قررت كبرى عدم مقابلة كيث كراش نائب وزير الخارجية الأمريكى لشئون النمو الاقتصادى والطاقة والبيئة خلال اجتماع اليوم الإثنين مقرر عقده فى سفارة الولايات المتحدة فى مدينة ساوباولو بشأن شبكات تكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات 5G.
ورفضت كل من شركات «تيليفونيكا برازيل» و«جروبو أوى» و«تيم بارتيسيباسويز» و”كارلو البرازيلية”فى البرازيل دعوة السفارة الأمريكية للاجتماع مع مسئول واشنطن الذى يزور البرازيل هذا الأسبوع مع إصراره على استبعاد شركة هواوى تيكنولوجيز الصينية من سوق شبكات معدات الجيل الخامس.
وذكرت وكالة رويترز أن صناعة الاتصالات البرازيلية ترى أن دعوة السفير الأمريكى تود تشابمان لا تتفق مع مبادئ السوق الحرة التى اعتادت الشركات العالمية العمل بها، وأنها ترغب فى أن تتخذ بحرية أفضل القرارات المالية المناسبة لشركاتها بدون أى ضغوط خارجية.
وظهرت دعوة السفير الأمريكى لحضور شركات الاتصالات فى البرازيل لأول مرة فى صحيفة فولها دى ساوباولو التى أعلنت مع صحيفة فالور إيكونوميكو أن رؤساء الشركات يفضلون عدم حضور هذا الاجتماع برغم أن شركة تيم يسيطر عليها شركة تيليكوم الإيطالية، وشركة كارلو تملكها موفيل أمريكا المكسيكية ويستحوذ كلاهما على %19 و%29 على سوق الاتصالات البرازيلية على التوالى.
وتستخدم شركات الاتصالات الأربعة التى لا تؤيد الحظر الذى تحاول الحكومة الأمريكية فرضه على شركة هواوى حول العالم، معدات الشركة الصينية استعدادا لعقد مزاد العام القادم لاختيار أفضل الشركات التى ستقدم خدمات الجيل الخامس فى البرازيل.
وكانت إدارة الرئيس دونالد ترامب قد مارست ضغوطا دبلوماسية فى العالم، خاصة على دول الاتحاد الأوروبى لحظر شراء أو استخدام أى معدات أو أجهزة من هواوى بزعم أنها تساعد حكومة بكين بالتجسس على المستهلكين فى أوروبا والولايات المتحدة، بينما تنفى الشركة الصينية أنها تشكل أى خطر على الأمن القومى لأى دولة فى العالم.
وأكد كراش أن الحكومة الأمريكية وشركاءها تبذل أقصى الجهود لحماية أمن الاقتصاد العالمى من خلال منع هواوى من الانخراط فى شبكات الجيل الخامس، كما حظرت واشنطن توريد هواوى لأى مكونات من شبكات الجيل الخامس بزعم أنها تتجسس على شبكات الاتصالات الأوروبية والأمريكية وقرصنة البيانات والمعلومات.
يشار إلى أن البيت الأبيض أبلغ المفوضية الأوروبية أن شركات التكنولوجيا الصينية تراقبها وكالات المخابرات والتحريات الأمريكية بدقة لتقليل القرصنة على الشركات الغربية، ولذلك حظرت حكومة واشنطن فى الربيع الماضى شركة هواوى من استخدام سوفت وير وأجهزة الرقائق داخل الولايات المتحدة.
وبدأت الحرب التجارية الدامية التى شنتها إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ضد بكين منذ عام 2016، وربما تستمر مع ترقب الأسواق مسار العلاقات الاقتصادية السياسية بين واشنطن وبكين فى ظل الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بادين، خاصة أن وزارة التجارة الأمريكية أعلنت أنها ستدافع بقوة عن أمر تنفيذى يسعى إلى حظر المعاملات مع تطبيق مشاركة المقاطع المصورة القصيرة المملوك لشركة تيك توك الصينية لتستمر التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين فى العالم.
وشهدت العلاقات الصينية الأمريكية توترات لمستويات غير مسبوقة لم نشهدها منذ زمن، ويتخوف المستثمرون من التصعيد بين البلدين، حيث تشير التوقعات إلى أن العلاقات بين واشنطن وبكين قد تستمر فى التوتر حتى بعد فوز بايدن على خلفية تصريحاته بأنه سيسعى لمراجعة التعريفات دون تحديد خطة والعمل مع الحلفاء من أجل تصعيد الضغط على الصين، بينما يشارك الشعب الأمريكى فى نظرتهم اتجاه الصين لأن حوالى %78 من الأمريكيين يلومون الصين على انتشار فيروس كورونا المميت الذى أصاب ما يقرب من 10 ملايين حالة فى الولايات المتحدة لتتصدر دول العالم فى عدد الإصابات والوفيات التى تبلغ حوالى ربع مليون ضحية حتى الآن.
واتهم روبرت أوبراين مستشار الأمن القومى للرئيس الأمريكى دونالد ترامب الصين بمحاولة سرقة أبحاث لقاح كوفيد-19 من الغرب، وأنها منافس خبيث يسعى إلى احتكار كل صناعة مهمة فى القرن الحادى والعشرين وأنها المنافس الرئيسى للولايات المتحدة، واتهم أيضا الحزب الشيوعى الصينى بالاستفادة من التجارة وعدم قول الحقيقة بشأن تفشى فيروس كورونا المستجد، الذى يسميه «طاعون الصين».
وأضاف أن جمهورية الصين الشعبية حاولت مؤخرا التجسس عبر الإنترنت لاستهداف الشركات التى تطور لقاحات وعلاجات كوفيد فى أوروبا وبريطانى والولايات المتحدة، بينما كانت تروج لضرورة التعاون الدولى بينما ترى الصين فى عهد الرئيس شى جين بينج أن دول الغرب بزعامة واشنطن تسيطر عليها حالة من هستيريا العداء للصين ويهيمن عليه الفكر الاستعمارى ويتملكه الغضب من أن الصين أصبحت الآن مرة أخرى واحدة من أكبر اقتصادين فى العالم.
ورغم الحرب التجارية استطاعت شركة هواوى أن ترفع إيراداتها بنسبة بلغت %9.9 خلال التسعة شهور الأولى من العام الحالى، مقارنة بنفس الشهور من العام الماضى، لتتجاوز 671 مليار يوان (100 مليار دولار) رغم العقوبات الأمريكية التى فرضها الرئيس دونالد ترامب وحظر استخدام مكوناتها من شبكات الجيل الخامس فى العالم ولكن إيراداتها خلال الربع الثالث المنتهى 30 سبتمبر بالعام الحالى زادت بنسبة %3.7 فقط لتبلغ 217.3 مليار يوان.
بينما زاد صافى أرباح هواوى %8 بالتسعة أشهر الأولى بالعام الحالى ليقترب من %8.7 المسجل بنفس الفترة بالعام الماضى رغم انتشار فيروس كورونا ولكن لم تحقق هواوى النمو القوى المعتاد لإيراداتها بسبب القيود الأمريكية التى تحظر على الشركات العالمية استيراد مكوناتها التكنولوجية المتقدمة.
وكانت شركتا أورنج الفرنسية وبروكسيموس البلجيكية لخدمات الاتصالات والهواتف الذكية اختارتا نوكيا الفنلندية للمساعدة فى تطوير شبكات تكنولوجيا الجيل الخامس لتفوز بعدة عقود مع شركات فى العاصمة البلجيكية بروكسل بعد تزايد الضغوط الدبلوماسية من واشنطن لاستبعاد شركة هواوى، وباتت السويد أيضًا أحدث دولة فى أوروبا تحظر على هواوى المشاركة فى بناء البنية الأساسية لشبكات الجيل الخامس بعد بلجيكا.