شريف عيسى
يترقب سوق السيارات اقدام مجموعة عز العرب، وكلاء سيارات بروتون وفولفو وجيب وسيتروين وأستون مارتن، إعادة طرح العلامة الماليزية بروتون بعد غياب دام لأكثر من 3 سنوات.
كان برتون العالمية فى أعلنت فى وقت سابق فى بيان رسمى أن ارتفاع أسعار الصرف وقرار البنك المركزى بتحرير أسعار الصرف جعل من الصعب استمرار عمليات بروتون فى السوق المحلى، خاصة بعد أن باتت أسعارها غير قادرة على المنافسة.
وحدد خبراء سوق السيارات 4 عوامل أساسية ستسهم فى نجاح بروتون فى السوق المحلى، التنوع فى الموديلات والفئات المقدمة، والتسعير العادل للطرازات المقدمة، وتوفير خدمات ما بعد البيع وقطع الغيار والصيانة، وأخيرًا والتوسع فى افتتاح صالات للعرض لتغطية أكبر نطاق ممكن من محافظات الجمهورية.
وفى البداية، قال جمال عسكر، مدير قطاع خدمات ما بعد البيع بشركة المصرية للسيارات، أكبر موزع للسيارات فى مصر، أن استعادة بروتون لنجاحها فى السوق المصرى يعتمد على ركيزتين أساسيتين وهما توافر الموديلات المطروحة بكميات ملائمة للطلب، بالإضافة إلى توافر خدمات ما بعد البيع سواء صيانة أو قطع غيار.
وأضاف أن قوة الوكيل وشبكة الموزعين يعدان العوامل الأساسية فى نجاح أى علامة تجارية، إذ أن قوة العلامة التجارية على الساحة العالمية لايعنى فى الأساس قدرتها على تحقيق نجاحات فى السوق المحلى.
وأشار إلى أن على مدار تاريخ العلامات التجارية شهد السوق تخارج العديد من العلامات التجارية التى تتمتع بسمعة طيبة على عالميًا سواء من معدلات مبيعات، او تنوع فى الطرازات، إلا أنها سرعان ما تخارجت لعدم توافر الجدارة المالية للوكيل بحيث يتمكن من ضخ استثمارات فى صالات العرض، ومراكز الصيانة.
وأوضح أن طبيعة سوق السيارات فى جذب العميل لموديل معين يعتمد فى الأساس على السعر المناسب، مؤكدًا على أن السوق يفتقد لوجود طراز يمس احتياجات ذو الدخول المتوسطة، والتى عانت عقب قرار التعويم من عدم وجود سيارات تلائم دخولها.
وطالب عسكر مجموعة عز العرب بضرورة مراعاة التسعير العادل لطرازات بروتون خاصة فى ظل حالة الترقب التى يشهدها السوق من اقتراب الإعفاء الكامل للسيارات الأوروبية من الرسوم الجمركية، بالإضافة إلى عمل العديد من العروض الترويجية لحث العملاء على اقتناء السيارة بما يمكن العلامة الماليزية من استعادة حصتها السوقية.
وفى سياق متصل، قال اللواء حسين مصطفى، خبير سوق السيارات، إن بروتون تعد من السيارات التي حققت العديد من النجاحات فى السوق المحلية خلال الفترة من 2011 وحتى 2014 فى ظل التسعير، الذى وصفه بـ “العادل” خلال تلك الفترة.
وأشاد مصطفى بعودة بروتون للسوق المصرية، خاصة في كونها سيارة جديدة -على حد وصفه- ستتمكن من تحقيق زيادة فى مبيعات السوق الإجمالية، وزيادة حدة منافسة الشركات على استقطاب الراغبين فى الشراء من ذوى الدخول المتوسطة.
ورهن تمكن مجموعة عز العرب من هيمنة على حصة سوقية ملائمة من شريحة السيارات العائلية، بالتزامن مع قرب إطلاق العلامة التجارية بالتسعير العادل، مشددًا بضرورة التضحية بجزء من هامش الربح كأداة تسويقية تسهم فى تحريك عمليات البيع، فى ظل إعلان بروتون العالمية عن استهدافهم بيع 1000 سيارة حتى نهاية العام الجارى.
وأكد أن اتسام سوق السيارات بكونه سوق سعرية سيسهم فى حصد بروتون حصة سوقية ملائمة من المبيعات الإجمالية للسوق، مطالبًا فى الوقت ذاته بضرورة إعلان مجموعة عز العرب عن ضخ استثمارات بقوة سواء فى صالات العرض، وخدمات ما بعد البيع لتحقيق الانتشار القوى للعلامة الماليزية.
وأكد سمير علام، نائب رئيس شعبة وسائل النقل بغرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات، أن إعادة تقديم بروتون فى هذه الفترة يعد رسالة قوية ببداية استعادة سوق السيارات انتعاشة بعد حالة الركود التى عانى منها بداية من 2016 وحتى نهاية 2017.
تجدر الإشارة إلى أن سوق السيارات بدأ فى التراجع بعد أن تمكن فى عام 2014 من الوصول بحجم مبيعاته إلى معدلات قياسية بلغت 295 ألف سيارة، نتيجة ارتفاع اسعار الصرف فى السوق السوداء، علاوة عن إعلان البنك المركزى تحجيمه للواردات بتطبيق سياسية وقود قيود على فتح الإعتمادات الدولارية على الاستيراد بواقع 10 آلاف شهريًا للأفراد، و50 ألفًا للشركات.
وفى نهاية 2016، أعلن البنك المركزى تحرير أسعار الصرف مما تسبب فى وصول أسعار السيارات إلى مستويات قياسية، مع تراجع قيمة العملة المحلية، أمام الصعود القوى لأسعار صرف الدولار، وأدى إلى تراجع الطلب على السيارات.
وأضاف أن التاريخ الطويل لبروتون والممتد من 2004 وحتى منتصف 2015، سيجعل إعادة تقديمها للسوق مؤثر وقوى، مع رعاية التسعير العادل لموديلاتها، مع رغبة العديد من العملاء فى اقتناء سيارة ملائمة لمستويات دخولهم.
وتابع: أن السمعة القوية لبروتون سيجعل عمليات تسويها سهلة على وكلائها المحليين، مطالبًا بضرورة اتباع سياسية التسعير العادل لها، دون المبالغة فى هامش الربح.
وشدد على ضرورة توافر السيارات من العلامة التجارية بفئات مختلفة حتى تلائم كافة مستويات الدخول، مع المحافظة على الكماليات التي تتمتع بها لتحقيق أدنى معدل من الرفاهية للراغبين فى الشراء.
وأشار إلى طرازات بروتون ستكون منافس قوى للسيارات المجمعة سواء من العلامات الكورية أو اليابانية، خاصة فى ظل التكهنات برغبة مجموعة عز العرب فى اقتناص حصة سوقية من السيارات العائلية التى تهيمن عليها كلاً من الكورية واليابانية.
يذكر أن بروتون العالمية تخطط لبيع 1000 سيارة فى السوق المصرى بنهاية العام الجارى، بعدما أعلنت عن بدء عمليات تصدير طرازاتها للسوق المصرية، وفقًا للتصريحات التى أدلى بها داتو راجديف محمد، نائب الرئيس التنفيذي لشركة بروتون.
وكشف محمد عن طلب مجموعة عز العرب، وكلاء سيارات فولفو وستروين وجيب وبروتون، شحنة اضافية من طرازات العلامة التجارية بإجمالى 280 سيارة، خلال شهر نوفمبر المقبل.
وتستعد مجموعة عز العرب -وكلاء سيارات بروتون الماليزية فى مصر- لاستقبال الدفعة الأولى من طرازات العلامة التجارية بعد غياب دام لأكثر من 3 سنوات بإجمالى 225 سيارة، من منفذ الأسكندرية الجمركى فى السادس من أكتوبر المقبل.
وأشار تقرير الشركة إلى أن أخر دفعة وصلت للسوق المحلية منذ ما يقرب من 3 سنوات، والتى كانت فى ديسمبر من 2015، وبلغت إجماليها 320 سيارة، من طرازات جينى 2، بيرسونا.
وذكر التقرير أن تحالف بروتون مع جيلى سمح للشركة بإعادة عمليات التصدير للسوق المصرية، وعدد من الدول العالمية بعد أن تمكنت من إحداث تطوير كبير فى 3 موديلات تقوم الشركة على إنتاجها.
وأكد التقرير أن استئناف مبيعات بروتون فى مصر سيدفع عز العرب لإجراء تحديثات بثلاث صالات عرض تكون مصممة، وفقًا للمعايير العالمية المعتمدة من قبل شركة بروتون العالمية.
وذكرت الشركة إلى جانب أهدافها فى نمو مبيعاتها حول العالم عبر التصدير، فإنها تولى اهتمامًا خاصًا باكتشاف إمكانيات التجميع المحلى فى البلدان، بهدف إقامة محاور إقليمية تصديرية، بهدف تقديم طرازات العلامة التجارية فى العديد من الدول العالمية.
فى عام 2004 أعلنت مجموعة عز العرب عن استحواذها على العلامة التجارية بروتون، وعلى مدار الأربعة عشر عامًا تمكنت من بيع 13 ألف سيارة بالسوق المصرية، وفقًا لما ورد بتقرير الشركة العالمية.