برزت مجموعة من الفعاليات الشبابية مكونة من 4 مبادرات تعكس تنوع القضايا المجتمعية وقدرة الشباب على تقديم حلول مبتكرة ومستدامة، في إطار فعالية “المقهى العالمي” التي نظمتها شركة سيركل بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني، ضمن أنشطة برنامج تمكين الشباب الشامل.
وشكّلت هذه الفعالية اليوم، في محافظة بني سويف، مساحة مفتوحة للحوار والتشبيك بين المبادرين الشباب والخبراء وممثلي القطاعات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني.
جدير بالذكر أن “المقهى العالمي” هي أداة حوارية تفاعلية تعتمدها شركة “سيركل” ضمن منهجية البرنامج، وتهدف إلى تعزيز التواصل المباشر بين الشباب من أصحاب المبادرات المجتمعية وصنّاع القرار.
وركزت هذه الدورة على قضايا الإدماج الاجتماعي وتمكين الفئات الهشّة، لا سيما ذوي الإعاقة والنوع الاجتماعي، كما أتاحت للمشاركين فرصة عرض مبادراتهم ومناقشتها مع ممثلي الجهات المعنية للحصول على التوجيه والمساندة.
وقالت الدكتورة يارا ثابت، مدرس مساعد اقتصاد ، في كلية سياسة واقتصاد، باحث اقتصادي في رئاسة الجمهورية، منسق برامج بشركة “سيركل” بمحافظة بني سويف، إن من أبرز المبادرات التي تم استعراضها خلال فعاليات المقهى العالمي في بني سويف، مشروع “ريجرين”، الذي يمثل نموذجًا متقدمًا لتطبيق مبادئ الاقتصاد الأخضر، من خلال إعادة تدوير المخلفات الزراعية وتحويلها إلى منتجات يدوية مبتكرة وصديقة للبيئة، وأوضحت أن المشروع لا يقتصر على الأثر البيئي في الحد من التلوث، بل يتجاوزه إلى خلق فرص عمل في المجتمعات الريفية، مما يسهم في تعزيز ثقافة الاستدامة، وتحقيق قيمة اقتصادية حقيقية من خلال استثمار الموارد المحلية.
وأضافت أن مشروع “أزولا الخير” بدوره يُعد مثالًا على المبادرات التي تربط بين الأمن الغذائي وتمكين الأسر محدودة الدخل، مشيرة إلى أن الاعتماد على زراعة طحلب الأزولا كعلف طبيعي منخفض التكلفة، ساعد العديد من ربات البيوت في استغلال المساحات المنزلية المهملة لتحقيق اكتفاء ذاتي جزئي، وتحسين دخل الأسرة. ووصفت المشروع بأنه استجابة ذكية لاحتياجات المجتمعات الريفية، خاصة في ظل ارتفاع تكاليف تربية الحيوانات والدواجن.
وفي سياق مشترك، أكدت إسراء راجح ، استشاري تدريب ومناظرة المجلس الثقافي البريطاني، على أهمية مشروع “زولي” الذي يُجسّد رؤية مجتمعية دامجة لا تُقصي أحدًا، حيث يركّز على دمج ذوي الإعاقة البصرية في المجتمع من خلال أنشطة تفاعلية تعتمد على الثقافة، التعليم، والفن كوسائل لتعزيز التفاهم والتواصل. ولفتت إلى أن هذا المشروع يسهم في تغيير الصور النمطية، ويدعو إلى بناء مجتمع يحترم التنوع ويعزز فرص التمكين الحقيقي.
كما أثنت على مبادرة “هي تقود”، التي وصفتها بأنها واحدة من المبادرات الملهمة ذات البعد الإنساني العميق، والتي تستهدف أمهات الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية، لاسيما في المناطق الريفية مثل مركز الواسطي. وأوضحت أن المشروع يجمع بين التمكين الاقتصادي والتأهيل النفسي، حيث تحصل الأمهات على تدريبات تُمكّنهن من إطلاق مشروعات صغيرة، إلى جانب دعم نفسي يعينهن على مواجهة التحديات اليومية، في بيئة مجتمعية قد لا توفّر لهن دائمًا الدعم اللازم.
واختتمت “راجح” بالتأكيد على أن هذه المبادرات تعكس روح العمل المجتمعي الحقيقي في محافظة بني سويف، التي باتت تمثّل مركزًا ناشئًا للمبادرات التنموية المدعومة من مؤسسات محلية ودولية، على رأسها المجلس الثقافي البريطاني ومنظمة “سيركل”.
وأشارت إلى أن “المقهى العالمي” يمثّل أكثر من مجرد فعالية، بل هو مساحة مفتوحة للحوار البنّاء، وفرصة عملية لإبراز طاقات الشباب وإطلاق إمكاناتهم في سبيل بناء مستقبل أكثر شمولًا وعدالة.