا مصنوع من قماش الليكرا.
ويعتبر اللون الأحمر والتركواز والأسود وكذلك الكحلي من أكثر ألوان البدل انتشاراً وإقبالا، بالرغم من توافر البدل بألوان متنوعة ومختلفة كالاخضر والاصفر والبرتقالي والابيض وغيرها من الالوان المختلفة.
ويلاحظ ايضا الاهتمام بصناعة بدل الرقص الشرقي للأطفال، والتي تتوافر بسعر يتراوح بين 25 و50 جنيهاً وتحظي بإقبال كبير يصل الي %60 عن بدل الفتيات لما تدخله من سعادة علي الطفل في المناسبات المختلفة وهو ما اكده »محمود عزت« صاحب احد المحال المتخصصة في بيع بدل الرقص الشرقي بمنطقة خان الخليلي.
وبالرغم من أن هذا الوقت من العام يعتبر موسماً للبيع وللشراء، حيث قدوم العرب والخليجيين لمصر في الصيف، حيث تحرص أغلبية السيدات العرب علي اقتناء بدلة رقص وهي عائدة الي بلدها، فإن اثار الأزمة المالية العالمية، وانتشار الأوبئة كأنفلونزا الخنازير والطيور والطاعون وغيرها، قد أثرت بشكل ملحوظ بنسبة %70 الي %90 علي تجارة بدل الرقص الشرقي التي تعد صناعة مصرية مائة في المائة، حيث لا توجد دولة اخري تصنع مثل هذا المنتج، فقد كانت بدل الرقص الشرقي هي أهم الصادرات المصرية للولايات المتحدة الأمريكية قبل 3 سنوات تقريبا، وكانت حصيلة الصادرات تقدر بنحو 240 مليون دولار، لكن هذه النسبة تراجعت بشدة في الاونة الأخيرة نظرا للأسباب السابقة.