المال ـ خاص
مينا هاوس، من أقدم الفنادق التى بنيت فى مصر فى عهد الخديوى إسماعيل عام 1869، ويعتبر الخديوى إسماعيل من أكثر الحكام الذين اهتموا ببناء الفنادق فى مصر، لأسباب مختلفة، فبنى «قصر الجزيرة» – ماريوت حاليا – لاستقبال كبار الضيوف وقت افتتاح قناة السويس، وبنى المينا هاوس ليكون مكانا لراحته فى البداية.
تلك الرحلات التى كانت سببا فى إنشاء «الفندق» على مساحة 40 فدانًا، تطل على هضبة الأهرامات، تحولت بعد ذلك لتكون مكانا يستقبل فيه ضيوفه، وبالفعل استقبل فيه بعضا من ضيوف حفل افتتاح قناة السويس، ولكن رفاهية إسماعيل لم تدم كثيرا، وتراكمت الديون عليه، ما اضطره لبيع الاستراحة فى عام 1883 لأحد الأثرياء البريطانيين، الذى اتخده مسكنا له هو وزوجته وأطلقا عليه اسم «مينا» نسبة إلى الملك مينا، ثم باعا القصر، بعد أن أدخلا عليه بعض الديكورات الإنجليزية، ما جعل به مزجا بين الطراز العربى والإنجليزى، واشتراه بعد ذلك رجل إنجليزى ليقرر تحويله إلى فندق افتتح فى عام 1886.
الفندق بدأ بـ 80 غرفة فقط، فى عام 1920 أضيف 30 غرفة أخرى، وتجدد بعد ذلك فى حديقته ليشمل 200 غرفة أخرى 1978، ووصل عدد الغرف إلى 486 غرفة فى التجديد الأخير له 2007.
مر على الفندق العديد من الأحداث السياسية، وأقام به الكثير من الشخصيات العامة، والملوك من مختلف دول العالم، كما صور فيه العديد من الأفلام السينمائية من بينها الفيلم العالمى «وادى الملوك» والذى أنتج عام 1954 وكان يتحدث عن المقابر الفرعونية والبحث عن مقبرة فرعون المرتبط بالنبى يوسف، وفى 1959 صورت فيه أحداث فيلم «حكاية حب» لعبد الحليم حافظ، وفيلم «صاحب الجلالة» لفريد شوقى وفؤاد المهندس عام 1964، وكان لكوكب الشرق أم كلثوم جناحا بالفندق تستريح فيه عقب كل حفلة من حفلاتها.
السياسة بالطبع كانت متواجدة عبر تاريخ الفندق فى الكثير من الأحداث، وعقدت به مباحثات السلام بين الرئيس الراحل أنور السادات، والرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر، ورئيس وزراء إسرائيل حينها وعرف بمؤتمر مينا هاوس، كما نوقشت بالفندق خطط الحرب العالمية الثانية، ولقاء رئيس وزراء بريطانيا، ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية فيه عام 1943.