Find Out More

Is your organization one of the Best Places to work in Egypt

workL

محفوظ عبدالرحمن.. أعمال قليلة ولكنها علامات

خيرية البشلاوي: كان له بصمة مهمة في الدراما المصرية ماجدة خير الله: كان مهتما بالثقافة والتراث المصري محمود قاسم: قرأ واستوعب التاريخ المعاصر بشكل جيد علي راشد "بوابة الحلواني" .. "أم كلثوم" .. "ناصر 56" .. "حليم" أبرز الأعمال الفنية التي كتبها الراحل محفوظ عبدالرحمن الذي رحل عن عالمنا أمس، ليترك

محفوظ عبدالرحمن.. أعمال قليلة ولكنها علامات
جريدة المال

المال - خاص

9:04 م, الأحد, 20 أغسطس 17

خيرية البشلاوي: كان له بصمة مهمة في الدراما المصرية
ماجدة خير الله: كان مهتما بالثقافة والتراث المصري
محمود قاسم: قرأ واستوعب التاريخ المعاصر بشكل جيد

علي راشد

“بوابة الحلواني” .. “أم كلثوم” .. “ناصر 56” .. “حليم” أبرز الأعمال الفنية التي كتبها الراحل محفوظ عبدالرحمن الذي رحل عن عالمنا أمس، ليترك بصمة مهمة في الكتابة، وبرغم قلة هذه الأعمال إلا أنها خلدت اسمه، وكانت بارزة، وستظل علامات مهمة في التاريخ الفني المصري.

أكدت الناقدة السينمائية خيرية البشلاوي أن الكاتب محفوظ عبدالرحمن معروف من خلال أعماله الدرامية عموما مثل مسلسل “بوابة الحلواني” و”أم كلثوم” وله بصمة مهمة في الدراما المصرية، وكان رجلا مصريا حتى النخاع، حافظا لتضاريس الشخصية المصرية وتاريخها وتقلباتها وكل ما يمكن أن يكون ضمن مقومات الشخصية المصرية، كما كان محبا بشكل حقيقي ومعلن لمصر وكانت أعماله تنضح بانتمائه الوطني الشديد.

كما لفتت خير الله إلى أنه كان ابنا بارا لمصر وللثقافة المصرية والتراث الشعبي وكان همه الوطني الخاص بالتراث الشعبي العميق والمتجذر لمصر شعبا ومستقبلا وحاضرا واضحا من خلال أعماله، وكان يفكر تفكيرا جادا قبل الكتابة وقبل الشروع في أي  عمل كان من المهم أن يكون قد تم شحنه من المعرفة والمعلومات والعديد من الأمور التي تجعله أكثر عمقا في إبداعه وهو ما انعكس بشكل كبير على أعماله مثل “بوابة الحلواني” وكان لديه مشروعه الخاص حاول قدر طاقته أن يبني هذا المشروع وكيف تنهض هذه البلد وكيف يكون له إسهام إبداعي بها.

وعن قلة أعماله قالت :” كان لابد أن يشحن نفسه بكم هائل من المعرفة ويتحضر نفسيا ولم تكن الكتابة  أمرا سهلا بالنسبة له فكان يكتب في موضوعات شديدة الأهمية وفي التاريخ وما جري في مسار الشعوب وما عانت وما كانت تحلم به وكان بعد التشبع الهائل يشرع في الكتابة وهو ما جعله مقلا ولكنه كان في نفس الوقت عميقا وبارا بالجذور بقلمه في التراث المصري وبالتالي كانت الكتابة مهمة ومسئولية ضخمة وكان من  الممكن أن يكون غزيز الإنتاج وإحيانا الإنسان يخلد بعمل واحد وكل ما قدمه محفوظ قوي وسيخلده في حقول الإبداع “.

وأشارت الناقدة الفنية ماجدة خير الله، أن محفوظ عبد الرحمن كان من الكتاب القلائل الذين كانت لهم نجومية في مجال السيناريو مثل أسامة أنور عكاشة فبمجرد ما تذكر اسمه تكون مطمئنا لأنك سترى عملا فنيا له احترامه وعناصر جودة ومتعة وتأصيل ولا  نترحم فقط عليه بل نترحم على العصر الذي كان المبدع فيه يقدم فكره وفلسفته في الحياة ويعكف على عمله حتى لو استمرت الكتابة سنوات من الدراسة والتنقيب والبحث بعكس ما يحدث الآن فقد تجد 15 كاتب يكتبون مسلسلا واحد ويخرج ضعيفا ، بينما قدم محفوظ علامات في الدراما أهمها “بوابة الحلواني” بما فيها من توثيق لفترات تاريخية يقدمها بمتعة وإنصاف ونتعرف من خلالها على شخصيات من خلال تاريخ شخصيات ضدها لكن اكتشفنا دورها الوطني العظيم  في أعماله.

وأضافت أن مسلسل مثل “أم كلثوم”  كان شاهدا على عصر بأكمله في الغناء والصحافة والألحان وعلى الانتقال من زمن الملكية وما بعد الثورة وكل ما حدث فيها بعد نكسة 1967 فلم يكن يكتب فقط عن مسيرة شخص وانما عن عصر كامل لأكثر من 30 سنة وهذا جهد إبداعي لم يقم به كاتب من قبل فمن النادر أن يهب شخص نفسه للدراسة لتقديم مسلسل، فالجيمع يكتبون أعمالا تراها مرة واحدة إنما ما قدمه محفوظ يعتبر وثيقة فنية تتيح لمجموعة من الفنانين أن يؤدوا أداء عظيما ولم نر هذه النوعية من الأعمال منذ أكثر من 15 عاما مثل أفلامه “ناصر 56″ و”حليم” حيث تناول الشخصيات التاريخية المهمة سواء في السياسة أو الفن أو الأدب ليقدم جهدا ضخما لتقديمها بهذا الشكل.

ولفت الناقد الفني محمود قاسم إلى أن محفوظ عبد الرحمن استوعب التاريخ وقرأ التاريخ المعاصر بشكل جيد كما قدم  مساحة من التاريخ  العباسي في أعماله لكن أغلب عمله في التاريخ المعاصر مثل “بوابة الحلواني” والعديد من الأعمال التي قدمت التاريخ بصورة مبهجة وأقرب للواقع حيث كانت الدراما في وقت عبد الناصر تقدم بعض الشخصيات بشكل سيء للغاية وأنهم أشرار خصوصا الخديوي إسماعيل ولكن محفوظ قدم الخديوي بشكل يليق به وقدم صورة للتاريخ ومن المفترض أن الدولة تغير مناهج التعليم وقدم الشخصيات التاريخية في لحظات قوة مثل أم كلثوم التي قدمت كامرأة قوية ضد الضعف والفشل ومن نجاح لنجاح ولها حس وطني ، وكذلك عبد الناصر  اختار أقوى لحظاته بينما اختار لحظات الضعف في حياة  عبد الحليم حافظ فهو يختار اللحظات ويمنحها توهجا خاصا وبرغم أن أعماله كانت قليلة لكنها ناجحة.

من جهته كتب الكاتب المسرحي إبراهيم الحسيني عبر صفحته الشخصية: “محفوظ عبدالرحمن مات.. جزء كبير من تاريخ الدراما المصرية يتواري.. كان قلب الرجل يسع العالم، لم تفارقه سماحته ولم يتخل عنه تواضعه الكبير، حين طلبت منه كتابة مقدمة لمسرحيتي (وشم العصافير) الصادرة عن المجلس الأعلى للثقافة لم يرفض وكتب عنوانا لمقدمته أخجلني كتب يقول ” وهجا لم يألفه المسرح المصري من قبل ” وتحت هذا العنوان سرد عبدالرحمن أسباب موافقته على كتابة مقدمة لنص مسرحي وهو ما لم يفعل ذلك من قبل، وكتب كلاما كثيرا أتمنى لو كنت أستحقه، وحين دعوته بعدها لزيارة مقر جريدة مسرحنا، وكان ذلك منذ سبعة سنوات سعد الرجل بالدعوة، وفي عصر اليوم المحدد جاء إلينا وقضي معنا أكثر من ثلاث ساعات من المناقشات والحوارات التي طاف بنا فيها من الشرق للغرب، ومنحنا آراءه بصراحه في كل ما سألناه عنه، ونشرنا هذا الحوار وقتها في الجريدة، رحم الله محفوظ عبدالرحمن وطيب ثراه ورزقه الجنة، وألهم يا الله الصبر لأهله ومحبيه في كل ربوع مصر والوطن العربي جزاء ما قدم وأعطى”.

جريدة المال

المال - خاص

9:04 م, الأحد, 20 أغسطس 17