تصدرت واقعة انتحال “مسن” لصفة ضابط شرطة لمدة وصلت إلى 39 عامًا، دون علم زوجته وأبناؤه الثلاثة بعدما استطاع خداعهم، لمدة اقتربت من 30 عامًا، ضمن أبرز أخبار الحوادث على مدار يومين، بعدما نجحت مباحث الأموال العامة في القبض على المتهم، وعرفت إعلاميًا بـ “الضابط المزيف”.
أوراق مزورة تكشف حكاية الضابط المزيف
وترجع التفاصيل في كشف واقعة الضابط المزيف والإيقاع به إلى اكتشاف مباحث الأموال العامة أوراق رسمية مزورة تقدم بها عدد من الأشخاص لجهات حكومية، تضم عقود بيع أراضٍ وعقارات ووثائق سفر.
وبالتحقيق معهم توصلت إلى وجود شخص ادعى صفة ضابط وزور تلك الأوراق، ويقيم في الهرم بمحافظة الجيزة.
المتهم يبلغ 62 عامًا
وبعد تكثيف الجهود وفحص محاضر الشرطة، توصلت إلى هوية المتهم ويبلغ 62 عامًا، بعدما وجدت محضرًا ضد شخص يشتكي من جاره الضابط المتقاعد.
وبالفحص تأكدت أجهزة الأمن من عدم وجود اسم المنتحل في صفوف الشرطة، وألقت القبض عليه بعد استئذان النيابة العامة.
تزوج وأنجب وخدع زوجته بكونه ضابط 30 عامًا
وكشفت التحقيقات أن المتهم انتحل صفة ضابط منذ كان عمره 23 عامًا، ثم تقدم لخطبة زوجته الحالية، بصفة أنه ضابط شرطة، وخدعها بتزوير الشهادات والترقيات، والصور وارتداء الزي الأميري، وأنجب منها 3 أبناء، تخرجوا من الجامعة.
وأضافت التحقيقات أن المتهم استغل صفة ضابط في النصب على المواطنين، وتزوير المستندات، وجمع ثروة من عمليات الاحتيال، بينها شراء فيلا يقطن بها مع أسرته في الهرم بمحافظة الجيزة.
أسرته: أقمنا له حفل تقاعد.. ومنعنا من دخول غرفته الخاصة
وبسؤال أفراد أسرته، اتضح أن المتهم أوهمهم طيل حياته، وكان يحتفل معهم بترقياته حتى وصل إلى رتبة عميد، وعلق على جدران مسكنه شهادات تقدير وصورًا له بالملابس الأميرية، مضيفين أنهم أقاموا له حفلاً عند بلوغه سن التقاعد.
وأضافت التحقيقات أن المتهم استخدم غرفة خاصة به وأغلقها، ومنع دخول أي شخص بها في أعمال التزوير، واستعان بمسدس صوت شبيه بالسلاح الميري، وكذلك جهاز لاسلكي مزيف.
وأكد أفراد أسرته، أنهم كانوا ممنوعين من دخول الغرفة الخاصة به، وذلك بدعوى وجود أوراق خاصة بعمله.
العثور على 100 مستند مقلد بمنزل الضابط المزيف
وبتفتيش الغرفة عثرت أجهزة الأمن على أكثر من 100 مستند مزيف داخل الغرفة الخاصة بالضابط المزيف، إضافة إلى الزي الأميري وصورًا به، وتحفظت عليها وقررت تحويلها للجهات الشرعية للبت في أمرها.
وعثرت أجهزة التحقيقات على طبنجة صوت، مبلغ مالي من متحصلات نشاطه الإجرامي، و4 هواتف محمول، مجموعة من الكارنيهات بأسماء أشخاص مختلفة، وعدد من الشهادات الدراسية منسوب صدورها للعديد من الجامعات والأكاديميات المختلفة، مجموعة من الكروت الشخصية باسم المتهم، كليشيهات مُقلدة لشعار الجمهورية، شهادات بيان درجات منسوبة للجامعات المصرية، خطابات منسوبة للجامعات المصرية، جهاز كمبيوتر، طابعة، وجميعها تحفظت عليها.
المتهم ينكر: استخدمت الزي الأميري للوجاهة.. والنيابة تحبسه 15 يومًا
من جانبه، أنكر المتهم انتحاله صفة ضابط شرطة، وقال إنه استخدم تلك الأدوات فقط من أجل “الوجاهة” أمام عائلته.
وقررت نيابة الأموال العامة حبس المتهم 15 عامًا على ذمة التحقيقات، لكنه استأنف ضد قرار حبسه ورفض قاضي المعارض التظلم، وقرر تأييده الحبس.
وأمرت النيابة بعرض الوثائق والأوراق المزورة، على وحدة كشف التزوير بمصلحة الطب الشرعي، وذلك للبت فيها.