لجأ عدد واسع من الشركات السياحية العاملة بالسوق المحلية خلال الفترة القليلة الماضية إلى ابتكار مجموعة من السياسات لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الوفود السياحية خلال موسمى الصيف والشتاء بحيث تضع حداً لتراجع معدلات الإشغال بالمنشآت الفندقية المملوكة لها أو تلك التى تديرها بعد تراجع دام أكثر من 15 شهراً منذ بداية الثورة حتى الآن، حيث أعلنت شركة ماريوت الدولية العاملة المتخصصة فى قطاع الفنادق مع شركة فيزا الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن تقديم عرض خاص لعملاء «فيزا» بحيث يشمل ثلاث ليال بسعر، كما يشمل العرض خصماً بنسبة 20% على المأكولات والمشروبات التى تتولى تقديمها فنادق «جى دبليو ماريوت» وفنادق رينيسانس وفنادق ومنتجعات ماريوت وكورتيارد باى ماريوت وريزيدنس إن باى ماريوت وماريوت للشقق الفندقية.
ولجأت بعض شركات أخرى مثل شركة شيراتون العالمية والتى تتولى إدارة فنادق مملوكة لشركة ”إيجوث” التابعة لـ ”القابضة السياحية”، رصد مجموعة من الآليات لجذب أكبر عدد ممكن من الوفود السياحية للفنادق المتعاقدة على إدراتها حيث بدأت فى فتح الباب لما يسمى كارنيه العضوية، يتاح من خلاله خصم للعملاء أثناء الدخول للفندق وفى حال تجاوز الوفود السياحية عدداً معيناً من الزيارات يحصل على إقامة مجانية لمدة تحددها إدارة الفندق أو الحصول على تذكرة طيران مجانية لأحد المعالم السياحية المهمة أو جوائز.
وأوضح إلهامى الزيات رئيس اتحاد الغرف السياحية لـ «المال» أن الشركات تستهدف من هذه السياسات استقطاب أكبر عدد ممكن من الوفود السياحية لتعويض التراجع الحاد فى نسب الإشغال فى الفنادق التابعة لها.
إلهامى الزيات: فاعلية تلك السياسات تتوقف على حالة الاستقرار السياسى والأمنى
ويرى أن درجة فاعلية تلك السياسات تتوقف على حالة الاستقرار السياسى والأمنى بالسوق المحلية ستؤثر على فاعلية تلك السياسات.
وقال إبراهيم مصطفى، مساعد العضو المنتدب لشركة المصرية العامة للسياحة والفنادق «إيجوث» ، إن شركته تعمل حالياً بالتنسيق مع شركات الإدارة المتعاقدة على إدارة فندقها التابعة مثل شركتى «شيراتون» و «ماريوت» العالميتين لإدراج مجموعة من السياسات التى من شأنها زيادة نسب الاشغال التابعة للشركة، منها قيام شركة «شيراتون» باستخراج كارنيات عضوية للزوار بحيث تضع خصومات لحاملى تلك الكارنيات.
وقال اللواء فؤاد سند، رئيس مجلس إدارة شركة مصر للسياحة إحدى الشركات التابعة للشركة القابضة للسياحة والفنادق إن شركات الإدارة الفندقية بدأت خلال الفترة القليلة الماضية، ابتكار مجموعة من السياسات الترويجية لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الوفود السياحية لتعويض الخسائر التى تحملتها تلك الشركات طوال الـ 15 شهراً الماضية، غير أنه أكد أن هذه السياسات لن تؤتى بثمارها إلا بعد حدوث استقرار أمنى وسياسى.
وعن أبرز العروض التى تتولى «مصر للسياحة» تقديمها فى الفنادق التابعة لها، قال سند إن الشركة اعتمدت مجموعة من البرامج لتقدم خدمات إضافية للوفود السياحية تتمثل فى تنظيم رحلات صحارى فى منطقة مرسى علم وجولات ترفيهية فى الأقصر والقاهرة، فضلاً عن تقديم بعض العروض منها عرض 3 غرف بسعر غرفتين فقط كما هى الحال فى قرية مجاويش أو تقديم وجبات مجاناً أثناء فترة الإقامة.
وقال إن تلك السياسات تستهدف فى الأساس الحفاظ على استقرار أسعار الغرف الفندقية من خلال تحسين الخدمات المقدمة للزوار.
وأوضح اللواء نبيل سليم رئيس مجلس إدارة شركة العربية للاستثمار السياحى «آشتى» ، أن الهدف من تلك السياسات الحفاظ على استقرار أسعار الغرف الفندقية من الانهيار من خلال تقديم خدمات إضافية، خاصة أن العودة للأسعار الأصلية للفنادق تتطلب فترة زمنية تتجاوز الـ 5 سنوات فى أقل تقدير.
«آشتى»: نسب الاشغال بالفنادق تتراوح ما بين35 و40%
وقال إن نسب الاشغال بالفنادق العاملة بالسوق المحلية تتراوح ما بين35 و40% مقارنة بـ 75 و80% نسب إشغال الفنادق فى فترة ماقبل الثورة.
ويرى كريم بيغ، رئيس التسويق العالمى فى فيزا الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن الشركة تدرك أن فصل الصيف يمكن أن يكون أغلى فترة من السنة، ولا شك فى أن مكافأة حاملى بطاقات فيزا تكون من خلال منحهم منافع ملموسة يستفيدون منها خلال إجازاتهم عندما يدفعون بواسطة بطاقاتهم المدينة أو الائتمانية من «فيزا».
وقال: تعتبر المنافع الإضافية والخصومات إحدى أفضل الطرق لمكافأة حاملى بطاقات فيزا، سواء كان فى المنطقة أو خارجها، وبالتالى، يسعدنا أن نتعاون مع فنادق ماريوت فى المنطقة لتعزيز تجارب عملائنا خلال إجازاتهم ومنحهم إمكانية كبيرة للتوفير هذا الصيف.
ولفت جيف ستراشان، نائب رئيس المبيعات والتسويق بشركة ماريوت الدولية الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أنه على يقين بأن عملاء ماريوت بذوقهم الرفيع وإدراكهم للرقى وتقديرهم فى الوقت نفسه قيمة الأمور، وأننا نملك 27 منشأة فى المنطقة ولم تكن أعمالنا لتزدهر دون دعم آلاف العملاء الذين يسعدنا الترحيب بهم كلّما يعودون إلى فنادقنا فى الشرق الأوسط وإفريقيا. ويعود السبب فى ذلك إلى أننا نبحث عن أيّ فرصة ممكنة لنسمح لضيوفنا بالاستمتاع أكثر فى فنادقنا وبالمأكولات والمشروبات والخدمة التى تتمتع كلها بمستوى عالميّ مقابل مبالغ أقلّ من المال.
وعلى صعيد آخر ابتكرت وزارة السياحة خلال الفترة القليلة الماضية مجموعة من السياسات التى من شأنها التخلص من حالة الركود التى تعانيها بعض المناطق السياحية التى تعرضت للانهيار من بينها رصد حزمة من المحفزات لمدينة بورسعيد منها البدء فى إحلال وتجديد الأماكن الأثرية العاملة بتلك بالمحافظة، وقامت هيئة التنمية السياحية خلال الفترة القليلة الماضية بتأجيل سداد المديونيات المستحقة على مستثمرى منطقتى طابا ورأس سدر لصالح الهيئة لنهاية شهر سبتمبر المقبل على أن يعاد النظر فى القرار مرة أخرى بعد انتهاء المدة المحددة.
حجم الاستثمارات المقامة فى منطقة رأس سدر تقدر بحوالى 4 مليارات جنيه
يذكر أن حجم الاستثمارات المقامة فى منطقة رأس سدر تقدر بحوالى 4 مليارات جنيه فى حوالى 19 ألف غرفة يعمل منها 1700 غرفة فقط ومن المتوقع أن تحدث انفراجة فى الاستثمارات المنفذة فى هذه المنطقة بعد الانتهاء من إنشاء مطار رأس سدر الذى وافق على تنفيذه الدكتور كمال الجنزورى رئيس حكومة تسيير الأعمال.