قد يلبس الشر أحيانًا «أقنعة الخير» خداعًا للبسطاء من الأتباع الذين توحى إليهم قياداتهم الفاسدة بأنهم إنما «يحسنون صنعًا» وهم لا يصنعون سوى الشر، والإقصاء وتفتيت أمة آمنت بأن «لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله»، ومن ثم فقد عصمت دماء أبنائها كما قال رسول الله وجاء فى القرآن الكريم، إلا أن «الإسلام السياسى» الذى هو «بدعة» هذه الأيام، لا يعصم دماء أى من المعارضين لجماعة الشر الإخوانية التى تتولى قتل المعارضين، حتى لو كانوا ضمن من حسن إسلامهم، أو حتى كانوا من الدعاة «لوسطية الإسلام» التزامًا بما جاء به محمد رسول الله، والذين معه الأشداء على الكفار.. الرحماء بينهم!
ومن حسن طالع هذه الأيام ما نراه من «انشقاقات» شباب الإخوان عن قادتهم الفاسدين، ذلك أن من حسن طوية هؤلاء الشبان أنهم اكتشفوا – فور الالتحاق – ذلك التناقض الخطير بين أقوال القادة وأفعالهم فور انخراطهم فى المخطط الدولى لجماعة الشر الذى تم وضعه فى المدينة التركية «إسطنبول» برياسة الإخوانى القديم «أردوجان» الذى اكتشفنا بهذا الاجتماع كيف أنه أحد عتاولة قيادة جماعة «إخوان الشر» الذين ليسوا – أبدًا – مسلمين!
ونتوقع جميعًا – كمسلمين حقيقيين – أن يكفى كشف كل عورات الإخوان الذى تم مؤخرًا فى كل المدن والقرى الإسلامية التى خدعت بهم طويلاً، أن يكون ذلك الكشف هو «بداية النهاية» لتلك الجماعة «العلة» التى أساءت إلى سماحة الإسلام كثيرًا بما نفر منه أولئك الذين كانوا يستعدون للانضمام إلى فصائله التى جذبتها إليه تلك السماحة والود اللذان تحدث عنهما قرآن الله إلى رسوله محمد، «ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك».
ويقوم الآن شباب الجماعة بعملية «تطهير كاملة» لما طرأ على الجماعة القديمة من فساد قيادى قد يعيد إليها ما كان سببًا فى جذب الشباب إليها، ضمن عملية بناء جديدة بمفاهيم هى الأخرى جديدة ترى أن مبدأ «السمع والطاعة» القديم لم يعد يصلح لعصر الإنترنت والعالم المفتوحة كل أبوابه أمام هؤلاء الشبان النابهين، وأن القادة القدامى عليهم «الرحيل» قبل تقديمهم لمحاكم بتهمة «تدمير الدولة المصرية» وهى محاكمات قد نكتشف خلالها الكثير من «مواقف العمالة» لأجانب دفعوا مليارات الدولارات لقادة الإخوان الذين لم تكن العمالة لجهات أجنبية من «المحرمات» عندهم، بل كانوا إليها يسعون!
وتقول الروح الجديدة لشباب الإخوان «المنشقين»: لقد أصبحنا أداة تستخدم فى صراعات لا دخل لنا فيها، وإن استمرار القيادات الحالية للإخوان فى مواقعهم ليست له نتائج عند الشعب المصرى المناهض لها الآن، سوى التدمير النهائى لتلك الجماعة، بل شطب وجودها تمامًا من الحياة السياسية المصرية لمجرد اكتشاف شعب مصر – بالممارسة الإخوانية خلال الأشهر الأخيرة حقيقة ما تسعى إليه تلك القيادات من السيطرة على المقادير المصرية لسنين وسنين سوف تكون جميعها «سنوات عجافًا»!
الروح الشبابية نفسها قررت – فى اتجاهها التصحيحى – الانضمام إلى صفوف الشعب، ورفض كل مطالب الفئة العفنة الراقدة فى «رابعة العدوية» – بل المطالبة بتقديم الرئيس الإخوانى المعزول، وكل أتباعه إلى المحاكمة بتهمة خيانة الوطن والاستعانة بقوى أجنبية لتثبيت حكمهم حتى لو تم ذلك على جماجم الكثير من المصريين.. الغلابة!
ولقد أتى هذا الموقف الشبابى المشرف من موقع اكتشافهم بأن النهج الذى تسير عليه القيادة القديمة للجماعة لن يؤدى – بالإصرار على الخطأ – إلا إلى تدمير الجماعة، مع احتمال تدمير الوطن المصرى نفسه، بسبب خلافات عقائدية يتصور الإخوان بها أنهم هم الوحيدون أصحاب الحق، وأن الملايين الكثيرة من المصريين ليسوا سوى «أنصار للباطل»، وهو فهم مريض وقديم آمنت به قياداتهم القديمة، وانتقل إلى «العواجيز» من القادة «الورثة» الذين تعاملت معهم أنظمة الحكم المصرية السابقة بالاعتقالات والسجون وقاية للمجتمع المصرى من شرور جماعة خرجت لقطع الطريق على شعب المحروسة، إلا أن الشعب المصرى قد اتخذ قرارًا لا رجعة فيه بقطع رقبة ذلك التنظيم الدولى الشرير، حتى تستفيق الأمة المصرية لصناعة مستقبل نتطلع إليه جميعًا.. وإنا لمنتظرون!