تابعت «المال» أكثر من 30 سياسيا عبر صفحاتهم الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»- الذى صار منبرا إعلاميا مهما لهم- بدءًا من رئيس الجمهورية مرورا بقيادات التيارات السياسية المختلفة إلى شباب الثورة، للوقوف على ملامح متابعاتهم الشخصية وتغريداتهم التى تتطاير من حين لآخر وهى التغريدات التى قد تتسبب فى سقوط شهداء وضحايا فى عالم الواقع، كما حدث فى التظاهرات الأخيرة، فتدمى قلوب أمهات وآباء لا يعرفون كلمات مثل «تويتر.. تويت.. ريتويت… فولو» ولا يتابعون الموقع الذى قدم عبره الرئيس محمد مرسى واجب العزاء فى أطفال قطار أسيوط وضحايا بورسعيد!!
|
وأبرز ما يميز الإسلاميون على تويتر، أنهم يتابعون بعضهم وقلة المتابعة لغيرهم، مع تغريدات تهدف للتعريف بهم وعرض مبررات مواقفهم المختلفة، بينما اتسم «المدنيون» بالتغريدات الهادئة حينا والمهددة حينا آخر، وحصدوا أكثر عدد من المتابعين، أما شباب السياسيين فكانوا الأكثر حدة وثورية وتغريدا.
ومن أهم المفارقات التى ظهرت على هذه الصفحات أن الدكتور محمد البرادعى، مؤسس حزب الدستور والذى اشتهر بأنه من أوائل السياسيين الذين يستخدمون «تويتر» بكثرة، كانت تغريداته أقل من تغريدات الدكتور عصام العريان القيادى بحزب «الحرية والعدالة» ففى حين كان تاريخ تغريدات البرادعى 859 تغريدة كان للعريان 978 تغريدة، بينما تفوق البرادعى فى عدد المتابعين له على جميع القيادات السياسية – إسلامية كانت أم مدنية – بل تفوق على الرئيس نفسه بفارق 198403 متابعين، فحتى كتابة هذه السطور كان للبرادعى 1322102 متابعاً وللرئيس محمد مرسى 1123699متابعا.
وعلى الرغم من الاختلاف الشديد بينهما لكن الرئيس مرسى والفريق أحمد شفيق اتفقا على صفحتيهما الشخصية على «تويتر» فى عدم متابعة أحد.
ومن اللافت للنظر أن الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين»، لا يتابع سوى نائبه خيرت الشاطر ومحمد سعد الكتاتنى رئيس حزب «الحرية والعدالة»، كما انه أيضا يتابع صفحة حسن البنا، و لكن المفارقة اللطيفة هى أن المرشد لا يتابع الرئيس! وكأنه على دراية مسبقة بما سيقوله – أو يغرد به – من فى يده مقاليد الأمور! كما أن المرشد قليل التغريد، فهو لا يغرد إلا فى المناسبات حزنا وفرحا، كفوز مرسى رئيسا، ومرض أبو الفتوح، وفض مظاهرات، واصدار دستور جديد، وذكرى الثورة، أو لقاء له على قناة «مصر 25»، هكذا تخرج تغريدات المرشد فى الأوقات الحاسمة، أما تظاهرات الاتحادية واستشهاد الشباب فى التحرير والمطالبات بدستور يمثل كل المصريين والشفافية فى الاستفتاءات والانتخابات، فكل هذه الأشياء بعيدة تماما عن تفكير فضيلته، فالمرشد لا ينظر إلى مثل هذه الصغائر!.
خيرت الشاطر، نائب المرشد سرقت صفحته الشخصية فى بداية ديسمبر الماضى، وكتب عليها «احنا اللى هكرنا الشاطر»، مما دفعه لإنشاء حساب جديد ولا يكتب فيه سوى تغريدة واحدة وهى «حفظ الله مصر»!، ومن بعدها يخرج الشاطر من عالم التغريد.
الأمر نفسه تكرر مع الدكتور محمد البلتاجى، القيادى بحزب الحرية و العدالة، و الذى كان له نشاط مكثف على تويتر من خلال صفحته الشخصية، إلا أنه أيضا خرج ولم يعد، وكانت آخر تغريداته يوم 21 يونيو قبيل إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية، وكتب فيها «لا للإعلان الدستورى المكمل، لا لتأجيل أو تزوير نتيجة الانتخابات الرئاسية، لا للمساومة بين هذا وذاك»، وبعد أن اطمأن البلتاجى على أن الرئيس قد جاء من الجماعة لم يعد يهتم بالعالم الافتراضى وانشغل بالواقع.
وقبل انسحابه، كان البلتاجى يتابع جميع التيارات، فتجده متابعا لخالد على، ونوارة نجم، ووائل غنيم، وعمرو موسى، وجميلة إسماعيل، وأسماء محفوظ.
أما أكثر أعضاء الجماعة تغريدا فهو الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب «الحرية والعدالة»، فهو الوحيد الذى يتابع كل قيادات الإخوان تقريبا، أما رئيس الحزب الدكتور محمد سعد الكتاتنى فاكتفى بمتابعة الرئيس مرسى ونائب رئيس الحزب عصام العريان، وحزب «الحرية والعدالة»، كما اكتفى الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء بمتابعة الرئيس مرسى والصفحة الرسمية لمجلس الوزراء.
|
نادر بكار المتحدث الرسمى لحزب «النور» اتخذ من صفحته الشخصية منبرا لحزبه وللدفاع عنه وإلقاء التصريحات و التنويه عن مقالاته وأخبار الحزب، كذلك يسرى حماد نائب رئيس حزب «الوطن»، والذى جعل من صفحته منصة لإطلاق حملة للانشقاق عن حزب «النور» فى البداية، ثم منبرا لحملة دعائية لحزب «الوطن»، مع مزيج من السب والتشويه لجبهة الإنقاذ ومن فيها.
وعلى الشاكلة نفسها استخدم الدكتور عصام سلطان، نائب رئيس حزب «الوسط»، صفحته فى سب الجبهة، بالإضافة لاستغلاله لاطلاق حملة دعائية للقاءاته عبر الفضائيات، كما خصص الدكتور أيمن نور، رئيس حزب «غد الثورة»، مسئولا لصفحته الشخصية ليعرض فيها هو الآخر لقاءاته المختلفة.
و لعب الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح رئيس حزب «مصر القوية» دوراً مختلفاً، إذ اتسم خطابه دائما بالهدوء، إلا أنه مارس من خلاله هواية التنديد، فيندد حينا بمقتل الشباب أمام الاتحادية ويحمل الرئيس المسئولية، ويندد فى مرة أخرى بالدستور غير التوافقى.. وغير ذلك من الأحداث.
وعلى الجانب الآخر، المتمثل فى «جبهة الإنقاذ»، فكان لكل واحد من قيادات الجبهة سمت وسمة فى تغريداته، فتجد أغلب ما يطير على صفحة عمرو موسى رئيس حزب «المؤتمر» عبارة عن مطالبات، فمرة يطالب بالسلمية، وأخرى بتعديل قانون، وثالثة بتطوير السكة الحديد، ورابعة بحماية المتظاهرين والحفاظ على مؤسسات الدولة.
وبعد انتشار الحديث حول التفكك والخلاف داخل جبهة الإنقاذ كتب موسى على صفحته الشخصية «أؤكد التزام الجميع بتجمع ووحدة جبهة الانقاذ بكامل تشكيلها الحالى».
بينما أضفى حمدين صباحى، مؤسس التيار الشعبى، على صفحته الشخصية الصبغة النضالية الناصرية، ففى ذكرى ميلاد جمال عبد الناصر الماضى كتب له «جمال عبد الناصر.. السلام عليك يا إمام الفقراء»، ودائما ما تخرج تغريداته للحديث عن الشعب الفقير وعن الشهداء والقصاص، كما أنه دائما ما يضفى هالة تاريخية على صفحته من خلال التذكير ببعض الأحداث، مسقطا اياها على الواقع، مثل حديثه عن نضال بورسعيد عام 1956 وغير ذلك من الأحداث.
أما الدكتور محمد البرادعى، والذى يعد مؤسس تقليد التغريد السياسى فى مصر، فدائما ما نجد فى تغريداته مزيدا من علامات التعجب والاستفهام والاستنكار لما يجرى، كما يضع من خلال صفحته حلولا متعددة للمشكلات السياسية، لكن بالطبع.. فى العالم الافتراضى فقط! ولا يتابع البرادعى سوى 36 صفحة فقط أغلبها لصحف ووكالات أجنبية، ولا يتابع أحدا من السياسيين- لا إسلاميين ولا مدنيين-، وكذلك لا يتابع صباحى وموسى سوى الصحف ووكالات الأنباء ولا يتابعون بعضهم البعض.. ولا الرئيس بالطبع.