«الفيس بوك » ينقذ الشركات العقارية من أزمات «الدعاية والإعلان »

«الفيس بوك » ينقذ الشركات العقارية من أزمات «الدعاية والإعلان »
جريدة المال

المال - خاص

2:55 م, الأربعاء, 26 سبتمبر 12

محمود إدريس

ظهرت فى الآونة الأخيرة العديد من الصفحات العقارية المتخصصة على شبكات التواصل الاجتماعى وعلى رأسها الفيس بوك، لتفتح نافذه إعلانية جديدة للشركات العقارية أقل كلفة من الوسائل التقليدية فى ظل اتباع معظم مستثمرى القطاع العقارى سياسات تقشفية لترشيد النفقات لحين عودة الرواج وارتفاع معدل المبيعات .


وأثار بزوغ نجم هذه المواقع ونجاحها فى استقطاب العديد من الشركات العقارية من جانب وكثير من مستخدمى الفيس بوك من جانب آخر التساؤل حول مدى جدواها الإعلانية ومميزاتها مقارنة بالوسائل التقليدية وما شكل المنافسة بينهما، وفرص نموها المستقبلية .

قال عزت الفيلى، نائب رئيس موقع عقارات «دوت كوم » ، والذى يملك صفحة متخصصة على الفيس بوك لتسويق العقارات والاراضى بها 7 آلاف عضو تقريبا، إن الشركات العقارية بدأت تدرك منذ سنتين أهمية شبكات التواصل الاجتماعى وعلى رأسها الفيس بوك كوسيلة دعائية وإعلانية، لافتا الى تزايد اهتمام الشركات بها بعد الثورة .

وأرجع الفيلى زيادة إقبال الشركات على الإعلان فى الفيس بوك الى انخفاض تكلفته والتى تكاد تقترب من الصفر، وذلك فى ظل مرور أغلب الشركات بأزمات مالية وعدم توافر السيولة الكافية لتمويل حملات إعلانية فى الوسائل التقليدية، وهو ما يجعل من شبكات التواصل الاجتماعى وسيلة إضافية منعدمة المخاطر فاذا لم تعد بالنفع على المعلنين بها فإنها لن تضرهم .

وأوضح ان نسبة اقبال المتعاملين مع الصفحات العقارية المتخصصة على الفيس بوك مازالت دون المستوى المطلوب، ويرى أن هذه النسبة القليلة التى تواظب على الاطلاع على ما يتم نشره على الصفحات غير فعالة بالمرة، خاصة أن غالبيتها تكون من فئات محدودى الدخل التى لا تمتلك القوى الشرائية اللازمة لاتخاذ قرارات الشراء، وبالتالى تقتصر مشاركتهم على الاستفسار عن تفاصيل الوحدة وانظمة السداد دون أن تتم ترجمة هذا الاهتمام الى عمليات بيع وشراء .

وقال إن مواقع التواصل الاجتماعى تستهدف شرائح معينة من الجمهور، ويجب الأخذ فى الاعتبار أن نسبة الأمية فى مصر تصل الى %40 ، فيما تصل نسبة الأمية التكنولوجية الى %80 ، وهو ما يقلل من الجمهور المستهدف من الشركات العقارية .

ويرى ابراهيم على، مسئول تسويق بموقع عقار ماب، والذى يصنف ضمن أعلى الصفحات العقارية المتخصصة على الفيس بوك برصيد 46 ألف عضو، أن الفيس بوك اصبح وسيلة تسويقية رئيسية بالنسبة للشركات العقارية، نظرا لانخفاض تكلفته، واستهدافه شريحة عمرية ومجتمعية بحاجة شديدة الى اقتناء مسكن مناسب، فغالبية اعضاء شبكات التواصل الاجتماعى، لاسيما الفيس بوك من شريحة الشباب المقبل على الزواج، ومن الطبقة المتوسطة التى تمتلك القدرة المالية على شراء العقارات شرط وجود انظمة سداد تناسب دخولهم .

وقال إن الفيس بوك لايزال وسيلة إعلان فردية فى المقام الأول، فنجد أن كل شركة عقارية تعمد لانشاء صفحة خاصة بمشروعاتها، وتندر الصفحات المتخصصة فى التسويق العقارى لصالح اكثر من شركة عقارية، وهو ما ادركته بعض المواقع الالكترونية وجمعت بين العديد من المستثمرين العقاريين وأتاحت مزيدا من الخيارات امام العملاء كالبحث وفقا لاسعار الوحدات أو المساحات أو المواقع وتتجه هذه المواقع للدعاية عن الموقع فى شبكات التواصل الاجتماعى .

وأضاف أن الإعلانات العقارية على الفيس بوك تتميز بالسرعة فى رد الفعل، والتواصل المباشر بين المعلن والعميل، موضحا أن قياس نجاح الفيس بوك كوسيلة إعلانية لا يكون بناء على عدد عمليات الشراء التى تتم، ولكن يبقى المعيار الرئيسى هو مدى المشاهدات التى يحققها الإعلان والاستفسارات التى يطرحها العميل على المعلن بشأن الوحدة، أما عمليات الشراء فهى تخضع لعوامل أخرى على رأسها خصائص العقار نفسه من حيث السعر والمساحة والموقع وأنظمة السداد، ويتم بعدها انتقال الاتصال الالكترونى الى زيارات واقعية لموقع المشروع ومعاينة الوحدة السكنية على الطبيعة، خاصة ان العقار سلعة مرتفعة الثمن تستلزم الاقتناع الكامل للعميل قبل اتخاذ قرار الشراء .

وفى السياق نفسه، قال الدكتور ماجد عبدالعظيم، نائب رئيس مجلس ادارة شركة ايدار للتسويق العقارى، إن الهدف الرئيسى من أى إعلان هو الوصول الى قاعدة مستهدفة من العملاء، وهو ما يرد على بعض الأقاويل التى تعتبر مواقع التواصل الاجتماعى ليست وسيلة إعلانية، موضحا أن الشركات العقارية عندما تأثرت سلبا بالثورة وتباطؤ معدلات المبيعات وانخفاض السيولة المالية بدأت بصورة مباشرة ترشيد نفقاتها، ولعل اول البنود التى تتجه اليها أنظار رؤساء الشركات عند التفكير فى ترشيد النفقات هو بند الدعاية والإعلان، وهو ما يستدعى بالضرورة البحث عن وسائل إعلانية اقل كلفة تخفض من الانعكاسات السلبية لتقليل الحملات الإعلانية بالوسائل الاعلامية التقليدية .

وأوضح أنه عند البحث فى البيئة الإعلانية المحيطة بالشركات العقارية عن أقل الوسائل تكلفة تبرز المواقع الالكترونية والتواصل الاجتماعى، وهو ما يبرز من أهمية الفيس بوك لاحتلاله مكانة متقدمة فى مصاف المواقع التى يتردد عليها مستخدمو الانترنت، وفقا لاحصاءات محركات البحث العالمية، بل تضاعف عدد مستخدمى الفيس بوك بعد أن قدم أوراق اعتماده كوسيلة فعالة ومهمة وذات تأثير بعد نجاح الثورة .

ويرى أنه برغم جميع مزايا الفيس بوك لكنه يظل وسيلة إعلانية ودعائية مكملة وليست رئيسية فلا يغنى بأى شكل من الأشكال عن الإعلان بالصحف المطبوعة أو التليفزيون أو المعارض أو إعلانات الطرق وهو ما يفسر وجود إقبال من جانب الشركات على المعارض العقارية التى تمت خلال الأشهر الأخيرة، وكذلك سيطرة إعلانات الشركات العقارية على النسبة العظمى من إعلانات الصحف والمجلات وإن تناقصت معدلاتها ومساحاتها .

ولفت الى زيادة عدد العملاء الباحثين عن العقار على شبكة الانترنت بشكل ملحوظ فى السنوات الاخيرة، نظرا لسهولة البحث سواء بالمنطقة المستهدفة أو المساحة أو الحدود السعرية، علاوة على توفير نفقات الوساطة – السمسرة – نظرا للتواصل المباشر بين المالك والعميل، وتوفير نفقات البحث نفسها فيستطيع العميل البحث فى العديد من المناطق وهو جالس أمام الانترنت، بدلا من الاسلوب التقليدى فى البحث وزيارة المناطق المستهدفة والبحث بها عن «السمسار » بما يكبد العميل جهدا ووقتا ومبالغ إضافية .

واعتبر نائب رئيس مجلس إدارة إيدار أن اتجاه بعض الأشخاص لإنشاء صفحات عقارية متخصصة على الفيس بوك خطوة جيدة على طريق انتشار وبزوغ نجم الفيس بوك كوسيلة اعلامية، ففى السابق اقتصرت الإعلانات والدعاية فى الفيس بوك على صفحات خاصة ببعض الشركات لعرض مشروعاتها فقط .

جريدة المال

المال - خاص

2:55 م, الأربعاء, 26 سبتمبر 12