Find Out More

Is your organization one of the Best Places to work in Egypt

workL

الريح‮ .. ‬والبلاط الفساد.. ظاهرة إنسانية!

الريح‮ .. ‬والبلاط  الفساد.. ظاهرة إنسانية!
جريدة المال

المال - خاص

1:27 م, الثلاثاء, 28 أغسطس 12

كثير من الأجانب والمستثمرين منهم خاصة، يعتقدون أن «الرشوة » مرض «شرق أوسطى » ، وأنه ليس موجودًا فى الدول التى هى خارجة، وهو ما بينت الدراسات أنه اتهام غير صحيح، ذلك أن الرشوة بكل أشكالها داء عالمى – بشكل أو بآخر – وإن تركزت اتهاماته على المنطقة العربية فى نوع من اتهام الغير بما هو فى كل المجتمعات بما فيها دول الاتحاد الأوروبى، والمؤسسات الأمريكية، وإن تخصص هؤلاء فى «فنون التغطية » عليها جاء لإشاعة تصور غريب بأن الغرب لا يضم غير «الملائكة » ، بينما كل «الشياطين » يسكنون دول الشرق الأوسط .. وحدها !

 

ورغم أن الفساد ظاهرة إنسانية منذ بداية الخلق ارتبطت بأى «تجمع إنسانى » إلى «يوم يبعثون » ، حيث يحاسب كل على ما فعل، كما أن الفساد الإنسانى لا علاقة له بـ «دين ولا ملة » ، إنما هو مرتبط «بالفاسد وحده » ، وجيناته التى تسمح به، بينما جينات شخص آخر لا تسمح لكن «عالم الغرب الملائكى » يلذ له دائمًا أن يلصق الفساد بالمسلمين فى الشرق الأوسط، فى محاولة خبيثة لضرب عصفورين بحجر واحد، أولاً الإساءة للديانة الإسلامية، وثانيًا لصق الفساد بالمؤمنين بها، ورغم تركيز الاتهام الغربى على دول الشرق الأوسط لكنه أعفى من هذا الفساد «إسرائيل » باعتبارها «مجتمعاً ملائكياً » غير قابل للخطأ رغم البلاوى التى ترتكبها فى المنطقة والحاصلة دومًا على «العفو الأمريكى » الذى يمنع عنها أى حساب حتى لو كان مجرد «توجيه اللوم » ، أو «لفت النظر » ، حيث يعتبر الأمريكيون – على طول تاريخهم – أن أى لوم لأى يهودى هو «وقاحة تستحق العقاب »!

 

ومن الغريب أن أحدث «دراسات غربية » عن الفساد – الذى كالته بالأطنان للعالم العربى – قد اعترفت فى أحدث تقاريرها بأن المحكمة العليا فى «نيو ساوث ويلز » قد حكمت على شركة كنتاكى – عملاق الوجبات السريعة – بتعويض قدره 8.3 مليون دولار للفتاة «مونيكا سمعان » بسبب وجبة طعام فاسدة أدت إلى فقدان الفتاة القدرة على النطق أو الحركة، إلا أن ذلك الحكم الذى جاء بالدراسة الحديثة، ودراسات أخرى سابقة لا يعنى أن الشرق الأوسط هو مجتمع خال من الفساد، ذلك أن إحدى تلك الدراسات تتوقع أن يواجه تهماً بالفساد %39 من 126 مديرًا تنفيذيًا لشركات عربية وشرق أوسطية أغلبها «رشاوى » تزيد على مثيلتها فى الأعوام السابقة .

 

ولأن أحدًا – بعد ثورات الربيع العربى – لم يعد يتقبل الفساد بجميع أنواعه، وفى جميع المواقع تجسيدًا لعالم جديد بغير مفاسد مرجو فى السنوات المقبلة استغلالاً لطهر الثورات الجديدة التى ينظر إليها أغلب الحكام العرب بـ «ريبة وتحفز » من وصولها إلى شواطئهم، فإن أجهزة التحقيقات فى كل من مصر وتونس قد تلقت ألوف البلاغات حول عمليات فساد ونهب عام، وظلم للمواطنين قام بها رموز الحكام السابقين الذين أسقطتهم الثورات، ومع تلك البلاغات أوراق ومستندات وقائع جرت – بعضها تم من سنوات طويلة – وكلها تشير إلى «هول الفساد » الذى عاشته شعوب الدولتين العربيتين، والذى أتى الآن أوان التحقيق فيها بحثًا عن العدل الذى تاه طويلاً فى حوارى أنظمة الحكام الذين سقطوا ومعهم أجهزة أمن جهنمية كانت تتولى حماية تلك الأنظمة من أى اعتراض .

 

وتعنى كثرة البلاغات المقدمة الآن للتحقيق أن أحدًا من أصحاب تلك البلاغات ما كان ليجرؤ حتى على مجرد الإشارة أو الاعتراض على مظالم تعرض لها هو أو أحد أهله خوفًا من سطوة الفاسدين وجبروتهم .

 

وعلى الجميع أن يفهم أن الظلم – مهما طالت أيامه – قصير العمر، وأن العدل عندما يأتى فإن رحمته تلقى بظلالها على الجميع، ليأخذ كلٌ حقه حتى لو طال به الصبر على الظلم، ذلك أن «العدل » أحد أسماء الله الحسنى !

 

جريدة المال

المال - خاص

1:27 م, الثلاثاء, 28 أغسطس 12