مها يونس
تستعد محافظة الإسكندرية للبدء فى تنفيذ عدة مشروعات مرورية عاجلة بالتزامن مع محاولة تحسين الطرق لحل أزمتى المرور والنقل، خاصة بعد تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسى، بمؤتمر الشباب الرابع الذى أقيم بالثغر، ومطالبته بضرورة إنشاء محور مرورى جديد فى المحافظة، لتخفيف التكدسات المرورية فى المدينة، وتسهيل حركة نقل المواطنين، مشددا على ضرورة الانتهاء من كافة الدراسات اللازمة له قبل انتهاء عام 2017.
قال محافظ الإسكندرية الدكتور محمد سلطان: إنه بصدد إعداد دراسة كاملة لتطوير محور المحمودية الجديد، والذى يعتبر شريانا لنقل الكثافة المرورية من غرب الإسكندرية إلى شرقها والعكس، لتقليل الضغط من طريقى الحرية والكورنيش، بمشاركة الأحياء التى تمر بها ترعة المحمودية.
وأضاف سلطان أن الخطوات الأولى للمشروع تبدأ بتمهيد المحور من خلال تطوير ورصف وإنارة الطريق وتشجيره، بمساهمة جميع الأجهزة التنفيذية للمحافظة، تحقيقا لسهولة الحركة دون تقاطعات، إضافة إلى رفع الإشغالات من نهر الطريق العام وتدعيمه بالعلامات الإرشادية والإلزامية بمعرفة قسم التخطيط والبحوث بإدارة مرور الإسكندرية.
وأكد المهندس سيد محمد السيد، وكيل وزارة الطرق والنقل، أن المشروع سيكون تحت إشراف المنطقة الشمالية العسكرية، وأنه جارٍ تجميع البيانات الخاصة بالمشروع لبدء دراسته، لافتا إلى أن مديرية الطرق لم تتلق أية تصورات حتى الآن لملامح المشروع العملاق، فى حين أن المحور كان على طاولة المشروعات التنموية المقترحة لتطوير وإعادة التخطيط المرورى بالمحافظة للوصول إلى الحلول الجذرية والمناسبة لحل الأزمة المرورية.
أضاف السيد فى تصريحاته لـ«المال» أن محور المحمودية يبلغ طوله 76 كيلو مترا ممتدة إلى محافظة البحيرة، بينما يبلغ طول المحور بمحافظة الإسكندرية قرابة الـ 20 كيلو مترا، ويخترق أحياء «غرب، شرق، وسط، والمنتزه»، موضحا أن هناك 58 كيلو مترا بالمحور تقع بداخل محافظة البحيرة، لافتاً إلى أن المشروع يستهدف نقل الكثافة المرورية من شمال المحافظة لجنوبها لتخفيف الأزمة المرورية الطاحنة.
وأعلن السيسى فى الجلسة الختامية لمؤتمر الشباب بالإسكندرية، الاستجابة لمطالب الاحتياجات العاجلة للمحافظة، من خلال التوسعات العمرانية وتطوير قطار أبوقير وترام الإسكندرية والانتهاء من محور المحمودية، فضلا عن مشروعات تنموية أخرى من المُقرر تنفيذها فى المرحلة القادمة، كمشروع تنمية بحيرة مريوط، وتطوير المناطق الصناعية والحرة والاستثمارية، بالتنسيق مع وزارة الاستثمار.
وقال المهندس هشام سعودى، عضو لجنة التخطيط بالمحافظة، وأستاذ العمارة والتخطيط بكلية الفنون الجميلة، إنه من المُقرر خلال إنشاء المشروع التركيز على استكماله بالكامل بدءا من منطقة مينا البصل غرب الإسكندرية «مصب ترعة المحمودية»، حتى منطقة المعمورة عند كوبرى «خورشيد» شرق المحافظة، دون التطرق لتأجيل مراحله لأجل آخر.
وأضاف سعودى أن المشروع يتوقف نجاحه على ربطه بالطرق العرضية المؤدية للطرق الشمالية «طريق الكورنيش وطريق الحرية وطريق الترام»، وذلك لضمان حل أزمة المرور وسهولة انتقال سكان الجنوب إلى كافة مناطق الإسكندرية دون التطرق لشغل المحاور الطولية الشمالية للوصول إلى المناطق القبيلة بالمحافظة.
واعتبر عضو لجنة التخطيط بالمحافظة، أن المحور المرورى الجديد تكمن أهميته فى تزويد المحاور الطولية التى تحتاجها الإسكندرية باعتبارها مدينة شريطية، والذى من شأنه تخفيف وحل مشاكل التزاحم بالطرق القائمة، فضلا عن إعطائه فرصة لمواطنى الثغر للتنقل بين الطرق الرئيسية بسهولة.
وأشار سعودى إلى أن المحور سيكون عبارة عن طريقين باتجاهات مختلفة على جانبى الترعة، ليُصبح متنفسا لمرور الإسكندرية على ضفتى المحمودية، وذلك بالناحية القبلية والبحرية، والمُقرر ربطها من خلال نقاط دوران لتغيير الاتجاهات، فضلا عن ربطه بطرق عرضية وصولا للطرق الموازية الرئيسية.
ويُشار إلى أن مشروع تطوير محور المحمودية، من المُقرر ووفقاً للتخطيط المُعَد له منذ أعوام، أن يبدأ من كوبرى التاريخ بغرب المدينة «منطقة مينا البصل» وينتهى عند كوبرى خورشيد «بمنطقة المعمورة» بطول 35 كيلو مترا، ويتضمن 4 حارات مرورية، يربط بينهما 22 كوبرى بواقع كوبرى خروج كل 750 مترا.
وتجدر الإشارة إلى أن الإسكندرية كانت تعتمد فى مخططاتها السابقة لحل الأزمة المرورية على مشروع تطوير الكورنيش، من خلال تنفيذ طريق علوى على الطريق الأصلى فى بعض المناطق المنخفضة عن المستوى السكنى، والذى سيسهم فى عدم حجب الرؤية للكورنيش، إضافة إلى تطوير ورفع كفاءة الكبارى والأنفاق على مستوى المحافظة، وتطوير طريق المحمودية، ومناقشة رفع كفاءة خط سكك حديد أبو قير، إضافة إلى مشروع تطوير ترام الثغر.