على مدار ستة أشهر، ودون إخلال بقواعد التداول، تسللت شركة صم، التي هي الذراع الاستثمارية لشركة صميم كابيتال، لتستحوذ تدريجيًّا على 20% من أسهم مجموعة برايم القابضة، فى صفقة تجاوزت قيمتها 70 مليون جنيه.
6 محترفون مؤسسون
صميم كابيتال أسسها فريق من الشركاء، يضم 6 محترفين يمتكلون خبرات متنوعة فى مجال الاستثمار المباشر والاستشارات المالية والقانونية وتحليل المخاطر.
هم خالد راشد وأحمد على وفهد الطرزى وكريم الشيخ ومحمد نور الدين وحمدى مصطفى.
خبرات الشركاء ساعدتهم في تقديم المشورة عبر شركة «سيج»، ذراع صميم للاستشارات، لنحو 20 عميلاً لإتمام صفقات اندماج واستحواذ، بالسوق المصرية منذ تأسيسها فى 2013.
إستراتيجية «المستثمرالناشط».. حصة مؤثرة.. فخطة.. فحشد للمساهمين.. فأرباح للجميع
والأهم – والأكثر إثارة لهم ولنا فى الوقت نفسه -، أنها أغرتهم بتبنى إستراتيجية المستثمر الناشط «Activist Investment Strategy» – والترجمة من اختيارنا -.
مستلهمين فى ذلك سيرة رجال، ألهبت صفقاتهم السوق الأمريكية، أبرزهم إيريك نايت، وبيل إكمان.
وكذلك كارل إيكان، الذى احتلت صورته غلاف مجلة تايم الشهيرة فى ديسمبر 2013، تحت عنوان «ذئب وول ستريت».
ذئب وول ستريت يخضع شركة أبل العملاقة
فى ذلك التوقيت مارس إيكان هوايته واستحوذ على حصة صغيرة من شركة آبل العملاقة، ومع ذلك كانت كافية لكى يوجه خطابًا جريئًا لرئيسها التنفيذى تيم كوك.
لافتا نظره فيه إلى أن سعر السهم الحالي، أقل من قيمته الحقيقية، وأن الاقتراض بسعر فائدة 3%، بهدف توسيع إستراتيجيتها لإعادة شراء أسهمها، كفيل بزيادة أرباح المساهمين بنسبة 33%.
فى أبريل 2016 انتهى إيكان من بيع حصته، محققًا 2 مليار دولار عائدًا، ليعلن متباهيًا، أن كل من اشترى أسهم «آبل» بالتزامن معه، قد ربح على استثماره نحو50%.
ويستهدف المستثمر الناشط دائمًا، اقتناء حصة فى شركة مقيدة فى البورصة، يرى أنه يتم تداولها بأقل من قيمتها الحقيقية.
وأنه بالإمكان زيادة أرباح الشركة والمساهمين، حال تبنى إداراتها التنفيذية خطته أو توصياته المالية والاستثمارية.
صميم كابيتال تتسلل إلى برايم القابضة
ونعود لمجموعة برايم القابضة، التى يبلغ رأسمالها المصدر والمدفوع 364 مليون جنيه موزعة على 72.8 مليون سهم بقيمة اسمية 5 جنيهات للسهم.
ورغم امتلاك الشركة سيولةً تبلغ نحو 200 مليون جنيه، فإنه يتم تداولها بالبورصة بأقل من قيمتها الاسمية!.
وسجل سهم برايم القابضة أمس بالبورصة، سعر إغلاق بلغ 4.82 جنيه، صعودًا من متوسط 2.21جنيه فى نوفمبر الماضي، و3.3 فى فبراير و4.4 جنيه فى أبريل.
ومع ذلك يؤمن خالد راشد، الرئيس التنفيذى لصميم كابيتال ورئيس مجلس إدارة صم ورفاقه، بأن سهم برايم يستحق تقديرًا أفضل، بشرط الضغط على إدارة الشركة، لتنفيذ خطة أعمال طموح.
بدأ ذلك الضغط بالفعل فى جمعية برايم القابضة العمومية الأخيرة، التى انعقدت فى 29 مارس الماضي.
راشد يسعى لحشد المساهمين
حين أمسك راشد بالميكرفون لمدة 40 دقيقة فى مواجهة الإدارة، ليتلو بنود خطة إصلاح، سعى لحشد صغار المساهمين الحاضرين لتأييدها، وسلمها فى خطاب أثبته بمحضر الجمعية العمومية.
لم يكتفِ راشد بذلك، بل رفع حصة شركته فى «برايم» بعدها إلى أكثر من 20%، يدور فيها متوسط قيمة شرائه للسهم حول نحو 4.5 جنيه.
ليترقب بعدها رد فعل إدارتها التنفيذية على خطابه، متواصلاً معها، ومتواصلاُ على الجانب الآخر مع باقى المساهمين، لضمان تأييدهم لخطته.
أكثر من ذلك، وضعت شركة صميم كابيتال وذراعها «صم»، مجموعة من الشركات المتداولة بالبورصة تحت المنظار، لتصبح أهدافًا متتالية لها.
وذلك كمستثمر «ناشط» يسعى لإيقاظ الإدارات التنفيذية، كى تعمل على تعظيم أرباح حملة الأسهم، طالما ارتضت أن تلجأ إليهم للحصول على التمويل.
المستثمر الناشط قد لايضمن النجاح ولكنه يؤمن للسوق الاثارة
ليس شرطًا أن يحقق المستثمر الناشط غايته فى كل شركة يدخلها، إلا أن تمتّعه بسيرة من الصفقات الناجحة، يساعده بالتأكيد على حشد المساهمين وراءه.
كما يمثل ضغطًا معنويًّا وماديًّا وإعلاميًّا على الإدارات التنفيذية لتعظيم الربحية.
حتى الآن لا تملك «صميم» هذه السيرة الذاتية، و«برايم» هى صفقتها الأولى التى ستقاتل لإنجاحها، ولا يستطيع أحد أن يضمن لها ذلك.
ولكن ما نؤكده نحن، أن السوق ستشهد فى الفترة المقبلة، الكثير من الإثارة، بفضل راشد ورفاقه.