الموسيقار راجح داوود: فيلم الكيت كات نقطة انطلاقى

❐ اخترت الموسيقى التصويرية لجمهورها الكبير بعكس الأوبرا ❐ عملت مع أجيال كثيرة من المخرجين وأقبل كل ما يعرض على على راشد «يا روايح الزمن الجميل هفهفى... وخدينا للماضى بسحره الخفي» لا يستطيع أحد أن يجرد هذه الكلمات عن موسيقاها، ويشعر بنفس الشعور الذى يعيده إلى مسلسل «هوانم جاردن س

الموسيقار راجح داوود: فيلم الكيت كات نقطة انطلاقى
جريدة المال

المال - خاص

1:08 م, الأثنين, 29 مايو 17

❐ اخترت الموسيقى التصويرية لجمهورها الكبير بعكس الأوبرا
❐ عملت مع أجيال كثيرة من المخرجين وأقبل كل ما يعرض على

على راشد

«يا روايح الزمن الجميل هفهفى… وخدينا للماضى بسحره الخفي» لا يستطيع أحد أن يجرد هذه الكلمات عن موسيقاها، ويشعر بنفس الشعور الذى يعيده إلى مسلسل «هوانم جاردن سيتي» وراوئح هذا الزمن.. وتلك الموسيقى المميزة، وغيرها العديد من موسيقى تصويرية لأعمال بارزة فى السينما، مثل «الكيت كات»، «الراعى والنساء»، «أرض الخوف» لمؤلف الموسيقى التصويرية، الدكتور راجح داوود، والذى لاتزال أعماله بارزة حتى الآن، وكان آخرها موسيقى مسلسل «الكبريت الأحمر» ومن قبله مسلسل «هى ودافنشي»، وله خلال شهر رمضان الجارى مسلسل «قصر العشاق».

ساهمت موسيقاه فى إنجاح العديد من الأعمال السينمائية، منذ أول عمل له، وهو فيلم «الصعاليك» فى عام 1985 وكان من أبرز أعماله بعد الألفية الثانية، أفلام «الباحثات عن الحرية»، «أسرار عائلية»، «مواطن ومخبر وحرمي»، «رسائل البحر»، و»قدرات غير عادية»، والتقت «المال» الدكتور راجح داوود للحديث عن مسيرته، وأبرز محطاته فى الموسيقى التصويرية.

ويحكى «داوود» عن بدايته فى عالم الموسيقى التصويرية قائلا: «فى البداية عرض عليّ عمل الموسيقى التصويرية لفيلم، والموسيقى أعجبت بعض الناس وأحببتها أنا أيضا، بمعنى أنه لا أحد يسير فى شيء معين إلا وكان يحبه، وأعتبر الموسيقى التصويرية للسينما وسيلة لعرض الموسيقى على الغير، وليس مثل الأوبرا التى تقام فيها حفلات بعدد قليل من الجمهور، كما نقدم مقطوعات قليلة أيضا، ولكن فى السينما عالم آخر باستطاعتك أن تصل موسيقاك إلى الكثير من الجمهور فهى وسيلة مهمة لانتشار الموسيقى، فالفيلم يعرض فى أكثر من دار عرض ليشاهده الآلاف، ثم يعرض فى التليفزيون لتتسع دائرة المشاهدة.. ومن يكتب أو يقدم عمل فنى يكون مستهدفا لجمهور معين، فمن يقرأ الشعر فى مقهى فجمهوره هم الحاضرون فقط، أما من يقرأ على شاشات التليفزيون فجمهوره لا يستطيع عدّه».

ويضيف أن الفيلم الأول كان «الصعاليك» للمخرج داوود عبد السيد، ولكن أول فيلم انتشر جماهيريا بين الناس وكان أكثر تأثيرا فى معرفة الناس به، وبموسيقاه كان فيلم «الكيت كات» وهو التجربة الثالثة له فى السينما، ويعتبر هذا الفيلم من الأعمال التى جاءت بدماء جديدة فى السينما وصناعة مختلفة، إذ كانت السينما حينها بدأ يتخلل صناعتها المزيد من التطور من حيث الديكور والموسيقى، والتصوير وهو ما ارتبط بعدد من المخرجين الذين حققوا نقلة نوعية فى السينما، وكانوا حينها مخرجين جددا فى نهاية الثمانينات وبداية التسعينات والآن لهم تاريخ مهم، وهذا الجيل يمثله محمد خان، وداوود عبد السيد، وخيرى بشارة، وعاطف الطيب، ورضوان الكاشف، وكان لدى هذه المجموعة فكر جديد لا يتماشى مع الأفكار القديمة فى الفن، ومن بينها الموسيقى التى كان من المهم أن تكون مختلفة هى الأخرى.

وبرغم أنه قدم العديد من الأعمال الفنية مع المخرج الكبير داوود عبد السيد، الذى بدأ معه واستمر فى أغلب أعماله، والتى كان آخرها فيلم «قدرات غير عادية» فإن الموسيقار راحج داوود، أكد أنه عمل مع العديد من المخرجين بأجيال مختلفة بدءا من محمد خان، ومجدى أحمد على، وعلى بدرخان، والأجيال الشابة التى استعانت به حتى فى أول أفلامها مثل، المخرج كريم حنفى فى فيلمه «باب الوداع»، مؤكدا أنه لا يعمل مع أسماء معينة.

ونفى أنه يرفض العمل مع أشخاص بعينهم أو أعمال معينة قائلا :»لسنا فى سوق أو جالسين على مقهى نبيع ونشترى، فالفن وصناعة السينما والمسرح والدراما، بهم العديد من الاتجاهات وكل فريق يختار المتوافق مع هويته ولا أحد يتعالى على أحد، ولو أن هناك منتجا يريد عمل فيلم تجارى فسوف يبحث عن فنانة من لون الفن الذى يقدمه، وكذلك مخرج على شاكلته مثلما كان يحدث فى الأفلام التجارية فى السبعينات، والتى لاتزال هناك أعمال شبيهة به، وهى الأعمال التى تغازل غرائز الجمهور وهذا المنتج بالطبع لن يذهب لمخرج، مثل الراحل محمد خان، أو داوود عبد السيد، ولكل واحد فريقه ومنتجه».

أما عن الأجواء التى تضعه فى العمل على موسيقى لعمل فنى ما، فأشار إلى أن مثله مثل الكثير يختار العزلة ليكتب فقط دون وجود طقوس وأجواء خيالية يقولها الكثيرون، ولا يوجد وقت معين للانتهاء من الموسيقى سواء لفيلم أو مسلسل، والأمر يخضع لظروف الإنتاج الذى قد يريد الأمر فى وقت سريع، مثلما حدث مع أحد الأفلام التى شارك فيها نور الشريف، وموسيقاه تم تأليفها فى ثلاثة أيام فقط، وأحيانا يحدث ذلك فى الأعمال التى ترسل فى المسابقات الدولية، والمهرجانات والتى تتطلب السرعة فى إنجاز الموسيقى لتقديم الفيلم فى موعده، وفى الطبيعى يتراوح عمل الموسيقى لعمل درامى بين أسبوعين إلى شهر.

وعن الموسيقى الإلكترونية، لفت إلى أنها أسهل تجاريا وإنتاجيا، ومعظم الأعمال السينمائية تعتمد عليها، لأنها أرخص فى الإنتاج وأسرع فى الوقت، وهناك بعض الموسيقيين يستخدمونها بجانب الآلات العادية، إلا أنه يفضل استخدام «البشر» – على حد قوله – ولا يستخدم الإلكترونية إلا فى منزله فقط على سبيل البروفة فقط، قائلا :» لن استخدمها إلا إذا قدموا فى مصر أفلاما عن الفضاء مثلا».

ولا يفضل «داوود» أن يقدم فقط أعمالا سينمائية أو دارمية، وإنما يفضل العمل أيا يكن ولكن ما عرض عليه فى السينما كان أكثر من الدراما، ويشير إلى أن هناك اختلافا بين موسيقى المسلسل والفيلم، فالمسلسلات فيها كم كبير من الموسيقى، وأحيانا يعتمد البعض على حشوها بذلك لأن حلقاته كثيرة، بينما الفيلم قصر الكثافة فيكون تأثير الموسيقى فيها أقوى، ويكون الاهتمام الأكبر فى المسلسلات بالتترات، وبعض المشاهد الداخلية خاصة بعد أن أصبح هناك بعض المخرجين يقدمون الدراما بشكل قريب من السينما بلغة جيدة، ولكن فى النهاية ما يقوله المسلسل فى أكثر من 18 ساعة يستطيع الفيلم أن يقدمه فى ساعتين بأكثر كثافة.

جريدة المال

المال - خاص

1:08 م, الأثنين, 29 مايو 17