استهلت السينما عام 2009 بدفعة من الأفلام الشبابية الجديدة العامرة بالوجوه الجديدة من الممثلين والمخرجين الذين حققت أفلامهم نجاحا جماهيريا ملحوظا رغم انها اولي تجاربهم السينمائية، ومن ضمن هذه الافلام »ميكانو« للمخرج محمود كمال و»بدون رقابة« الذي دخل به المنتج هاني جرجس فوزي عالم الاخراج لأول مرة، و»أزمة شرف« لوليد التابعي، »مقلب حرامية« لسميح النقاش.
المال ارادت التعرف علي هؤلاء المخرجين الجدد عن قرب كما استطلعت أراء النقاد في هذه الظاهرة ..
في البداية قال المخرج محمود كامل عن فيلمة »ميكانو« : انني سعيد جدا بأن اول تجربة اخراجية لي حققت هذا النجاح الكبير الذي لم أتوقعه، مع مجموعة من الفنانين المتميزين مثل تيم الحسن ونور وخالد الصاوي، وهم أصحاب موهبة فنية كبيرة.
و أوضح كامل انه تخرج في المعهد العالي للسينما في 2003 ثم سافر الي ايطاليا لدراسة الاخراج حصل علي عدة جوائز اخراجية، هناك عندما عاد الي مصر بدأ تجهيز »ميكانو« منذ 2006 حتي خرج الي النور مؤخرا وحقق هذا النجاح الكبير، و كشف كامل أنه يستعد حاليا لثاني تجربة سينمائية له من خلال فيلم يجهز له مع الفنان احمد عزمي .
اما المنتج هاني جرجس فوزي الذي خاض أول تجربة الاخراج بفيلمه »بدون رقابة« فقد كان يعمل بالسينما كمنتج و مساعد مخرج لمدة 13 عاما في أكثر من 23 فيلما قبل أن يخرج بنفسه فيلم »بدون رقابة«، و أوضح فوزي انه سعيد بهذه التجربة التي كان يتمني خوضها منذ فترة طويلة الا ان شركة الانتاج كانت تأخذ كل وقته وتفكيره فلم يستطع طوال هذه المدة حتي تحقق الحلم مؤخراً.
و يضيف أن الفيلم – رغم الانتقادات التي وجهت اليه – حقق نجاحا لم يكن يتوقعه خصوصا انه لاول مرة في السينما يقدم المطربة ماريا من خلال هذا الفيلم بمشاركة الفنان احمد فهمي، ويؤكد جرجس ان هذه التجربة جعلته يتأكد من انه سوف يستمر في الاخراج، ويتفرغ له في الفترة المقبلة طالما انه حقق ما يتمناه، الرغبة والقدرة علي الاخراج.
أما وليد التابعي الذي بدأ مشواره الفني كمنتج لفيلمي »قلب جريء« و»90 دقيقة« فقد مارس الاخراج لأول مرة في فيلم »أزمة شرف«، وأوضح التابعي أن الإخراج كان طموحه في البداية، وقد حاول بالفعل الالتحاق بقسم الإخراج في معهد السينما لكن والده رفض وأصر علي أن يلتحق بقسم الإنتاج كي يستكمل مسيرة الوالد في هذا المجال، وقد حقق بالفعل رغبته، إلا أن هذا الحلم ظل يراوده حتي جاءت الفرصة لتحقيقه .
و عن رايه في هؤلاء المخرجين الجدد يقول الناقد طارق الشناوي ان من مصلحة السينما أن تستمر في استقبال الفنانين الجدد الذين يتوافدون عليها سواء كانوا ممثلين أو مخرجين أو كتاب سيناريو، لأن الاجيال الجديدة لديها دائما افكار جديدة تمثل قيمة مضافة للسينما المصرية، ولكن هناك من ينجح منهم و هناك من لا ينجح، و لكن الواضح أن هناك اعمالاً ضعيفة جدا في عام 2009 .
و أضح الشناوي أنه من بين المخرجين الذين أخرجوا لأول مرة هذا العام، وأكثرهم نجاحا كان محمود كامل مخرج فيلم »ميكانو« والمخرج سميح النقاش مخرج فيلم »مقلب حرامية«، أما عن المخرجين هاني جرجس فوزي ووليد التابعي فأكد الشناوي ان افلامهما ضعيفه جدا في الناحية الاخراجية .
وقالت الناقدة ماجدة خيرالله انه من المفترض ان تكون لكل مخرج بصمة خاصة به، الا انه من الملاحظ ان المخرجين الذين ظهروا لأول مرة علي الساحة السينمائية هذا العام يفتقدون الاحساس او المذاق الخاص، حيث يشبهون بعضهم البعض، و طريقتهم في التفكير واحدة، بينما نحن نحتاج الي مبدعين وليس موظفين، وانتقدت خيرالله بشدة مخرج فيلم »ميكانو« محمود كامل واصفة فيلمه بانه محدود للغاية من الناحية الفنية، بينما أبدت اعجابها بفيلم »أزمة شرف« للمخرج وليد التابعي خاصة قدرته علي توظيف الاثارة والتشويق والغموض بشكل فني جذاب.
وقال الناقد محمود قاسم ان المخرج المبتدئ دائما ما يصاب بالقلق الشديد خوفا من فشل عمله الأول، ولرغبته في أن يثبت نفسه و قدراته من خلال عمل متميز يترك بصمة عند الجمهور
وأضاف قاسم أن سينما 2008 قدمت مجموعة من المخرجين الجدد الا انها كانت أول وآخر مرة يظهرون فيها فلم نر لهم أي اعمال هذا العام لانهم فشلوا في المرة الاولي في الاخراج، و أكد قاسم أنه ـ من حيث المبدأ ـ ليس ضد دخول مخرجين جدد للساحة السينمائية، فالتجديد مطلوب دائما، الا انه يعتقد ان كثرتهم الحالية ترجع الي ان المنتجين يبحثون حاليا عن مخرجين لان أجورهم زهيدة و»حنينة« كما يقولون، و ذلك علي عكس المخرجين الذين يملكون اسم وتاريخاً فنياً ويؤكد ان معظم المخرجين الجدد هم مجرد منفذين جيدين للسيناريو وليست لديهم القدرة علي الابداع الفني الحقيقي، وهم يشبهون بعضهم في الافكار التي يتناولونها . أما بالنسبة لهاني جرجس فوزي فلن يفرق معه اذا ما نجح الفيلم أو فشل لأنه هو المنتج والمخرج في نفس الوقت.
ولفت قاسم الي أن عام 2009 مازال في بدايته، وقد تظهر افلام كثيرة خلال الفترة المقبلة، وسوف تظهر معها ايضا ـ مثلما حدث في العام الماضي ـ صراعات كثيرة وشرسة بين المخرجين الجدد.