خالد بدر الدين
أعلنت وزارة الزراعة الأمريكية DOA، هذا الأسبوع، أن أسعار السكر العالمية هوت بأكثر من %25، هذا الموسم، فى أكبر خسارة على مؤشر بلومبرج لأسعار السلع «BCI» الذى يتتبع 22 سلعة خام؛ بفضل تزايد المخزون العالمى من السكر والذى تجاوز 50 مليون طن، ليسجل أعلى مستوى فى تاريخه. ومن المتوقع استمرار هذا المعروض القياسى العام المقبل أيضًا.
ذكرت وكالة بلومبرج أن المخزون العالمى من السكر سجل مستوى قياسيًّا، هذا العام حتى الآن، ليسجل أسوأ خسارة بين السلع الخام مع تباطؤ الطلب من المستهلكين بعد تزايد الوعى الصحى بالمخاطر الصحية الناجمة عن تناول السكر بكميات كبيرة ومع ارتفاع إنتاج السكر خلال الموسم الحالى.
واتجهت شركات عديدة «ديل مونت فودز للفواكه المعلَّبة- مونديليز إنترناشيونال للوجبات السريعة حلوة المذاق وغيرهما« إلى تخفيض نسبة السكر فى منتجاتها بسبب انخفاض طلب المستهلكين على المنتجات السكرية مع انتشار الأبحاث الطبية التى تؤكد أضرار السكر على الصحة ولأنها تسبب أيضًا البدانة.
وأكد خبراء الاقتصاد بشركة جرين بول كوموديتى لأبحاث الأسواق المالية، أن الطلب العالمى على السكر تراجع من أكثر من %1.7 خلال العقد الماضى إلى أقل من %1.4 خلال المواسم الماضية، فى الوقت الذى ارتفع فيه إنتاج السكر بنسبة أكبر، ولاسيما فى دول آسيا، ومنها الهند ثانى أكبر منتج لمحصول السكر فى العالم بعد البرازيل، وكذلك تايلاند.
ويرى دونالد سيلكين، الخبير الاستراتيجى بالأسواق المالية بشركة نيوبريدج فى نيويورك، أن ارتفاع الإنتاج والمعروض العالمى سيستمر خلال الفترة المقبلة ما لم يتغير المناخ بطريقة معاكسة تؤدى إلى انخفاض المحصول، كما أن المستهلكين وشركات الأغذية يبذلون محاولات جادة لتقليل استهلاك السكر والمنتجات السكرية، وهذا يعنى استمرار هبوط الطلب وبقاء الأسعار منخفضة لفترة طويلة لدرجة أن سعر السكر الخام تسليم أكتوبر المقبل هبط إلى 11.4 سنت للرطل فى بورصة ICE بنيويورك فى ختام تعاملات منتصف الأسبوع الحالى، ويتوقع المستثمرون هبوط الأسعار أكثر من ذلك.
وجاء فى تقرير لشركة جرين بول بمدينة بريسبين الاسترالية، والصادر الشهر الماضى، أن الإنتاج العالمى من السكر سيزيد على الطلب بحوالى 19.6 مليون طن خلال الـ12 شهرًا المقبلة، فى أكبر زيادة بتاريخ إنتاج السكر، والكافية لتلبية الطلب السنوى فى الصين أكبر مستورد للسكر فى العالم.
وتحاول مؤسسة تكرير السكر الهندية زيادة تصديرها، هذا العام، إلى حوالى 6 ملايين طن لتسجل أعلى مستوى فى تاريخها بعد أن قفز، هذا العام، محصول السكر فى الهند بحوالى %58 ليتجاوز 32 مليون طن، مقارنة بإنتاجها العام الماضى.
أما البرازيل التى قفز مخزونها من الإيثانول الناتج من تصنيع قصب السكر وهبوط أسعار الوقود الحيوى فإن هذا يعنى أن مصانع القصب ستتجه إلى تقليل إنتاج الإيثانول وتحويل الباقى إلى سكر مما يجعل المعروض يتضخم أكثر وأكثر.
ومع ذلك فقد ساعدت الأجواء الجافة على تقليل إنتاج محصول السكر بجنوب وسط البرازيل هذا الموسم، كما أن احتمال أن يضرب إعصار إل نينوبعض دول آسيا خلال الشهور المقبلة من هذا العام، قد يؤدى إلى انخفاض محصولها من السكر، وإن كانت الخسائر من المتوقع أن تكون طفيفة ولن تؤثر كثيرًا على أسعار السكر المنخفضة.
وتؤكد شركة جرين بول أن السوق العالمية المليئة بمخزون ضخم من السكر، والتى يتباطأ فيها الطلب على السكر، يمكنها أن تستوعب أى صدمات فى المعروض، كما أن المخاوف الصحية والضرائب المفروضة على المشروبات السكرية ستقلل الاستهلاك كثيرًا، ولا سيما فى البلاد النامية والأسواق الناشئة.
ويتوقع أيضًا فرانك جينكينز، رئيس شركة JSG كوموديتيز لأسواق السلع الخام بمدينة ساوث نوروك بولاية كونيكتيكت الأمريكية، أن تستمر جميع العوامل التى تقلِّص الطلب وترفع المعروض من السكر، وقد تزداد هذه العوامل أيضًا ليزداد المخزون العالمى من السكر وتنخفض أسعاره أكثر من ذلك حتى العام المقبل على الأقل.